المرتضى افتتح مركز نقابة الفنانين التشكيليين في الجامعة اللبنانية :لن نسمح لأحد بأن يأخذ دور الثقافي

 

أمل منصور

قال وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى:”اننا لن نسمح لأحد بأن يأخذ دور لبنان الثقافي، مهما حاول المحاولون من مطبِّعين وساعين وراء التطبيع. فلبنان وطنُ الرسالات السماوية السَّمْحَة، وطنُ العنفوان والشموخ والتعالي كأرزه العالي، وطنُ الصلابة والصمود كزيتونات بشعلة.

وأضاف :” لن يستطيعَ أحدٌ استلابَ دوره. وليتذكَّرْ المحاولون أولئك، أسطورةَ طائر الفينيق التي تنتقلُ من جيلٍ إلى جيل، والتي تُعلِّمُ أنَّ الرماد ليس سوى مرحلة يسيرة من عمره الحي على الدوام، ينفضُها حين يقوم مستعيداً رحلته مع الأفكار الخلاقة والمبدعة… هكذا كلما افتتحنا مركزًا لنقابة فنانين، أو مركزًا أدبيا أو موسيقيًّا، نكونُ نحيا من جديد.
كلام الوزير المرتضى جاء خلال افتتاحه بعد ظهر اليوم مركز نقابة الفنانين التشكيليين في الجامعة اللبنانية –المتحف بحضور النقيب نزار ضاهر وأعضاء مجلس النقابة وحشد من الهيئات والجمعيات المعنية بالفن التشكيلي .
ومما جاء في كلمة وزير الثقافة :”إن لم يكنِ الفنُّ علماً من العلوم، فهو كلُّها مجتمعةً، لأنَّ الإبداعَ الناطقَ في الصورة والحجر والخشب والورقِ وسائر المحسوسات، يرفعُ النفوسَ إلى فوق، لتبلغَ مستوًى معرفيًّا يجعل الغُربةَ قُربى، والوَحشةَ جمالًا، والموتَ حياةً، والوجودَ خلقًا جديدًا”.
لافتاً الى انه :” على مَتْنِ الفكرة ينطلقُ الخيالُ المبدعُ في رحلةِ وحيٍ، أو لونٍ، أو شكل، أو أي سمةٍ أخرى من سماتِ الموهبة، بوساطةِ ريشةٍ، أو قلمٍ، أو إزميل، حتى يكبَرَ العالم ويصغر في أذهانِ المتلقّي بمقدار الدهشة التي تثيرُها في نفسه تلك الإبداعاتُ، فإذا بالمستحيلِ رهنُ الممكن.”
مشيراً الى أهمية الجمع والمكان:”يجمعنا اليوم افتتاح مركز نقابة الفنانين التشكيليين، فكأننا في ذرى الأولمب، حيثُ مجتمَعُ آلهةِ الإغريقِ الأقدمين. فليس عابرًا أن يلتقي في مطرحٍ قانونيٍّ واحدٍ كلُّ هذا الكمِّ من الفنون الجميلة، فينضمَّ مبدعون من بلادي إلى تجمعٍ يرعى حقوقهم المادية والمعنوية، ويرسم سياسةَ حمايتهم مما ينتابُ الحياةَ من صعوبات، وأن يكون لهذا المطرح القانوني مقامٌ مختار هو الجامعةُ اللبنانية.”
معتبراّ أن :” هذا يشكلُ اعترافًا بالبعدِ الثقافي الراقي لهذه النقابة، التي لم ترتضِ لها عنوانًا إلا في منزل الفكر. ويعطي غنًى معرفيًّا لبلد، في خِضَمِّ أزماتِه المتلاحقة، يتحسس قدرته على التفاعل والتواصل والحوار من أجل البناء، وليس له إلا الثقافةُ لأنَّها في الأصل تنوع ضمن الوحدة، ولأن حضارةً لا تستقيم إلا بالوعي والمعرفة والفن العظيم، سواءٌ كان أدبًا أو شعرًا أو رسمًا أو نحتًا أو مسرحًا أو صورة خلاقة. ومن هذا المنظور كم نحن بحاجة، من أجل رونقِ لبنان، إلى مراكزَ للفنون والثقافة وإلى دورٍ للمسرح والسينما وإلى معارضَ في مختلف الإبداعات المعرفية، كي يستعيد لبنان حركته النهضوية ويعود مركز ثقل ثقافي، كما كان البلد الأول في العالم العربي الذي أسس لمفهوم الحداثة الفكرية والأدبية والفنية.”
المرتضى اكد على دور لبنان الثقافي :”بناءً عليه، كما نقولُ في لغة القانون، نؤكد أيها السيدات والسادة، أننا لن نسمح لأحد بأن يأخذ دور لبنان الثقافي، مهما حاول المحاولون من مطبِّعين وساعين وراء التطبيع. فلبنان وطنُ الرسالات السماوية السَّمْحَة، وطنُ العنفوان والشموخ والتعالي كأرزه العالي، وطنُ الصلابة والصمود كزيتونات بشعلي، ولن يستطيعَ أحدٌ استلابَ دوره. وليتذكَّرْ المحاولون أولئك، أسطورةَ طائر الفينيق التي تنتقلُ من جيلٍ إلى جيل، والتي تُعلِّمُ أنَّ الرماد ليس سوى مرحلة يسيرة من عمره الحي على الدوام، ينفضُها حين يقوم مستعيداً رحلته مع الأفكار الخلاقة والمبدعة… هكذا كلما افتتحنا مركزًا لنقابة فنانين، أو مركزًا أدبيا أو موسيقيًّا، نكونُ نحيا من جديد.”
وتوجه الى الحضور بالقول :”أيها الفنانون والمبدعون ، أنتم هويةُ لبنان الحقيقية، فافرحوا باشتداد الساعد على الساعد في داركم ليعلوَ البناء. الوطنُ لا تبنيه إلا زنودُ أبنائه المعقودةُ على المحبةِ والتعاضد والتعاون، ومن أجدرُ من المثقفين بنشر هذه الثقافة الوطنية وممارستِها. مبارك لكم مركزكم الجديد، وإلى مزيدٍ من الإنجازات.

شاهد أيضاً

معاريف تفند رواية الجيش وتكشف إصابة إيران لمفاعل ديمونة

أوردت صحيفتا معاريف وهآرتس الإسرائيليتان -اليوم الخميس- معلومات جديدة عن الصواريخ والمسيرات الإيرانية التي أطلقت …