زغرطي يا انشراح اللي جاي أكتر من اللي راح

د ليون سيوفي

كنت على متن الطائرة عائداً من بلاد الغرب كعادتي أُحدّق من خلال النافذة في هذا الأفق وأشاهد جمال الغيوم والسحاب من فوق وأرى اللوحات التي رسمها الخالق واستمتع بما أشاهده، بيني وبين نفسي شكرت الخالق على ما أنا فاعل وكيف أُحارب من أجله، نعم هو هذا الوطن الذي اصطفاني الخالق وولدتني أمي فيه..

لم أتفاجأ عندما علمتُ أنّ سعر صرف الدولار قد قفز إلى ال 25000 ليرة ولم أتفاجأ كيف وبكل فشل أصدر وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام القرار رقم ١٥/ح.ش المتعلق بتحديد وزن وسعر الخبز اللبناني “الأبيض” بحيث أصبحت ربطة الخبز ب 10 آلاف ليرة، ولم أتفاجأ عندما سمعت تصاريح كذب السياسيين كعادتهم والتصعيد فيما بينهم وتعطل الحكومة وسيتعطل معها التفاوض مع البنك الدولي فالمشهد قاتم جداً ..

لكنني تفاجأت بردّ القرارات القضائية من قبل محكمة التمييز وقبولها لرد الدعوات…

هل ستسطر استنابات قضائية بحق كل من رفض المثول أمام المحقق العدلي للتحقيق؟ ..

هل نعتبر أنّ القضاء ربح الجولة؟

هل الصفقات انتهت بين السلطة السياسية والقضاء؟

هل العنوان، القضاء المستقل لمعرفة الحقيقة العادلة سينجح ويستعيد المواطن ثقته بالقضاء؟

هل سنشاهد “إنشراح” تزغرط على قرار القضاء أم سيُطعن به كالعادة مخالفين به القانون القضائي؟

ألوضع في البلد لم يعد يحتمل اللعب، فحالة المواطنين يُرثى لها.
وماذا لو رفعوا الرسوم الجمركية؟

سيتوقف عندها الاستيراد، وسيُحرَم المواطن أكثر فأكثر، ففي لبنان قليلة هي الانتاجات المحلية، ولن تتأمّن لدينا متطلبات الحياة، فالتجار لن يتحملوا عبئاً إضافياً بالاضافة إلى ارتفاع سعر الصرف.

فالخناق يضيق شيئاً فشيئاً، لقد وصلنا إلى حالة الاختناق بنار جهنّم، وليس هناك من يُنقذنا، فالمعنيون مشغولون بأمورهم الخاصة ويُديرون ظهورهم للمواطن، لا يذكرونه إلا على الشاشات لتبييض وجوههم وتمهيداً للانتخابات.
ماذا ينتظر القضاء بعد أكثر من ذلك؟ فهو فسحة الأمل التي نُعَوّل عليها.

شاهد أيضاً

أفرام: “اقتراح قانون مع زملاء لتأمين تغطية صحية واستشفائية فعلية ولائقة للأجراء من خلال إتاحة خيار التأمين الخاص”

كتب رئيس المجلس التنفيذي لـ”مشروع وطن الإنسان” النائب نعمة افرام على منصة “أكس”: “نظراً للآثار …