بأي استقلالٍ تحتفلون؟

د. ليون سيوفي باحث وكاتب سياسي

تنافس بين الجمعيات والتيارات والمجموعات من المجتمع المدني لمسيرات متعددة لإظهار حبها للوطن والمشاركة بيوم الاستقلال.

متناسين أنّ من هم في موقع الزعامات ليسوا إلا أزلامٍ لدولٍ لا ترضى الخير لشعبنا، فعوضاً عن الإطاحة بهذه السلطة وإعلان الاستقلال ها هم يثبّتون وجودها في هذا اليوم عند مشاركتهم بالاحتفالات والمسيرات دون أن يدروا وأصبحت أشكّ بهم ..

منذ الفتح العثماني ونحن محكومون، ومنذ مئة عامٍ عند إعلان دولة لبنان الكبير مروراً بيوم 22 تشرين من عام 1943 حيث تم تكريس يوم الاستقلال “الوهمي” لغاية هذه الساعة، لبنان لم يعرف يوماً واحداً مستقلاً، فتدخُّل دول العالم في أرضنا وفي حياتنا جعل منا شعباً طائفياً همّه الحزب أو الدولة التي ينتمي إليها عقائدياً وطائفياً متناسياً أن يبني وطناً مستقلاً.

والمؤسف هو الاتصالات التي تلقاها الرؤساء مستقبلين التهنئة بهذا اليوم “المجيد”… ولو كانوا يملكون الاحساس لكانوا استقالوا بعد أن رفضت دولة الإمارات الصديقة رفع العلم اللبناني على الجناح الخاص بدولتنا…

من مصلحة الزعماء الستة من قادة البلاد ألّا يكون لدينا استقلال حقيقي حتى لا يحاكَموا على أفعالهم وحتى لا نشهد أجسادهم معلقة شنقاً وأزلامهم في الساحات.
ألاستقلال بالمفهوم العام هو حالة شخص أو أمة أو بلد أو دولة يمارس فيها المقيمون والسكان، أو جزء منهم، حكمًا ذاتيًا، وعادة ما يتمتعون بالسيادة، على أراضيها لا كما هي الحال في لبنان.

ألاستقلال هو الحرية من أي سلطة خارجية بأية وسيلة، فإذا كان هذا الاستقلال مشروطاً، يتم التعبير عنه في شبه استقلال وليس استقلالاً تاماً. غالباً ما يخلط البعض بين الاستقلال والانقسام الطائفي في بلدٍ ما، وهذا ما تسعى منظمات الأمم المتحدة لتغييره، أيضاً خلق مناخ جديد من التسامح بين الطوائف والشعوب لإزالة أية إمكانية للنزاعات المسلحة؛ لأن اندلاع أي نزاع مسلّح سيؤدي إلى تدخل قوى أجنبية، أي عودة الاحتلال بصيغة جديدة.

سيبقى الشعب اللبناني فى صراعٍ مستمرٍ نحو الاستقلال ولن يستطيع أن يقوم بنهضة حقيقية وفق مبادئه وقيمه سوى بالاستقلال التام.

هل عرفت الآن أنك تعيش في وطنٍ لم يعرف يوماً معنى الاستقلال ؟

هيا بنا لإعلان الثورة التي تعطيك الاستقلال ليس فقط من دول الخارج بل من الأحزاب التي حكمتك وأذلتك ونهبتك لتعرف لذة الاستقلال ..