الإمارات..قلب العرب النابض

بقلم الإعلامي خليل مرداس

 

للإمارات تاريخ عريق، مكلل بالنجاحات، والنمو، والتفوق، والازدهار. ولعل المثل الشعبي الإماراتي “الذي ليس له ماضي ليس له حاضر” يختصر هذه النجاحات كافة.
كما أنارت “دبي” اليوم الإمارات كلها، فإن شعاع النجاح أنار العالم كله، وتجلى ذلك بنسخة استثنائية من المعرض العالمي Expo الدولي، والذي استطاعت الإمارات الحصول على حق تنظيمه لعام ٢٠٢٠.
منذ القرن التاسع عشر وتحديدا سنة ١٨٥١، استضافت لندن المعرض لأول مرة، وعلى مدى ١٧٠ عاما حلَّ المعرض على شتى البلدان، إلى أن حطَّ رحاله وللمرة الأولى في أنجح دولة عربية ألا وهي دولة “الإمارات العربية المتحدة”.
يعتبر المعرض من المعارض القليلة التي استمرت هذه الفترة الطّويلة من الزمن، لا بل يكاد يكون المعرض الوحيد الذي يستطيع كل ٥ سنوات أن يغير ملمحاً من ملامح التقدم البشري، وذلك من خلال الحداثة، والتطور، والتكنولوجيا، والثقافة، التي تتنافس الدول المشاركة في طرحها.

حاملين ثقافة ١٩٢ دولة، حل المشاركون والمشاركات على أرض دبي، فبعد فوز الإمارات بفرصة تنظيم المعرض عام ٢٠١٣ متفوقة على روسيا الإتحادية بفارق يزيد عن ١٠٠ صوت ، استطاعت دبي أن تقوم بتحويل صحراء تبلغ مساحتها ٤,٥ كلم² إلى معرض أسطوري، وتاريخي، سيكون ٨٠% من مبانيه مبانٍ مستدامة، وبالتالي لن يتم إزالتها، وذلك ليتحول بعد انتهاء المعرض إلى “المدينة الذكية” المسماة “District”، وهي ستكون المجتمع العلمي النموذجي المستقبلي، الذي سيستخدم فيه أفضل العلوم والتكنولوجيا المستدامة، لصنع بيئة أنظف وأكثر أماناً للعيش والعمل.

كخلية النحل استطاع فريق العمل المكلف بناء مبنى الإكسبو خلال 8 سنوات من إتمام عمله وبتقنية تكنولوجية هائلة، لم يسبق لأي معرض آخر الوصول إليها.
على عالم من العجائب التكنولوجية والعلمية سيفتح الإكسبو أبوابه على مصراعيه، تماما كما فعل السنوات الماضية القريبة أو البعيدة، حيث أن أول بث تلفزيوني بدأ منه، وأول تلفاز انبثق عنه، وألة الكتابة كانت وليدة هذا المعرض، وبسببه عرف الإنسان معنى “الروبوت”.
على مدى ستة أشهر( من ١/أكتوبر حتى ٣١ مارس)، ستستضيف الإمارات ما يزيد عن ٢٥ مليون زائر من مختلف الأعمار، والفئات، والجنسيات، وهؤلاء سيكون لهم فرصة التعرف على ثقافة ١٩٢ دولة، إضافة إلى التماس المستقبل القريب وذلك من خلال الثورة التكنولوجية والصناعية الهائلة التي يطرحها “إكسبو دبي ٢٠٢٠”، فلذلك كان عنوانه “تواصل العقول وصنع المستقبل”.

يعد “الإكسبو الدولي” ثالث أهم حدث اقتصادي بعد كل من كأس العالم والأولمبياد من حيث الصدى الإقتصادي، حيث أن الإمارات أنفقت ما يقارب ٨ مليارات دولار لبناء المدينة المخصصة لهذا الحدث العالمي، أما عائداته فستكون بعشرات المليارات.

بافتتاحية أسطورية نُقلت على أكثر من ٤٣٠وسيلة اعلامية ، إستطاعت “دبي” القلب النابض للإمارات أن تجذب أنظار العالم أجمع، وذلك ليكون الإكسبو أول عمل رسمي دولي يتم بعد جائحة كورونا. تمكنت دبي من التغلب على كافة الصعاب التي حالت دون إطلاق الإكسبو في موعده الذي كان مقررا السنة الفائتة.
ثلاث مواضيع رئيسية سيطرحها “expo dubai 2020” ألا وهي التنقل، والفرص، والإستدامة، ولذلك كان هناك توزيعٌ للجناحات المختلفة على هذه المواضيع الثلاثة، حيث أنه بسابقة لم تكن موجودة بأي معرض سابق سيكون لكل دولة جناحا خاصا بها،وسيكون اختيار الدولة لجناحها حسب فكرتها وابتكاراتها. إضافة إلى أن كل دولة سيكون لها فرصة لعرض ثقافتها، وفنونها وتراثها، وحتى مائدتها، وأطباقها التقليدية المتنوعة.

لبنان الذي كان مهدداً بسبب الأزمات التي تفتك بالبلاد أن يفقد فرصة المشاركة، وان يفقد تباعا معها فرصة الإنعاش الاقتصادي وطرح مشاريعيه وما يعود بذلك من فائدة مالية على البلاد، استطاع أن يعود من جديد، وذلك من خلال إمداد “الإمارات العربية المتحدة” وكما عودتنا دائما يد العون والمساعدة، حيث أنها تكفلت ببناء جناح لبنان على نفقتها الخاصة، وفعلا هذا الذي حدث حيث أن بلد الأرز سيكون موجودا هناك، مؤكدا على أنه مهما حدث و واجهنا من صعاب، سيبقى لبنان متمسكاً بقشة الأمل، لأن بلد العلم والثقافة ومهد الحضارات يمرض إنما لا يموت.

شاهد أيضاً

مسيرات حاشدة بمحافظة إب اليمنية في جمعة معركتنا مستمرة حتى تنتصر غزة …

تقرير/ حميد الطاهري شهدت محافظة إب”وسط اليمن ” عصر اليوم مسيرة جماهيرية حاشدة في جمعة …