صاحب معمل « Naya» للمحارم .. خالد ملاعب أؤمن بلبنان ولبنانيتي..

حوار: رانية الأحمدية

من أعالي الجبال جاء صوته قوياً هادراً، ونبضات قلبه تسابق الريح وأصوات الطبول باحثاً عن جهة تقول له كيف يساعد ناسه…
عندما فكر بتأسيس معملاً للمحارم الورقية  في بلدته بيصور، كان إحساسه بأنه يشارك في عودة الحياة إلى لبنان الذي يراه دائماً الحضارة والتاريخ والمستقبل، كما كان الهدف الوقوف إلى جانب أهله وناسه، فكان معمل «Naya» للمحارم.
شاب طموح يضج حيوية وحياة، يؤمن بالوطن ويسعى لإنقاذه، عطاؤه يفتح أمامه طريق الأمل بالرغم من كل الصعوبات التي يمر بها لبنان، نشيط، ديناميكي يحمل على أكتافه مسؤولية كبيرة، أحلامه وطموحاته لا ينتهيان.
إنه الشاب خالد ملاعب الذي إلتقاه “موقع مجلة كواليس” لنتعرف إلى معمله الصغير الذي يأمل بأن يكبر مع الأيام بإذن الله، وهذا أبرز ما جاء في الحوار..

بدعم شباب المنطقة كانت البداية مشجعة..

 

*في البداية ألف مبروك مولودكم الجديد « Naya»، معمل المحارم الورقية منتج لبناني جديد في الأسواق، حبذا لو تخبرنا متى كانت البداية، وكيف خطرت لكم الفكرة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان حاليا؟

لقد قمنا بدراسة المشروع قبل أن تشتد الأزمات في لبنان أنا وشريكي الذي أحب أن يقوم بشيء خاص لمنطقته، وهذه ليست المرة الأولى التي يفكر فيها بهذه الطريقة، لأنه يعتبر أن هذا واجباً عليه الإهتمام بوطنه كما أنا، خصوصاً وأنني كنت مديراً مالياً في إحدى شركات المحارم في لبنان، لذا قررنا بأن ننفذ الفكرة في منطقتنا بيصور، لأن بيروت وضواحيها فيهم الكثير من المعامل والمصانع المنتجة، بينما منطقة الجبل هي بعيدة قليلاً عن هكذا مشاريع، بالإضافة إلى أننا أصرينا على ذلك من أجل تأمين فرص عمل لأبناء المنطقة الذين باتوا يعانون من قلة العمل كأغلب اللبنانيين بسبب ما حصل في لبنان،

 

 

 

وقد بدأنا بهذا المشروع منذ ثلاثة أشهر والحمدلله إستطعنا سحب الأموال التي كنا نتدخرها في البنك على ال 3900 للأسف، لكن ذلك لا يهم لأننا قررنا العمل على الوقوف إلى جانب أبناء منطقتنا ولبنان بشكل عام، فإذا نجح المشروع وإستمر بإذنه تعالى نكون بذلك ساعدنا في تحريك العجلة الإقتصادية وقدمنا فرص عمل، ونحن إستفدنا وأنشأنا مشروعنا الخاص الذي سيدّر علينا فيما بعد، وبدعم شباب المنطقة كانت البداية مشجعة والحمدلله بالرغم من أننا لم نكن نتوقع ذلك.

نأمل المستقبل الزاهر لأي عمل في لبنان..

 

*بعض المعامل المنتجة للمحارم كانت تستقطب معجونة خاصة لتصنيع المحارم من سوريا، هل أنتم تعتمدون ذلك؟

نستورد موادنا الأولية من سوريا وتركيا، بالإضافة إلى أننا نشتري الروليت من معملين في لبنان، لكن ولأن الدولار لا ثبات له في الوقت الحالي إلا أن كلفة الإستيراد علينا تبقى أوفر وأقل من شراء المواد الأولية من لبنان، كما أن الجودة التي نحضرها ممتازة.

 

*كانت المحارم الورقية تباع في المحلات كافة وعلى الأرصفة وفي الطرقات، بينما اليوم بات المبيع أقل، لماذا برايك؟

هي لعبة الدولار، فكل المواد الأولية التي تصنع منها المحارم أصبحت على سعر صرف الدولار، وحتى إن كانت المحارم مستوردة ممّا يعني أن الكلفة باتت باهظة الثمن على صانعيها وعلى مشتريها، فمن كان يشتري الكيس كاملا بدولارين على سعر ال1500 ويبيعها أمام بيته ليستفيد بمبلغ من المال اليوم لم يعد ينفع إذ لم تعد العملية مربحة مع تراوح الدولار، لذا أصبحت نقطة البيع الأكثر في المحلات، بالرغم من أنه لا يمكن إعتبار المحارم من الكماليات، إذ لا يمكن لأي منزل أو سيارة أو مكتب الإستغناء عنها.

للأسف منطقة الجبل محرومة..

 

*هل كل العاملين لديكم من المنطقة؟

كان الهدف هو تأمين فرص عمل لأبناء المنطقة والجوار وهذا ما حصل، لكن لأننا نود الوقوف إلى جانب كل من هو بحاجة ويستطيع العمل سنفتح له أبوابنا في المستقبل مع توسيع العمل، لكن حالياً مكتفين بما لدينا، وفي البداية واجهتنا صعوبة بإيجاد عاملين يستطيعون العمل على المكنات الخاصة لإنتاج المحارم ممّا إضطرنا إلى إحضار خبراء ومختصين من خارج المنطقة وأجانب من أجل تعليم الموظفين لدينا كيفية العمل على المكنات وذلك يعود لأن منطقتنا ليس فيها مصانع أو معامل من هكذا نوع كما ذكرت آنفا، لذا الخبرات لم تكن متوفرة.

 

*بتنا نرى الكثير من المصانع في لبنان لإنتاج المحارم الورقية، برأيك هذه المزايادات، هل تعود بفائدة على لبنان، وهل مردودها جيد لصانعيها، وهل ترى مستقبلا في لبنان في صناعة المحارم وجودتها؟

طبعا لها فائدة على صانعيها وعلى الإقتصاد الوطني وإزدهاره، أما بالنسبة للمستقبل لا أحد يعلم جلّ ما نأمله أن يكون لأي عمل في لبنان مستقبلا زاهرا شرط أن يعود لبنان وكلنا أمل بأنه سيعود، لكن ما يقلق هو المنافسة الغير شريفة، أو بمعنى آخر ليست بمكانها، إذ أننا نفتتح عملنا بعد إستيفاء كل الشروط القانونية المطلوبة مع تسجيل الموظفين في الضمان الصحي وغيره، يأتينا في المقابل أحد آخر بنفس المهنة يملك ثمن مكنة إنتاج فقط يعمل على منافستنا دون إستيفاء الشروط المطلوبة، بالإضافة إلى تهربه من الضرائب و غيرها، وللأسف يكون غير لبناني، لذا أتمنى بأن يصبح لدينا دولة تضرب بيد من حديد وتعطي كل ذي حق حقه.

 

*من هو خالد ملاعب؟

خالد ملاعب مواليد بيصور عام 1982، عملت 13 سنة محاسبا حتى إستلمت إدارة المحاسبة في إحدى الشركات التي تصنّع المحارم في لبنان، لدي طموح كبير، لا أحب السفر والإبتعاد عن أهلي وناسي ووطني، أؤمن بلبنان ولبنانيتي وضيعتي وسأبقى إلى جانب أهلي وسوف ننجح بإذن الله مهما كانت الصعاب.

 

*كلمة أخيرة؟

شكرا لكم على إهتمامكم ومتابعتكم الدائمة ودعمكم لكل عمل جديد، وأتمنى التوفيق للجميع على أمل أن يعود لبناننا الجميل.

 

رانية الأحمدية

شاهد أيضاً

أمسية ثقافية بيروتية مميزة الى وليد دقة رمز فلسطين وشاهدها وشهيدها

برعاية معالي وزير الثقافة اللبنانية ووفاءً للشهيد الاسير وليد دقة وبمناسبة يوم الأسير الفلسطيني : …