صوت الشعب إذاعة موقف تحترم المستمع وما تقدم…حرام أن تتوقف

 

بقلم// جهاد أيوب

هي من ضمن الإذاعات الرائدة في حمل قضية الناس، هي موقف واتزان، هي والأهم تحترم الذوق والآخر والضيف…وقد تختلف معها سياسياً لأسباب تتعلق بك شخصياَ، أو أن السياسة تتحكم بإعطاء رأيك، أو لم تستضيفك في برنامج ما، أو لم تعجب بما تبثه من أعمال غنائية فنية راقية، تشكل ذاكرة من ذهب التأسيس، ونحن نعيش زمن الإعلام الرخيص…
وأيضاً قد تختلف معها سياسياً واجتماعياً لأسباب تتعلق بها هي، وبخطها، وبنبرات صوت مذيعيها المطالبين بالنضال من أجل لقمة عيش الشارع، وكثرة ما تعرض مشاكلنا الحياتية الوعرة المميتة، وهنا نقف لحظة لنشير إلى كون إذاعة “صوت الشعب” لا تبحث عن إرضاء الزبائنية بقدر اهتمامها بقضايا المواطن، لذلك قد تعتبر صوتها ينتمي إلى النق، والشكوى، وربما اللطم على خدود وأذان من يجب أن يسمع من مسؤولين ولا يسمع!
كل هذا الهم الذي يحاصرنا يومياً تتحمله هذه الإذاعة المناضلة من أجل الاستمرارية، وبأن لا تقع كما وقع غيرها في شراكة هدم البلد، والأخذين إلى التناحر الطائفي، ورمينا في الإنتماء “الباوطني” والوطنجية، واللا إنساني…كل هذا لا تعرفه “صوت الشعب”، ولم تقع به حتى إذا اختلفت معها!
كل الشكاوي تبرزها هذه النشيطة بما أمكن في ظروف صعبة، والتمرد في زمن وطن الكذبة، وهوامير السلطة الطائفية والمحاصصة الزبائنية قد يكون محاولة من الانتحار، ومع ذلك تتعمد أن تغزونا بأصوات كبار الفن النظيف من عبد الوهاب إلى إم كلثوم، ومن صباح إلى فريد وحليم، ووديع وفيروز ونصري…إلى عرض مسرحيات رحبانية أصبحت لسان ثقافة الوطن والإنسان…إلى برامج مسؤولة…
إذاعة “صوت الشعب” رغم حرب البقاء تصر أن تقدم وجبات فكرية ثقافية مشبعة بالمسؤولية دون الاستخفاف بالمستمع المحب والآخر، وهذه تحسب لها في زمن الانحطاط الإعلامي، وتجار المواقف، والشاشات الأجيرة والمستأجرة من أعداء الوطن!
من اللحم الحي انطلقت “صوت الشعب”، ولا تزال تسير على خطى كرامة اللحم الحي، واصلت نضال الاستمرارية في أصعب الظروف، واليوم لا تزال تناضل في أصعب بلد، وأصعب حياة في وطن ليس بلداً، وأصعب ممارسة اجتماعية سياسية نضالية…ولم تتنازل، ومصرة أن ترفع جبينها، لذلك وبسبب القحط المعيشي، وحتى لا تحصل على جميل أهل الفساد في تأمين المازوت والبنزين قد تتوقف عن البث…حرام أن تتوقف، وتوقفت!
الزميل الصافي رضوان حمزه هو خميرة الإذاعة الفعلية، ومن لم يتعرف عليه خسارة للقيمة الإنسانية، ومن عمل معه شعر بالمهنية الأخلاقية والعملية…رضوان حالة نادرة في الإعلام وفي تلك الإذاعة.
تتلمذ الكثير من الزملاء في “صوت الشعب”، تخرجوا من بنك النجاح المهني، منهم من رافق النجاح، ومنهم من أحب الشهرة حتى سقط، ومنهم من ظل أميناً لكل دروس ” صوت الشعب”…أسماء كثيرة تخرجت منها، ولمعت، وتميزت، ونذكر منهم بعض الأسماء مريم البسام، وزاهي وهبي، وفاتن عزام، وغدي بو موسى…واليوم نجد المتألقة فاتن حموي تحتل مساحة منافسة في برنامجها ” حوار فاتن”، لهذه الزميلة شخصية إعلامية تحسب لمدرسة الإذاعة، رقي، استفزاز، تهذيب، والدخول إلى أماكن فيها جرأة ولكن باحترام، وفي المقلب الثاني صاحب البحث عن المشاكل وقضايا الناس رامي ضاهر، جهوده واضحة، واحترامه للإذاعة ولعمله أوضح، مما أعطاه مسؤولية أكبر!
بالطبع أسماء إعلامية كثيرة مرت على ” صوت الشعب ” لا مجال لذكرها الآن لضيق المساحة، ولكن وجب القول أن غالبية من عمل في هذه الجميلة تميز، وزرع شجرة مثمرة.
إذاعة “صوت الشعب” إذاعة موقف تحترم المستمع وما تقدم، هي حقيقة، وهي كوكبة في كوكب وفي موكب الصعاب، هي مجاهدة في زمن القحط، ولكنها لم تتنازل…حرام أن تتوقف!

شاهد أيضاً

تطبيق يحتوي غضب النساء.. تعرفوا عليه

يبدو أن غضب النساء لم يعد متوقفاً على من حولهن فقط، بل وصل الأمر إلى …