لهيب الصيف أخف حرارة من حقد السياسيين

بقلم الكاتب نضال عيسى

اليوم أضيفت مافيا جديدة إلى سلسلة المافيات التي ذكرتها سابقا” و مأساة جديدة تأتي لتكون تكملة لطوابير الذل وبلحظة وبسحر ساحر أخذت مكانها بين تجار العار وهي (الغاز) الذي فقد من السوق بمجرد الحديث عن رفع الدعم عن المشتقات النفطية. والمضحك في الأمر هو الاستخفاف بعقول الناس اولا” وثانيا” عدم المبالاة بوجود دولة حتى؟؟ أحد المواطنين الذين يملكون منتجعا” سياحيا” أراد تعبئة خزان الغاز الموجود عنده اتصل بأحد الشركات التي يتعامل معها واتفق معه ان يأتي ويملاء له الخزان فكان الموعد بعد ظهر يوم أمس واستدراكا” قال له صاحب المنتجع، هل يوجد غاز في السوق. ام أننا سوف نعاني كما نعاني مع المازوت فكان الرد.. المخزون يكفي والشركات تسَلم ولا يوجد مشكلة. وبعد ساعتين تسربت معلومات عن رفع الدعم وبدأت وسائل التواصل عملها وضجت بالتحليلات والأسعار فأتى المساء ولم يحضر بائع الغاز فأتصل صاحب المنتجع للأستفسار فكان الجواب المعتاد الذي يستخف بالناس والدولة معا” الشركة لم تسلمنا ونحن لا يوجد لدينا مخزون كافي وقد اقفلنا….. ما يعني تحوله إلى مافيا تحتكر هذه المادة بلحظة…
فأصبح البلد بلا بنزين، وبلا مازوت، وبلا كهرباء، وبلا غاز، ولن اتكم عن باقي السلع المفقودة مثل الأدوية وغيرها ولكن الأهم من كل تلك السلع المفقودة هو فقدان الضمير والكرامة والشهامة عند المسؤولين الذين ما زالوا يجلسون على كراسي العار والأوقح من كل ذلك هو أنهم ما زالوا يرمون الأتهامات على بعضهم وكل فريق يتهم الأخر بالفساد. (رغم انهم دافنيين الشيخ زنكي سوا؟؟؟)

لهيب الصيف الذي نحن فيه دون كهرباء وماء ومحروقات تخفف عنا حرارته يبقى أخف من نار حقدكم على الوطن والمواطن فأنتم مجرمون بحق الأطفال التي تبكي من هذا الحر
انتم مجرمون بحق المسن الذين يحتاج الكهرباء لأجل مكنة الأوكسجين
انتم مجرمون بحق المرضى في المستشفيات التي بدأت تتوقف عن العمل
انتم مجرمون بحق الطلاب الذين لن يستطيعوا التعليم في الأيام القادمة بسبب أنقطاع الاتصالات
انتم مجرمون وسافلون لأنه لم يقم واحد منكم بصحوة ضمير ويقدم استقالته اعتراضا” على هذا الواقع بل زاد عهرا” وجبروت وكأنه يقول انا ربكم الأعلى
قسما” بكل دمعة فقير أنكم ستلاقون أبشع نهاية فعندما يرى الأب طفله جائعا” وعندما تشاهد الأم رضيعها يتلاشى حتما” ستكون نهاية امبراطوريتكم تحت نعال الفقراء الشرفاء

بقلم الكاتب نضال عيسى