حوار في الثقافة والسياسة من إعداد الإعلامي.. د. وسام حمادة


 
في زمن العولمة والإعلام المرتهن وترسيخاً لمفاهيم الثقافة والمعرفة الراقية والتي تعيش غربتها القاتلة تعيد مجلة كواليس وموقعها الإلكتروني نشر لقاءات ثقافية وسياسية كان قد أعدّها وقدّمها لفضائية الإتحاد الإعلامي، د. وسام حمادة عبر برنامج 24 /24
ولقاء العدد مع  الباحث والإعلامي اللبناني”غسان الشامي”
 
عنوان الحلقة: “الإعلام بين الفتنة والتقارب “
 
أغنية بعنوان “مهد الديانات”
 
كلمات الشاعر: حسين حمادة


 
ألحان وغناء: د. وسام حمادة


 
الأغنية:
 
مهد الديانات أرض الحضارات
صوت الرسالات قدس الولادات
حجيجنا إليكِ رصاص وصلاة
حنيننا إليكِ دموع وآلام
دعاؤنا إليكِ خشوع وسلام
يا قبلة العينين يا أولى القبلتين
حجيجنا إليكِ رصاص وصلاة
نداؤنا إليكِ عهد ووفاء
رجوعنا إليكِ وعد في السماء
يا منارة السراج يا أقصى للمعراج
 حجيجنا إليكِ رصاص وصلاة

د.وسام:

  • ضيفي يملك الكثير من الخزين الأكاديمي والإنساني، حمل وعياً مُبَكراً لقضايا أمّته، عبّر عن ثورته على الظلم والتخلف من خلال نضال سياسي ومعرفي ترجمه حروفاً وكلمات رشيقة وشفافة تلامس المشاعر الإنسانية عبر نصٍّ متميّز وجريء، هو دائم البحث لا يُهادن ولا يهدأ، قرع أجراس المشرق وحمّلها رسائل حبٍّ وعتب على واقع رُسمت خرائطه بحبر الحقد والكراهية، هو البحّار في عالم كَثُرت فيه الأسئلة وقلّت فيه الإجابات.
    فلسطين وجهته وقضيته المركزية، من أجلها صَوَّبَ ذخيرته الممتلئة عشقاً وثورة، وعلى رغم بُعده عن الطائفية والمذهبية القاتلة إلّا أن للأديان حكايا كثيرة في جعبته، فضاؤها الدين لله والوطن للجميع.
    مرة ثانية أهلاً وسهلاً أستاذ غسان الشامي.

     
    الضيف: أهلاً بكم وشكراً على هذه التحية الموجّهة للقدس وعلى اللحن الآتي من (يما مويل الهوا يما مويليا، ضرب الخناجر ولا حكم النذل فيا).
  • على كلٍّ أعتقد أن التاريخ أثبت أحقية هذا القول، أي أن يستشهد المرء بطعن عشرات الخناجر على أن يعيش هذا الذلّ الذي يُخيّم على جزءٍ كبير من واقع إنساني تعيشه هذه الأمة حتى هذه اللحظة مع الأسف.
     

    الضيف: هذا مفهوم العزّ وهذه وقفة العزّ ولكن للأسف نحن أمة امتلأت بالحقد والغدر وتحيط بها غابة من الخناجر.

  •  
  • حقيقة يحار الواحد من أين يبدأ معك، كإعلامي، أو كشاعر وكاتب، أو كباحث، ولكن سأدخل بموضوع يلعب دوراً كبيراً في كثرة الخناجر التي أشرت إليها، وهو موضوع الإعلام وتحديداً ما سُميّ … الإعلام العربي. هل صحيح أننا نملك إعلاماً عربياً؟
     
    الضيف: نعم نملك إعلاماً عربياً، ولكن أيّ نوعٍ من الإعلام، نحن نسأل أنفسنا هذا الإعلام الذي نُصدّره، بماذا يتوافق مع آليات العصر..؟ وما الذي يُمكن أن يُقدمّه؟
    ما يمكن أن يُقدمّه الإعلام للناس، في الغرب مثلاً هناك إعلام يأخذك إلى التسطيح، وآخر يوصل لك وثائق، وإعلام يُخبّئ عنك وثائق، وغيره يُعيد عَجن دماغك سياسياً، وإعلام أنت تبحث عنه بصعوبة لتجده وتجد فيه زبدة عقول البشر، أما نحن، فلدينا أكثر من أربعمائة محطة دينية حيث ليس لأغلبها علاقة بالدين، فما هو هذا الإعلام، وهناك محطات تتعاطى السياسة من منطلق دوني وتُعيد فبركة الخبر السياسي كما يريد صاحب المحطة، لأن إعلامنا العربي مملوك من جهتين، إمّا دول، وإمّا رؤوس أموال معيّنة وكلّ منهما يريد أن يوصل أفكاراً معيّنة.
    الإعلام العربي حقيقة، إعلام خارج منطوق الرسالات، بمعنى ليس هناك فكرة يريد أن يوصلها للأسف بأغلبيته الساحقة، هناك نوايا في العالم العربي، إعلاميون أفراد يهمّهم كثيراً أن يُقدّموا نموذج إعلام متقدّم ومتطوّر يُراعي مقتضيات العصر ويكون تنويرياً بمعنى التنوير لأن الإعلام إذا كان بدون رسالة هو إعلام تزجية وقت، لذلك تجد أن أكثر كلمة رائجة (عم يعبوا هوا) تصوّر كلمة (يعبوا هوا) كم هي كلمة بشعة، تعني أولاً قد تُصاب بلفحة برد على الهواء، وثانياً تزداد نسبة الهواء في الأدمغة وتُحدث فراغات.
    نحن فعلاً ومن دون أن نجلد ذاتنا في حالة من البؤس الإعلامي.

  •  
  • سأُكمل معك أستاذ غسان الحديث حول هذا الإعلام الذي وصفته بالبؤس، ولو توقفت المسألة عند البؤس دون التأثير السلبي، بحيث أصبح شريكاً حقيقياً في هذا الدّم المسفوك من المحيط إلى الخليج، لقُلنا أنه مع الوقت قد يتحوّل هذا البؤس إلى وضع أفضل.
    سأنتقل معك إلى تقرير يُخبرنا قليلاً عن مسيرة رجل عَمِل في الإعلام والثقافة والسياسة وأيضاً في الشّعر والكتابة، طبعاً لن نستطيع أن نُكملَ خوض هذا الخضم الذي قدّمته إنما سنُحاول أن نوصل للمتابعين عبر هذا التقرير بعض أمواجه.

  •  
    التقرير:

    غسان الشامي  باحث وإعلامي لبناني يعمل في الصحافة اللبنانية والدولية منذ عام 1978
    ترأس مجلة الكفاح العربي ومجلة صباح الخير كما عمل مديراً عاماً لإذاعة محطة النهضة ومدير تحرير صحيفة البناء
    شارك في الكتابة  – وأشرف على إنتاجها له خمسة أفلام وعدد من البرامج الوثائقية
    له عدد من الكتب منها في ديار مار مارون والمشرق والمشرقية وأبحاث في تاريخ المشرق وفي العمل الصحفي وتشعّباته
     غسان الشامي، مقدّم برنامج أجراس المشرق وهو برنامج تلفزيوني يعنى بالشأن المسيحي في المشرق ويبحث في القضايا والمشكلات الراهنة التي تعترض المسيحيين المشرقيين.
    حتى لا يغادروننا رويداً رويدا .. تحت جنح الظلام كي يبقى المشرقيون شركاء في أمّةٍ تحيا وتعيش في شراكة وطنية،  إنّه المناضل القومي، والإعلامي العربي البارز، غسان الشامي

  •                  
  • سأعود معك إلى موضوع الإعلام، اليوم نرى كمّاً هائلاً من الهواء مثل ما تفضلت يُبث إلى المُتلقي العربي والذي يحمل مرة غُباراً وأخرى سُمّاً وأحياناً يحمل رحيق الأزهار ولكن في أماكن ضيقة جداً، ومع ذلك نجد أن وعي المُتلقي العربي ما زال حتى هذه اللحظة مرتبطاً إرتباطاً وثيقاً بالإعلام الغربي، ما أعنيه أنه حين يصدر الخبر ذاته عن فضائية عربية فإن المتلقي العربي يتلقّاه بالشك، أما إذا صدر عن فضائية غربية معادية، فإنّه يثق بما تقدّمه، برأيك لماذا وصل المواطن العربي إلى تطبيق مقولة (كل فرنجي برنجي) حتى بموضوع الخبر؟
     
    الضيف: سأقول لك لماذا، ولكن،  هناك أمران،  أريد تصحيحهما، بعد شكري لهذا التقرير، أولاً بالنسبة لمجلة الكفاح العربي، لم أكن رئيساً بل كنت محرّراً في هذه المجلة، وأما بالنسبة لبرنامج أجراس المشرق فهو يُعنى بالمسيحية من منطلق حضاري، أريد دائماً التصحيح لأن الذهن الشعبوي يعتقد أنه ” برنامج ديني ” .. هو ليس برنامجاً دينياً بتاتاً، هو برنامج يُعنى بالحضارة لذلك يأتي التنوير في في سياقه العام، هذا لتوضيح ما ورد في التقرير فقط.
    أما في ما يتعلق بسؤالك، ليس لأنه (الفرنجي برنجي) .. لأن لإعلام العربي فيه أعلى نسبة من ضخ الأخبار المفبركة والمُعدة سابقاً، أي أن هناك محطات تعاملت معنا على قاعدة إكذب إكذب إكذب حتى يُصدقك أحد.


  •  
  • كما قال وزير الإعلام الألماني?
     
    الضيف: لذلك أول مشكلة هي التعامل مع المتلقي، المتلقي أذكى مما يظن الكثير من بُلهاء الإعلام، المتلقي يعرف الصح من الخطأ ولديه القدرة في هذا العالم المعاصر على اكتشاف أين الصدق وأين الكذب، وهذه الشاشة فضّاحة، إما أن تحب أو أن تكره، يعني إذا عندك إنفعالات صادقة تظهر على هذه الشاشة، وإذا عندك رياء وأفكار مواربة وابتسامة صفراء أو تلك التي تُشبه ابتسامة الواوي أو الإبتسامة الثعلبية تظهر ويراها المشاهد ويعرف تماماً من هو الصادق ومن هو الكاذب، الآن لم يعد بالإمكان إخفاء الحقيقة عن المتلقي لأن العالم أصبح في متناول يديه، يعني بدل وكالة الأنباء الرسمية التي عندك هناك عشرات الوكالات وبدل المحطة التلفزيونية التابعة لدولة أو لطائفة أو لمذهب أو لفئة أو لشركة هناك مئات وآلاف المحطات، وكلّ وسائل التَلقي متاحة بالإضافة لذلك وبالرغم من كمّ الهراء الهائل الذي تحتويه وسائل التواصل الإجتماعي المعاصره فإنّ جزءاً مما يضخ فيها له علاقة بالحقيقة، أي أنه ليس بإمكان أحد أن يُغلق أمامك ويكليكس ولا يمكنك إغلاق سنودن، سابقاً كانت مراكز تفرج عن عدد من الوثائق السرية كلّ خمسةٍ وعشرين عاماً أو كل ثلاثبن عاماً، أما اليوم فهناك من يستطيع الدخول حتى بالقرصنة، إلى البنتاغون ويسحب المطلوب من الوثائق، وهناك من يتمكّن من الدخول إلى أماكن أخرى، تُخبّئ كلَّ هذا السُمّ الذي تضخه في أرجاء الدّنيا ليسحب منها ما يريد، وأحياناً هناك أطفال عباقرة بعلم الأنترنت يستطيعون الدخول إلى أماكن لا نعرفها، المهم الآن، أن يقتنع أصحاب الأعمال الإعلامية أو المراكز الإعلامية أن المتلقي لا يمكن الكذب عليه.

  •  
  • هنا يُراودني سؤال، أثناء حديثك أخذتني إلى مساحة مضيئة وجميلة لهذا المتلقي، ولكن مع كلّ هذا الذي تفضّلت به أستاذ غسان، اليوم ترى المتلقي أسيراً لفضائياته ومتمترسًا خلف شاشتها
     
    الضيف: الأسير هو الأعمى من هذا الطرف أو ذاك، وإلّا كيف تُفسّر لي .. في محطات كبرى، كيف كانت نسبة المشاهدين أكثر من خمسين مليوناً، وأصبحت خمسة ملايين، ولماذا؟ لأن المتلقي شعر أنها محطات كاذبة، ولو لم يشعر بذلك لبقيّ متابعاً لها.

  •  
  • أليس لأنه ذهب إلى محطة ثانية تشبهه لأن الداتا تغيّرت؟
     
    الضيف: لا أبداً بل لأنه شعر أن هذه المحطة لا تُقدّم له الحقيقة، في لحظة ما هؤلاء الخمسة ملايين الذين ظلوا في عماء عقائدي وفكري، وضعوا سدّاً على أدمغتهم، كذلك عند الأطراف المعاكسة أيضاً هناك نوع من السدود، الجميع لديه هذا الأمر، أما المتلقي وأنا أقصد المتلقي بشكل عام والذي يفتح عقله ويريد الحقيقة، ومن يريد الحقيقة يمكنه الوصول إليها، إذ لم يعد من مكان لإخفاء الحقائق في هذا العالم عنه.
  • تاريخياً نحن نعلم أن الإعلام صنيعة أو لعبة يهودية، هكذا نفهم مما قيل لنا، أنه من يملك غسل الأدمغة هو الإدارة الإعلامية اليهودية وبوسائلها الضخمة من موردخاي الى غيره، اليوم ما هي المصلحة في إمتداد هذه المساحة الإعلامية والتي ما زالت تسيطر عليها القوى ذاتها التي كانت مسيطرة منذ نشأة الإعلام.
     
    الضيف: جميعنا، يعلم، أنه بعد الحرب العالمية الثانية أصبح هناك أمكنة أمسك بأغلبيتها اليهود من مردوك وما بعده، عَمِلَت وحرّفت ولكن وصلت إلى مكان لم يعد بالإمكان أن تغسل كلَّ أدمغة المجتمع.
     
  • برأيك أفلتت من يدها أم هي أرادت ذلك؟  

  • الضيف: لا لم تفلت من يدها، لأن العالم أصبح أكثر صُغراً من أن يستطيع أحد أن يكذّب طيلة الوقت، يعني تستطيع أن تمسك خيوطًا تتحكّم بمصالح ولكن لا تستطيع أن تمسك عامل نفايات عندما يرى شيئاً ما يقوم برميه هذا المُتنفّذ أو ذاك، الحقيقة تصله ويراها أمامه على الأرض، لذلك عندما يرى عامل النفايات على الإعلام عكس ذلك يقول أن هذا الكلام كاذب، وإذا أردت تبسيط هذا الموضوع هناك تحوّلات كبرى في الرأي العام الغربي، وتحوّلات بالنسبة للموضوع الفلسطيني، شهدناها في العشر سنوات الماضية، وأنت تعلم كم وضعت إسرائيل وكدها كي لا تستطيع، أنت أن تَخرق هذا الرأي العام، وتمّ خرقه لأن الصورة الآتية من فلسطين المحتلة أقوى بكثير من كلّ إمكانيات التعمية على الخبر وكلّ قنابل الدخان التي كانوا يضخّونها في الإعلام . برأيي ما من أحد قادر أن يُغطّي على الواقع، هنا يأتي دورك أنت إذا كان لديك قضية.
  • هذا ما كنت أريد طرحه، نحن كيف يمكننا أن نستفيد من هذا الخرق الذي قدّموه لنا، هذا، دون أن نجهد في إيجاده؟

  • الضيف: نحن قادرون على صناعة إعلام وهم كذلك، الأمر، لم يعد بإمكانهم أن يحتكروا كلّ الإعلام، والمشكلة الآن هي أن من يُمسك بالأقمار الصناعية العربية هي دول لا تمت للديمقراطية بصلة، لا بل هي دول قاتلة، قد تُغلق محطتك أو أي محطة لا تتوافق معها. في لحظة من اللحظات أغلقوا على سوريا قمراً صناعياً عربياً، وهذا مُغاير لميثاق جامعة الدول العربية، فكان أمام سوريا أن تبُثَّ على القمر الروسي، حتى الفضاء لم يعد حكراً، قد تواجه صعوبات ولكن البديل موجود دائماً.

  •  
  • ولكنك مرتهن للآخر دائماً، وللمصادفة، لديك الصديق الروسي اليوم، ولكن، نتيجة أيّ خللٍ سياسي يتعلّق بمصالح الدول يؤدّي إلى تعطيلك، إذ أنك لا تملك شيئاً، مثلاً أنت تُطلّ عبر الشاشة كمُحلّل سياسي.

  • الضيف: أنا أكره كلمة محلّل سياسي.
     
  • حسناً، حوار ونقاش كهذا ولا نملك في هذا القمر حتى (برغي) ومن يُسيِّر القمر هذا ويديره هو خصمي بالنتيجة.

  • الضيف: ولكن شراء القمر الفضائي أمر ممكن.
     
  • صحيح ممكن ولكنك لا تشتري وإذا أردت أن تشتري فستشتري من دول مُصنّعة هي تُقرر أن تُعطيك أو لا تعطيك.

  • الضيف: على العكس فهي تُصنّع لتعطيك، والدليل أن الإيراني أثناء ثلاثين سنة من الحصار استطاع أن يُصنّع قمراً صناعياً.

  •  
  • استطاع التصنيع بقدرته الخاصة ولكن نحن كنظام إعلامي عربي حتى هذه اللحظة لم نصنع (برغي).

  • الضيف: صحيح بقدرته الخاصة، إذاً، هذا النظام الإعلامي العربي مُرتَهن بطريقة أو بأخرى، لا يريد التغيير، يريد أن يبقى ” تبعي “، هذا عقل تَكوّن نتيجة تراكم وأخذ فترة طويلة، حتى عندما اشترى قمراً صناعياً أو قمرين سلّمهم لأكثر الدول هشاشة في مجال الإعلام، بل مغيّبة في مجال الحريات، لأن الإعلام بدون حريات هو إعلام يُرمى في القُمامة.
     
  • ولكن أيضاً هناك من يقول أن هذا الكَمّ من الحريات للإعلام وهذا الفضاء المفتوح على مصراعيها لكلِّ من يريد أو كلّ من يملك (قرشين) يشتري كاميرا والمعدات اللازمة لتعبئة الهواء.

  • الضيف: من يعتمد على كاميرا و(قرشين) لا يُشاهده سوى إثنين.


  •  
  • ولكن تبين أن التأثير ضخم جداً حتى على المستوى الإعلامي العقائدي إذا صحّ التعبير، وإلا كيف تفسّر تضخم المشهد التكفيري هذا – صحيح هو ليس وليد اليوم – وكيف أعيدت تغذيته بأقلَّ من عشر سنوات، ما هو دور الإعلام في تظهير هذا الواقع؟

الضيف: ولكن هذا الأمر لا يتعلق بشخص أو برغبة شخصية بفتح محطة، بل بدول وضعت طيلة سنوات أموالاً بتصرّف هؤلاء الأشخاص أصحاب هذا التوجّه طيلة الوقت، ولكن هناك أشخاص لم ينساقوا وراء هذا الأمر.
وطبعاً بما أننا نتكلم عن بلدان عربية تزيد نسبة الأمية فيها عن النصف، أي أن المتلقي بشكل عام هو متلقي سَمَعي فقط وكلّ ما يأتيه يجب أن يكون عملية غسيل للأذنين وللدماغ بذات الوقت، وأنا أوافقك في هذا الموضوع ولكن التعويل دائماً هو على المتلقي النبيه  الذي لديه أسئلة، أي على المتلقي الشكّاك (الديكارتي).
 

  • برأيك هل يتزايد عدد هذا النوع من المُتلقين؟

  • الضيف: طبعاً، لماذا إذاً لم يستطع الكثير من الإعلام أن يجذبك أو يجذبني أو يجذب الكثير في الشارع.

  •  
  • لأنك شكّاك منذ عرفتك وأنت (ديكارتي)

  • الضيف: ما يعني أنني لا أستطيع قبول المُسلّمات كما هي، وأن تقنعني لأن المذهب العقلي أن تقنع بدماغك.
  • لأن السؤال عندك حاضر دائماً.
    حقيقة، موضوع الإعلام يحتاج إلى حلقات وحلقات خاصة مع شخصية (ديكارتية) مثل حضرتك، صاحبة أسئلة  وباحثة عن إجابات.
    سأدخل بجزئية من الإعلام الذي قدّمته ولم تزل في برنامج أجراس المشرق، والذي تميّز ببصمته الخاصة. والذي عرّفت كمحاولة للدخول إلى فضاء الحضارة وليس للتوجيه الديني، رغم أن المشهد يُعطي الناس طابعاً دينياً، فاستقبال رجل دين من أيّ طرفٍ من الأطراف يأخذ البرنامج باتجاه التوجيه الديني وما شاكله، إذًا لم يتم تثقيف الناس بأن حضارة ما وجدت في هذا المكان، أثرت وتفاعلت معه وفيه وكان لها دور في الحركة الإنسانية، وهي حركة لا يُستهان بها، أفي المسيحيه كانت أو في الإسلام أو الديانات الأخرى.
  • ماذا قدّم لك أجراس المشرق؟ وماذا قدّمت أنت من خلال أجراس المشرق لهذا المشرق؟
     
    الضيف: سأُخبرك، أنا لم أكن أُريد القيام بهكذا برنامج، ليس لأنّني لا أريد العمل به، بل لأنه كان لدي أمر هام يشغلني في حياتي الصحفية، خصوصاً حين كنت أعمل في وكالة الأنباء، وهي وكالة أنباء هامّة وعالمية، ولكن إذ رأيت المنطقة مُتجهة نحو هذا الجنون، والذبح يُهدّد الأعناق بكلّ وضوح، وإذ تكلم حينها معي الأستاذ غسان بن جدو فيما آلت إليه الأمور، فقلت له إذا كان عليّ أن اقوم بعمل ما، فسأقدّم برنامجاً باسم أجراس ومآذن، إذ أنني أعرف الديانتين الإسلامية والمسيحية جيداً أو أدّعي ذلك، فبِحكم معرفتي بالثقافة الغربية والعلاقة مع الغرب، أعي تماماً مفهوم الغرب عن الإسلام وفوبياه منه وأعلم  أن هناك من شيطن الإسلام، وأنا أعرف من جاري أن الإسلام عكس ذلك، وأعرف اأنّ لإسلام بما أراه الآن شبيه لما يقوله الغرب، فقلت يجب العمل على المشترك بمفهوم أجراس ومآذن، أي أن أُقدّم العبارات أو مفهوم كلمة سواء والتي عدت وأسست عليها مفهوم المشرقية بالعلاقة الإسلامية المسيحية، ولكن كانت قناة الميادين قد ذهبت أيضاً إلى برنامج “الم” لزميلنا وصديقنا يحي أبو زكريا، وهربت  من تقديم برنامج حتى اللحظة الأخيرة ولكن خيار الصداقة وضعني في الزاوية، هناك شيء عن المسيحيين لا يعرفه غيرك، فقلت أقوم بعمل برنامج ضمن السياق الحضاري للحضور المسيحي في المنطقة وأطلب من الضيوف الذين يُطلّون عبر هذا البرنامج أن يُعبّروا فعلاً عن رؤيتهم اتجاه الإسلام أو عن الرؤية التاريخية اتجاه الإسلام، حتى إذا كان هناك هوّة، وأنا أعتقد أنها موجودة، كي نتمكن من ردمها، ولكن ردمها معرفياً لا يكون بهذا الكلام البارافاني الذي نراه في المؤتمرات، بل يكون كلاماً في عمق الأزمات التي تُعاني منها بلادنا، لأن هناك أكثر من الموضوع الإسلامي المسيحي الذي ما زال يعتور منذ ألف وأربعمائة عام بين المسلمين والمسيحيين، وهو تخصيص الغرب لتفتيت التفتيت هو أن تُفتت الإسلام نفسه للعب على الحالة الإسلامية.
    أنا أطمح في البرنامج يا صديقي أن أُقابل المسلمين، شيوخ المسلمين وعلماءه لأُحاورهم بعيساويتهم وبمسيحهم روح من روح الله، لأُحاورهم بمريم العذراء.

  •  
  • كما حاورت المسيحي بمحمده.
     
    الضيف: تماماً كما حاورت المسيحي بمحمده، لأنه فعلاً يأتي أحدهم ويقول لك، أنت كعلماني كيف تدخل على هذا الموضوع ! أنا كعلماني أعي تماماً أين هي أعطابي الإجتماعية. هذه المنطقة المشرقية بكلّ بساطة تكوّنت منذ ألفي عام ثقافياً على ديانتين متوازيتين وهما المسيحية والإسلام، قل لي هل يوجد ديانات أخرى !
     
  • والمفارقة أن الدين المحمدي دين الرحمة والمسيحي دين المحبة، أي أنهما شعاران متلازمان جميلان، ومن المفترض أن يُغطيا كلّ هذا المحيط، ولكن المشهد عكس ذلك تماماً.
     
    الضيف: هما توأمان، ومع ذلك يجب أن نبحث نحن كعلمانيين على مسافة واحدة من الديانتين، ولكن إيمانياً نحن مثلهم مؤمنون لأن إيماننا يتعلّق مباشرة بالله سبحانه وتعالى.
    يجب أن نبحث عن الأعطاب وعن مكامن الخلل وعن المشترك أيضاً.
    هذا هو الذي حاولت أن أؤسّس عليه وهو الذي دفعني للقيام بالبرنامج، وللحقيقة يبدو أن الناس كانوا يحتاجون إلى هذا النوع من البرامج، لدرجة أنه في أحد الأيام وأنا في جنيف ناداني شخص وطلب أن يتكلم معي، وعرّفني بنفسه، قائلاً .. أنا فلان الفلاني من بيروت، هويتي الدينية كذا، وأنا أريد أن أشكرك، قلت له لماذا تريد أن تشكرني، قال لي أنت أدخلتنا إلى بيوت جيراننا، فأجبته إذا كان الأمر هكذا فأنا أودّ أن أشكرك لأن الرسالة قد وصلت.
    أنا كنت أُريد أن يدخل الناس إلى بيوت بعضهم البعض، لا أستطيع أن أتواطن معك وأن نكون أنا وأنت مواطنين دون أن أعرف بيتك وتعرف بيتي، ودون أن أعرفك وتعرفني، أي أعرفك من الداخل وليس بالشكل الخارجي، هذا الشكل الخارجي ليس لنا علاقة به، هذا شكل أوروبي وليس عربي، ولكن نحن يجب أن نعرف بعضنا من الداخل، نعرف عاداتنا وتقاليدنا مع بعضنا، وأنت ستلاحظ كلّما اقترب الناس، تقاربوا من بعضهم البعض، كلّما شعرت بالمشترك أكثر.

  •  
  • كلّما أصبح الخصم شرساً أكثر.
     
    الضيف: سأُعطيك مثالاً، عندما خرج الناس في حرب تموز من الجنوب، ذهبوا إلى مناطق أخرى فوجدوا بيوتات ودخلوا إليها، نحن هذا الذي نحتاج إليه.
    كم هو مهم أن تدخل على المركز الأساسي للعلاقة بين البشر، والذي هو الدماغ من منطلقه الحضاري وليس من منطلق الصندوق، أي أن نخرج خارج الصندوق.
     
  • ما تتفضّل به أخذني إلى مرحلة الطفولة حيث كنّا مسلمين ومسيحيين جيراناً دون أن يلتفت أحدنا إلى ديانة الآخر ولم نكن نشعر بوجود حواجز بيننا، بل على العكس تماماً كنّا كما يقولون بيتًا واحدًا، وحتى في المدرسة لم يكن لهذه المسألة أي تأثير.
    فإذاً، الجينة مُهيأة  لتتلقى أجراس المشرق الذي تقوم بالعمل عليه، إنما مع الأسف هناك من عَمِل على عكس ما تسعى إليه , وواضح أن بصمته كانت الأكبر، لذلك هذا الذي شاهدك في جنيف استرجع عبرك جزءاً من طفولته التي كانت بينه وبين رفاقه ووصلت إلى حد أن لا يعرف أحدهم الآخر.
    وفي هذا السياق لا شك أنه هناك أزمة، أزمة مسيحيي المشرق، وبرأيي الشخصي لا أعتقد أنه ما زال هناك تمثيل حقيقي للمسيحية أكثر من المسيحيين المشرقيين، أي أنك تشعر في الكثير من الأماكن أنها أصبحت عملية فلكلورية، واليوم هذا المسيحي المشرقي مُستهدف، مستهدف في فلسطين كما أنه استُهدف في العراق وسوريا وفي كلّ المنطقة العربية.
    فهذا الشريك الأساسي الذي يُعطي المنطقة تلويناً إيجابياً والذي هو حاجة مطلوبة، ما هي مصلحة العرب والمسلمين، ومن له مصلحة في ما يجري اليوم على المسيحيين المشرقيين، وكأن هناك رضى أوروبي أميركي، وحتى المسيحي الغربي مقتنع أن هذا المسيحي لم يعد موقعه في الشرق ويجب أن يأتي إلى مناطقنا.
     

    الضيف: أنت أجبت على هذا التساؤل، مطلوب من المسيحية في المشرق أن تكون مسيحية متحَفية، كما أصبحت في شمال سوريا مدناً ميّتة، وهي كانت مدناً مسيحية، يريدون كنيسة قيامة ميتة ومسيحيين كالهنود الحمر ولكن في الهواء الطلق.
    وكذلك إسرائيل والإدارات الغربية – وأنت تعرف أنّني أعلم كثيراً في هذا المضمار – الإثنان لا يريدون المسيحيين في هذه المنطقة، أصلاً يعتبرونهم حمولة زائدة.

  •  
  • ما الذي يُشكّله المسيحيون في المنطقة؟
     
    الضيف: كما قلت لك، حمولة زائدة، ليبقى المسلمون يقتتلون في ما بينهم ويفنوا بعضهم بعضاً، لماذا يبقى المسيحي في المنطقة وماذا يريد فليأتِ إلى الغرب، ولقد قالوا للبطاركة أن يرحلوا بطريقة ما.
    وهناك مكاتب تعمل على تسهيل معاملات الهجرة، مثال على ذلك، بذات المبنى الذي يوجد فيه مكتبي في بيروت وفي أحد طوابقها هناك من يُسّهل هجرة المسيحيين، ونحن كلنا نعلم هذا الأمر والمطلوب أن يرحلوا , إن ماتوا أو عاشوا سيّان، لقد دُمّرت كنائس سوريا وهُجّر مسيحيو العراق وذُبحوا، من سأل عنهم، والمصيبة أن الأدوات هي عربية وإسلامية، ولكن العقل الشيطاني وراء كلّ هذا هو العقل الإسرائيلي، والغربي هو عجينة بين يديه، هو رسم هذا الموضوع تماماً، ففي فلسطين أُصبح المسيحيون في القدس وبيت لحم متحَفيين، فلماذا لا يُصبحون في بقية البلدان كذلك؟؟
     
  • ولكنهم لا يُشكّلون خطراً استراتيجياً على الصهيونية.
     
    الضيف: يشكّلون خطراً استراتيجياً حضارياً.
    لنُغمض عيوننا ونتصوّر هذا المشرق بدون المسيحيين، أي مذبحة تاريخية ستحدث بين المسلمين أنفسهم؟ وأي صورة للمسلمين ستكون اتجاه العالم الآخر، ابتداءً من الشرق الأقصى وصولاً إلى هذا الغرب المتوحّش بإدارته، لم تُقدّم صورة للإسلام من طالبان حتى داعش سوى هذه الصورة وصولاً إلى ” أحداث 11 من أيلول/ سبتمبر 2001 التي شهدتها الولايات المتحدة ” .. وهذا هو المطلوب أن يأخذ الشكل الإسلامي طابع الغول، وأن ينسى الإسلام الجميل والصوفي والمُرتّل والمُرنّم والإسلام الذي سمّيته متسامحاً وغير ذلك، كلّ هذا لا يريدونه، يريدون هذا النوع من الإسلام ليقولوا أن معركتكم هنا، لذلك يجب سحب المسيحي من الصورة في الشرق وبعدها لا يهم لأنهم بضعة ملايين، فليأتوا إلى هنا مهما جرى لهم.

  •  
  • برأيك هل يعي مسيحيو الشرق وبخاصة من التقيت بهم من بطاركة وشخصيات دينية أساسية في الحركة المشرقية هذا الخطر؟ هل هم قادرون على التحكُم بهذه المسألة أو أنها تجاوزت طاقاتهم؟
     

    الضيف: طبعاً هم يعون ذلك قدر الإمكان، فمثلاً ماذا يمكنك أن تفعل الآن لمسيحيي الحسكة والقامشلي وآشوريي نهر الخابور، فهم بين إسفينين، بين داعش وبين الأكراد، فمن بقي منهم لا يتجاوز عدده الثلاثين ألفاً، كيف يمكنهم أن يستمروا في بحيرة تهجم داعش عليهم متى شاءت، وقد خطفت منهم مئتي شخص، تطلب مقابل تركهم واحداً وعشرين مليون دولار، ومن أين لهذا الآشوري الفقير تأمين هكذا مبلغ، ومع كلّ هذا يرحل ويأتي الكردي، وطبعاً ليس الكردي بشكل عام، بل الكردي المُتنفّذ يأخذ أرضه أو يحتل بيته، كيف يحصل هذا !!  ..هم ضعفاء وبدل أن يكون واجب أخيه المواطن من الشريحة الأخرى حمايته، لحماية هذا التنوّع وحماية مفهوم المواطنة، يقع هذا الكائن الضعيف ولا يبقى أمامه من خيارات سوى الهجرة أمام الموت والذبح وأمام قلة موارد العيش . ماذا يستطيع رجل الدين الفعل وماذا يمكنه القول لهذا المواطن أزاء ما يصيبه ويحلّ به. وقد أخبرني رجال الدين في الحسكة والقامشلي كم هو عدد الأُسر التي تطلب يومياً أوراقاً كي تهاجر، وكم مسيحي يأتي إلى الشام نهاراً لتقلّه الطائرة إلى بيروت كي يهاجر.
    هناك مناطق ستُلغى، وهذه المناطق في الأصل بحيرة للمسيحيين، ولكن تغيّرت الديموغرافيا وتغيّر الواقع، وبدل أن نحافظ على كلّ هذا الجمال الذي يربطنا ببعضنا في المشرق يحصل ما يحصل .هناك قسم مسيحي آخر بقي في مناطق تحت حماية المسلمين، وهذا يجب أن نقوله، وهؤلاء المسلمون غير أولئك المسلمين، لأنه لم يعد لدينا إسلامٌ واحد، هناك مجموعة من الإسلامات وهذا واضح.

  •    
  • مع الأسف الوقت ذهب سريعاً معك وحقيقة المواضيع غنية جداً، ولكن أريد أن أستفيد من الوقت المتبقي.
    أنت كتبت “في المشرق والمشرقية” ما الرسالة التي أحببت أن توصلها عبر هذا الكتاب؟

     
    الضيف: منذ عشرة سنين، حين تحدّثنا بموضوع المشرق، لاقت الكلمة قبولاً كبيراً، ويمكن وقد يكون هذا لأن لها وقعاً وجرساً موسيقياً، والمشرق بالنسبة للمسيحيين له قيمة داخلية لأنه من أسماء المسيح، وأقدم ترنيمة بيزنطية تقول: (إن مخلصنا قد افتقدنا من العلا من مشرق المشارق) وحين يأتي الضوء سيأتي من المشرق.
    أنا حاولت أن أعود للجذر اللاديني للمشرقية، للمصطبة الحضارية الأولى التي جمعت كلّ الناس في هذه المنطقة – مسلمين ومسيحيين وما قبلهما، حتى أقطع الطريق على الكلام عن المشرقية من منطلق ديني، وأن يكون المشرق كما قدّم من هذه الأرض كلّ الحضارات، فمثلاً .. “فراس سوّاح” .. وهو أستاذ وعالم جليل، يعتبر أن هناك بؤرة حضارية أولى انطلقت منها حضارة العالم، من هنا كانت الزراعة الأولى، ومن هنا انطلق الدولاب، ومن هنا سطع علم الفلك والخزف، ومن هنا برزت الأبجدية واللغة المسمارية، كلّ هذا انطلق من هنا وذهب بعبائية العالم، هذا هو بكلّ بساطة المشرق الذي أتحدّث عنه.
     
  • على الرغم من حجم الكتاب إلّا أنه يبدو غنياً وكثيفاً جداً.
    كنت أودّ أن أختم معك بقصيدة ولكن لسوء الحظ أن الوقت تجاوز الحد، على أمل أن يكون لنا لقاءٌ آخر مع حضرتك كشاعر.

     
    الضيف: أنت تُعيدني إلى الأبجديات الأولى.

  •  
  • استاذ غسان الشامي، الإعلامي والصحافي والثائر بالكلمة والحرف أشكرك على حضورك المميّز هذا.
    أنت رجلٌ لا ينتهي الحديث معه، وقد أثرت في الحقيقة الكثير من التساؤلات، المخيفة حيناً، والمضيئة المشجِّعة في حين آخر، ولكنك رجل التفاؤل كما أعرفك على الدوام فأهلاً بك دائماً.

     
    الضيف: شكراً لكم على هذه الإستضافة وعلى هذا الرُقيّ الإعلامي.
  •    لمتابعة البرامج عبرصفحة د. وسام حمادة

https://www.youtube.com/channel/UC0AuXJduId6PcXIkK9x1phw
https://www.youtube.com/channel/UC0AuXJduId6PcXIkK9x1phw

  •  
  • لمتابعة الحلقة مع الباحث والإعلامي اللبناني”غسان الشامي”
     
    متابعة وإشراف: سهام طه
    إعداد وتقديم: د. وسام حمادة

شاهد أيضاً

القانون لا يحمي المستهلكين: أي لحوم يأكل اللبنانيون؟*

  آلاف الأطنان من اللحوم الهندية المجمّدة تدخل لبنان سنوياً و«تختفي» في سوق اللحم. لا …