الرحيل الاغترابي المحزن والثقيل لاحد رجالات اُمة حزب الله، السيد علي أكبر محتشمي پور أحد مؤسسي المقاومة في لبنان بسبب كورونا المنحوسة

 محمد صادق الحسيني


غَادرنا قبل ايام إلى دار البقاء وإلى جوار ربه أخٌ كبير وعزيز علينا شخصياً وللعائلة جميعاً هو سماحة العلامة المجاهد ‏السيد علي أكبر محتشمي پور رضوان الله تعالى عليه بعد عمرٍ مبارك مَليء بالجهاد ‏والنضال والكفاح والعمل الدؤوب في خدمة الثورة الاسلامية والجمهورية الإسلامية في إيران وشعوب الامة العربية والاسلامية.
لقد افتقدناك يا سيد في لحظة نصر انتقالية متدافعة محتدمة ظاهرها مضطرب ومتعارض لكن جوهرها واعد ومشرق بكل ما تعني الكلمة من معنى .
انهالسيد علي أكبر محتشمي پور، النائب السابق في البرلمان الإيراني ووزير الداخلية الاسبق وأحد المساهمين الاساسيين في اطلاق مشروع المقاومة في لبنان بقيادة حزب الله، وقد اصيب بفيروس كورونا، الاثنين الفائت 7 يونيو (حزيران).
وكان محتشمي يبلغ من العمر 75 عامًا، عندما توفي، وهو يعيش في مدينة النجف العراقية، بعد إصابته بمرض كورونا، حيث نُقل أولاً إلى كرمانشاه ثم إلى طهران، وأدخل مستشفى خاتم الأنبياء التابع للحرس الثوري.
العلامة الفقيد لم يكن شخصاً عادياً ، فهو من تلامذة الامام الخميني الكبير ، المخلصين ، وهو مبعوثه الشخصي الى لبنان وسورية قبل الانتصار حيث حاول وقتها ان يجد ملجأً لامامه في كل من دمشق وبيروت يوم كانت تطارده قوى الشر وتريد اخراجه من العراق ، وبالفعل فقد حصل على مراده يومها عندما وافق الرئيس المناضل الراحل حافظ الاسد شخصياً على ذلك الامر ، عارضاً استضافته في دمشق ورعاية نضاله ونضال رجاله ، وكذلك فعل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي عرض استضافته في جنوب لبنان ، الا ان الظروف شاءت ان يذهب الامام الى باريس كما هو معروف…
بعدانتصار الثورة كان محتشمي اول سفير لايران الثورة والاسلام في سورية بل والممثل الخاص للامام الخميني في المنطقة خاصة فيما يتعلق بمقارعة العدو الاسرائيلي وقد بذل سماحته جهوداً  كبيرة وجبارة عام 1982م بعد الإجتياح الإسرائيلي لمناطق ‏واسعة من لبنان مع الشهيد القائد والمؤسس السيد عباس الموسوي رضوان الله تعالى عليه وإخوة ‏آخرين من أجل إطلاق المقاومة الإسلامية في لبنان، وقَدم لها كل أشكال الدعم الممكن تحت رعاية الخميني الكبير مباشرة. 
كما أن ‏جهوده الكبيرة في خدمة القضية الفلسطينية ونُصرتها معروفة للجميع، والتي ظلت جراحه ‏الدامية في يديه ووجهه وصدره جراء محاولة إغتياله شاهدةً على موقعه الجهادي الكبير،  ‏خصوصاً في تلك المرحلة من الصراع مع العدو الصهيوني( الموساد كان وراء الطرد الملغوم الذي ارسل الى السفارة في دمشق يومها).‏
هذا وقد نعاه السيد القائد الامام السيد علي الخامنئ دام ظله الشريف بعد سماعه نبأ وفاته مشيداً بنشاطاته النضالية وخدماته الثورية، وكذلك فعل حزب الله في لبنان الذي اشاد بتاريخه النضالي الشريف ودوره في اطلاق المقاومة الاسلامية المباركة…
ونحن من جانبنا نَتقدم من عائلة سماحة السيد ‏محتشمي الشريفة فرداً فرداً ومن جميع أصدقائه ورفاق دربه ومحبيه بأحر التعازي برحيل هذا ‏السيد العزيز والحبيب.
ونُعبر عن مواساتنا ومشاركتنا مشاعر الحزن لِفراقه، ونُسلم لأمر الله ‏تعالى ومشيئته، ونَسأل الله تعالى لسماحته الرحمة والغفران وعلو الدرجات.‏
 يشار إلى أن محتشمي پور،
كان كذلك عضوا في المجلس المركزي لأهم هيئة دينية مناضلة ( روحانيون مبارز)، وهي جمعية علماء الدين المناضلين،
وكان علي أكبر محتشمي پور، كذلك، إلى جانب الفقيد الكبير حسين شيخ الإسلام، نائب وزير الخارجية الإيراني الأسبق الذي توفي قبل عدة اشهر بمرض كورونا ايضاً، وثلاثة من قادة الحرس الثوري، هم: حسين دهقان، وأحمد وحيدي، وفريدون وردي نجاد، من بين الأطراف الخمسة لمجموعة من المسؤولين الإيرانيين في الثمانينات الذين ساهموا مساهمة فعالة في اطلاق المقاومة الاسلامية في لبنان بقيادة حزب الله وتحت رعاية مباشرة من الامام الخميني قدس سره الشريف.
هذا كما تراس العلامة محتشمي پور رئاسة المؤتمر البرلماني الدائم لدعم فلسطين وهو المؤتمر الذي اطلقته القيادة الايرانية العليا لاسناد المقاومة في فلسطين واهلها مبكرا في اطار المواجهة مع مؤتمر شرم الشيخ وسائر مؤتمرات التامر الدولي ضد فلسطين واهلها .
وظل محتشمي يرأس هذا المؤتمر وعلى علاقة وطيدة مع السيد الامام القائد السيد علي الخامنئي الى حين فتنة احداث العام ٢٠٠٩ الانتخابية المشؤومة والتي دفعته وقتها كما بعض رجال الثورة الى موقع الاجتهاد الخطأ وفي الزمن الخطأ ….!
يذكر أن محتشمي پور هاجر بعدها إلى العراق بعد فترة وجيزة من تلك الفتنة واستقر في النجف الاشرف.
وتعود أكثر مواقف محتشمي پور إثارة في مجال  السياسة الخارجية إلى عام 1990، عندما أطلق مع مجموعة من النواب الآخرين مثل صادق خلخالي، وهادي خامنئي، شقيق الامام الخامنئي
الذين كانوا اعضاء في البرلمان الايراني في ذلك الوقت، دعوة الى الشعب إلى “المشاركة في الجهاد المقدس ضد الولايات المتحدة”، ووصف حرب الكويت بأنها شبيهة بأحداث صدر الإسلام، قائلا إن العراق أصبح الآن “الساتر الأول في مواجهة عالم الكفر”…!
هذا كما يذكر ان العلامة الفقيد قام في السنتين الاخيرتين من عمره الشريف بزيارات متعددة لطهران ايماناً منه بضرورة طي صفحة الخلاف مع القيادة العليا خدمة لمصالح الثورة العليا والوطن والدولة الايرانية وقد زار قائد الثورة الاسلامية الامام السيد علي الخامنئي زيارة خاصة تفقد فيها احواله -كما اخبرني شخصياً- ، مطمئناً على صحته اثناء مروره بوعكة صحية يومها ، مغلقاً باب الخلاف حول احداث العام ٢٠٠٩ مرة والى الابد كما اكد لي في احاديث هاتفية متعددة.
مرة اخرى نفتقدك يا سيد كما شيخ الاسلام وكثيرين من رجال الثورة والجهاد ونحن الى القدس اقرب ، ونستعد للصلاة في المسجد الاقصى مع سماحة الامين العام السيد حسن نصر الله.
رضا برضاك يا رب.
وإنـا لله وإنـا إلـيـه راجـعـون”‏

شاهد أيضاً

أسبوع المرحوم أبو طالب حمدان في بلدة الغازية

مصطفى الحمود إعتبر عضو هيئة الرئاسة لحركة أمل خليل حمدان أن السلوك الإجرامي عند العدو …