جهاد أيوب كان مخيفاً في “إذاعة النور” مع ميرنا الزين 

كتب – طانيوس اندراوس

ما أن قرأت خبر الناقد الزميل الحاسم والصريح جداً جهاد أيوب بأنه سيحل ضيفاً على البرنامج الإذاعي ” التلاعب بالعقول” في إذاعة النور قررت المتابعة، ولكن بحثي على صيدليات صيدا لشراء دواء معين أنساني الموعد، وما أن فتحت راديو سيارتي ظهر الأحد حتى غرد صوت المذيعة ترحب بضيفها، تذكرت قراري بالمتابعة، وأوقفت السيارة جانباً، وأخذت أستمع بشغف لكاتب احترمه يعالج قضية إعلامية حساسة قد تكون سبباً في خراب الوطن، ومن دون شك هي شريكة بذلك، قضية عنوان الحلقة!
كعادته يضع الناقد جهاد أيوب الأمور في نصابها، يتحدث بكل وضوح، يجعلنا نفهم عمق القضايا، ويفهمنا ببساطة بتعمد ذكي ماذا نقرأ نسمع ونشاهد، وفي هذه الحلقة مع المذيعة ميرنا الزين أصاب أكثر من هدف، ووضع النقاط على حروف الحقائق داخل كذبة الإعلام، وبالفعل جهاد أيوب المخيف لكثرة وضوحه، وتبني الحقيقة، واستيعابه للعبة الإعلام، كان مخيفاً لشفافيته في إذاعة النور، وتخطى الأسئلة الملغومة التى وضعتها الزميلة ميرنا بذكاء، وفجرها خارج محوره بكل تقنية الخبير، واستخدم مفردات لا يعرف أسرارها غيره، ومنها أن الإعلام سم فإما يقتل أو يشفي!
على من يتابع جهاد أيوب أن يقرأ مفرداته بدقة، وتفهم ما يقصده، فهو لا يبوح لمجرد البوح، بل يقصد أبعد من مجرد كلمة قيلت، وهذا ما يميزه عن الجميع، ويكاد الناقد الوحيد الذي نفهم عليه، ونعمل له الف حساب حينما يعطي رأياً فيه الصراحة والخبرة والعلم والمعرفة، هو لا يتحدث إلا من خلال علمه وعلومه البصرية والسمعية والتخصصية، وهذا أعطاه المصداقية والاحترام والتقدير عند من يحبه ومن لا يحبه، وجعل المتعلم والأمي، والمثقف والبسيط يفهم عليه!
في حلقة ” مراكز التدريب الإعلامي … غايات خفية”
إعداد وتقديم الزميلة ميرنا الزين لم يعرف أيوب المجاملة، ولم يساير لا القريب ولا البعيد حينما شرح السبب لهذه المعمعة في إعلام مرتزقة ومدفوع ومتعمد في أن يكون شريكاً في خراب الوطن، وتحطيم ما تبقى من المجتمع، واعتبر أن المراكز تصنع إشكالية مخيفة، ومشيراً إلى أن أساس الإعلام اللبناني هو الارتجال لا التخصص، وحينما أصبح يُعلم فقدت عند بعضهم الموهبة!
وتوقف عند نقطة حساسة في مفهوم الحرية التي وبسبب الطائفية أصبحت كذبة في لبنان!
والأجمل في الحوار الناري أن أيوب تحدث عن المرض، ووصف الحلول…نعم نحن بحاجة إلى هكذا وضوح وشرح من شخص يفهم ما يقول، ويعالج ولا يجامل، وهذا هو جهاد أيوب في برنامج مسؤول، وإذاعة تحترم المستمع!