عراجي لـ”كواليس”: لرفع السرية المصرفية عن الشركات المستوردة للادوية 

حرب باسيل ـ الحريري نسفت مبادرة بري ولا حكومة في عهد الرئيس عون والأميركي غير مهتمش

أحمد موسى


بينَ طوابيرِ الانتظارِ الطويلةِ على محطات البنزين، وفقدان الدواء، وغلاء المواد الغذائية، يتواصلُ البحثُ عن الحكومةِ المفقودة، وفيما المساعي على جديتِها فانَ الاخبارَ الواضحةَ على ندرتِها، والتواصلَ بينَ المعنيينَ مستمر، والتقييمَ بينَ المعنيينَ وكُتلِهم النيابيةِ ايضاً، فإن المتوافر أقله حتى اللحظة “لاءات ثلاث: لا توافق، لا حكومة ولا تلاقي”، والحديث عن استقالات يواجهها شرط باستقالة مماثلة، ووفق مصدر نيابي في “كتلة المستقبل النيابية” لمجلّة “كواليس”، فإن مطالبة التيار “الوطني الحر” بـ”استقالة” نواب “كتلة المستقبل”، قابله مطلب مشروط من “المستقبل” لـ”استقالة” نواب “تكتلِ لبنانَ القوي” تليه “استقالة” نواب “المستقبل” مباشرةً

حرب باسيل ـ الحريري
الأجواء الحكومية الايجابية تتلاشى وسط تقرير سوداوي لـ”البنك الدولي”، على وقع استعارة “حرب باسيلية ـ حريرية”، أطاحت بوساطة (المبادرةِ) الرئيس نبيه بري، المستمر في مسعاه رغمَ ضيقِ الوقتِ الى حدِّ الاختناق، الا أنَ “الأملَ لم يُعدَم بعد” عند الرئيس بري، وان كانَ البعضُ يزيدُ من حالتِه الحرجةِ حراجةً اضافية، و”الضوء الأخضر لم يأتِ بعد”، خيارات تصعيدّية التي لا تجري سفن أجوبة جبران باسيل وفق ما تشتهيه رياح بري من انتظار تعقبه انتظارات، و”خفافيش” السلطة تتحرّك وفق لاءاتٍ ثلاث: لا إعمار، لا تهدئة ولا تبادل، وبالتالي “لن يكون هناك حكومة برئاسة سعد الحريري فيما تبقى من عهد الرئيس ميشال عون”.


تقرير الدولي وتناسي الأميركي
وحتى يغيرَ الله ما بالانفسِ فانَ الامورَ قائمةٌ على ما هي عليه، والازمةَ الاقتصاديةَ تَشحنُ لهيبَها من تلكَ السياسة، فيما الوقائعُ والارقامُ وَضعت البلدَ وكوارثَه الاقتصاديةَ في ميزانِ البنكِ الدولي كثالثِ أكبرِ كارثةٍ اقتصاديةٍ في التاريخِ الحديثِ بعدَ تشيلي وازمتِها في ثمانينياتِ القرنِ الماضي، والازمةِ الاسبانيةِ عامَ الفينِ وثمانية.
أميركياً، فإن الإدارة الأميركية أمام ست ملفات، ثلاثة ضاغطة وهي: إيران، العراق واليمن، أما المؤجلة: سوريا، فلسطين ولبنان، وبالتالي فإن التعويل على ضوء اخضر أميركي ليس في “موازين الإدارة الأميركية حالياً”، خاصةً وأنها مشغولة بنهاية “الإتفاق” مع الملف النووي الإيراني وصراعها الإقتصادي ـ المالي مع الصين.
نعي المبادرة
ووسط المراوحة السياسية وألاعيبها، تؤكد مصادِر سياسية رفيعة لـ”كواليس” عن التوجه لدى الرئيس نبيه بري إعلان “وفاة مبادرته في الساعات المقبلة”، هذا الإعلان سيأخذ شكلاً اما عبر تسريب كلام منقول عنه او عبر المعاون السياسي له النائب علي حسن خليل “وفاة مبادرته الساعية لتقريب وجهات النظر بين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري”، والتي كان بدأها منذ ايام وتركها بعهدته الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
الحريري لا يريد
اشارت المصادر الى ان هذا الاعلان سيسبق كلمة السيد نصرالله في الذكرى الثلاثينَ لتأسيسِ قناةِ المنارِ عندَ الخامسةِ والنصفِ عصرِ الثلاثاء المقبل، حيث وصل بري إلى “قناعة”، أن رئيس “المستقبل” سعد الحريري “لا يريد تأليف الحكومة”، بعد أن اصطدمت مبادرة الرئيس برّي بـ”جدار الحسابات الطائفيّة”، وسط دعوات لـ”حكومة انتخابات من غير المرشحين”، دعوات تبقى “فقاقيع وسط مياهٍ راكدة موحلة مليئة بالحيتان وسموم الأفاعي والأنياب الكاسرة”.
صفيح ساخن
على الصفيحِ الحكوميِّ الساخنِ تتقلبُ مواجعُ اللبنانيين، وعليهِ يُسكبُ البانزينُ المفقود، طوابر من المواطنين يُذلّون، ويُلهبُهُ الدولارُ المسروق، والفيولُ المحجوز، والمواطن يفتش على دواء في مئات الصيدليات دون جدوى، فهل من المعنيينَ من يحجزُ لنفسِه مكاناً معَ الكبارِ فيقطعَ معَ زمنِ الدلعِ السياسي طرَفاً؟ او يَستشعِرَ معَ المواطنِ المختنقِ قليلاً؟ فيذهبَ في طريقِ ابتكارِ الحلولِ للمضيِّ بتشكيلِ حكومةٍ جديدةٍ هي اِن تشكلت ليست سوى خطوةٍ اولى على الطريقِ الطويلِ لمعالجةِ الازمة؟.
عراجي
وسط العواصف السياسية والخلافات المتصاعدة حكومياً، يستمر لبنان بالهبوط السريع، لكن، “كورونياً”، فقد تدنت بشكلٍ ملحوظ نسب الإصابات بـ”جائحة كورونا” كما انخفض معدل الوفيات، إذ وصلت إلى نحو 35 في المئة حتى اللحظة وفق رئيس لجنة الصحة النيابية الدكتور عاصم عراجي الذي اشار في حديثٍ خاص مع لمجلّة “كواليس”، أن “الانخفاض الكبير في عدد الاصابات بكورونا له سببان: الاقفال العام الذي اتخذه لبنان لاسابيع ثلاث خاصة بعد عيدي الميلاد وراس السنة وما رافقهما من ارتفاع مخيف في اعداد الاصابات، والسبب الثاني: الاقفالات التي حصلت خلال عيدي الفصح الشرقي والغربي وعيد الفطر، فضلا ما واجهه الاهالي مع المستشفيات جعلهم يلتزمون بالاجراءات الوقائية ما جعل التناقص في اعداد الاصابات ينحدر الى هذا المستوى الذي وصلنا اليه اليوم”.


المناعة المجتمعية
اضاف عراجي، “ان الاقبال المتزايد على اللقاح حيث وصلنا لحدود الـ10 في المئة للجرعة الواحة وحوالي 7.5 للجرعة الثانية، فضلا على ان قرابة الـ50 في المئة من الشعب اللبناني اصيب، يتطلب منه الاقبال على التلقيح املا بالوصول الى المناعة المجتمعية التي لا تزال بحاجة الى وقت وبالتالي يجب الوصول اقله الى 35 في المئة من متلقي اللقاح للوصول الى المناعة المجتمعية، وهذا يحتاج الى تلقي 80 في المئة من الشعب اللبناني، عندها نستطيع القول اننا وصلنا الى مناعة مجتمعية، اي ما يقارب الـ4.5 مليون لبناني مقيم على الاراضي اللبنانية، وبالتالي نصل الى بر الامان وينتفي عندها الخوف وننتهي من كورونا في لبنان، مع التاكيد على الوقاية الصحية والتباعد الاجتماعي والالتزام باستعمال الكمامة وعدم اقامة الحفلات وحضور المآتم والمشاركة في المناسبات الاجتماعية والاستمرار في المنتجعات السياحية حتى تشرين الثاني القادم”.
التلقيح
عراجي الذي شدّد على تلقي المواطنين اللقاح، “اكد على ضرورة اخذ اللقاح حتى نصل الى مناعة مجتمعية وعودة البلاد الى طبيعتها منعا لعودة الجائحة مجددا”.
فقدان الدواء
وعن فقدان الدواء من الصيدليات والصعوبة الكبيرة في حصول المواطنين عليه، قال عراجي: لدينا مشكلة كبيرة في الدواء سببها انهيار الليرة الوطنية، فنحن في لبنان “ندعم الدواء بنسبة 85 في المئة حتى اصبح ارخص دواء في العالم، الامر الذي اصبح موضع تهريب الى دول الجوار، من هنا علينا “وقف التهريب فوراً”، ولأجل الوصول الى ذلك، نعمل على “اعداد خطة والية مع مصرف لبنان وتفعيل الرقابة والتفتيش الصيدلي من قبل مصرف لبنان ووزارة الصحة والكشف والتدقيق على جميع الفواتير لدى شركات الادوية ومستودعات الدواء”.
وكشف عراجي “بعيدا عن الشكوك، كنائب لدي سلطة رقابية وساطرح في اجتماع لجنة الصحة اليوم بحضور وزير الصحة التشديد على تزويد الصيدليات بالادوية الكافية من الادوية التي لا تزال مكدسة في مستودعات الشركات المستوردة وتوزيعها في الاسواق”.
اضاف، “ان اصحاب الشركات المستوردة يدعون انهم استوردوا بقيمة 538 مليون دولار، حصلوا على 180 مليون دولار من مصرف لبنان والباقي ما قيمته 358 مليون دولار لا يزالون في المخازن، علينا ان نصل لالية في اللجنة حول كيفية حصول الشركات على حقهم وتوزبع الادوية على الصيدليات لا ابقائها محجوزة في المستودعات والمواطن يصرخ الما ولا يستطيع الحصول على دواء، فنحن ننسق بشكلٍ دائم مع وزبر الصحة”.
ليختم النائب الدكتور عاصم عراجي: لقد التقينا بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة وطلبنا منه اجراء “تدقيق حول الكشف على الفواتير، فالمستودعات مليئة بالادوية، والكشف عليها ضرورة أمام معاناة المواطنين”، لافتاً إلى أن وزير الصحة طلب “رفع السرية المصرفية عن الشركات المستوردة للادوية”.

شاهد أيضاً

جهاز أمن مطار رفيق الحريري في بيروت يوقف طائرة تحمل عبارة “تل أبيب”

المديرية العامة للطيران المدني في لبنان تطلب من طائرة تابعة للخطوط الجوية الأثيوبية إزالة عبارة …