إبراهيم خارج “الداخلية”… لا حكومة

نجاة الجميّل

ضجت الساحة السياسية اللبنانية بالحديث عن حكومة برئاسة الرئيس المكلف سعد الحريري، من 20 وزيراً، قد تبصر النور خلال 72 ساعة، على أن يتم تعيين المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم وزيراً للداخلية. تزامنت هذه الأجواء مع تنامي التسويق لمبادرات، بدأت من لقاء الرئيس المكلف مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى زيارة حزب الله إلى موسكو ولقاءاته هناك، مروراً باللقاء الذي جمع مسؤول الارتباط في حزب الله وفيق صفا بالنائب جبران باسيل، من دون إغفال الحراك الذي يقوم به رئيس مجلس النواب نبيه بري ويقوده اللواء إبراهيم.

وأمام لعبة التسريبات والآمال التي يعلقها اللبنانيون على حبال هواء هذه السلطة، التي لم تتمكن من الخروج بحكومة على الرغم من الانهيار الكامل ووصول اللبنانيين الى آخر طبقات جهنم، أين أصبح فعلياً ملف تشكيل الحكومة، وهل طرح الساعات الـ72 مع تولي اللواء ابراهيم الداخلية جديّ؟

وتشدد المصادر، لموقع “القوات اللبنانية” الإلكتروني، على أنه في حال أَدرج الحريري اللواء عباس إبراهيم لتولي “الداخلية” ضمن تصوره، يكون قبل بمبدأ المداورة، وهذا ما طالب به رئيس الجمهورية منذ البداية، عندما رفض تثبيت اي وزارة لاي طائفة او حزب، إلا أن شيئاً من كل هذا لم يحصل حتى الساعة.

ويؤكد عضو تكتل لبنان القوي النائب ادكار طرابلسي، وجود ثقة كبيرة باللواء ابراهيم من مختلف الأطراف اللبنانية، مشدداً على أن التيار الوطني الحر ليس معنياً بتشكيل الحكومة، وبالتالي على الحريري أن يعرض تشكيلته على رئيس الجمهورية ويتناقشان بها.

ويرى أن رئيس الجمهورية لن يقبل أبداً تكرار تجربة حكومة الرئيس الأسبق فؤاد السنيورة التي تشكلت بعد عام 2005 وكان عنوانها عزل رئيس الجمهورية والتفرّد بالحكم، مؤكداً أن هناك من لا يريد حصول الإصلاحات التي يصر عليها عون، وما نموذج تشكيل الحكومة الا خير دليل.

في المقابل، لا يعلّق عضو كتلة المستقبل النيابية النائب وليد البعريني آمالاً كبيرة على طرح حكومة العشرين وزيراً مع تولي اللواء ابراهيم الداخلية، ويرى أن الجديد الوحيد في الملف الحكومي، يرتبط بمبادرة بري “الإيجابية”، رامياً فشلها أو نجاحها في ملعب رئيس الجمهورية وما إذا كان مصمم على السير في الانهيار كرمى لعيون باسيل.

ويأمل، في حديث لموقع “القوات اللبنانية” الإلكتروني، لو تمكنت الأطياف اللبنانية بقياداتها وأحزابها ومكوناتها من التفاهم، بدل تدمير البلد وناسه، مبدياً تشاؤمه من إمكان الوصول الى حلول حكومية، طالما أن العقلية الحالية، تتحكم بزمام الأمور.

ويعتبر البعريني أن طرح تعيين اللواء إبراهيم للداخلية بعيد من التحقيق وليس جدياً حتى يتم البحث به، وإذ يؤكد أن الحريري لن يقبل بـ”قطع شعرة معاوية” مع رئيس الجمهورية، لا سيما أنه تم الاتفاق على أن يتولى “الداخلية”، وزير مسيحي يحظى بقبول بعبدا ـ بيت الوسط، يجزم بأن أحداً لن يقبل بالثلث المعطل، وبعد تخطي هذه الأزمة، تذوب كل النقاط الحكومية الأخرى العالقة. ويضيف، “من الضروري تشكيل حكومة فاعلة قادرة على الإنقاذ لأن الاستمرار بمبدأ المحاصصة لن يخرج بنتيجة أفضل من الحالية”.

“لا حكومة مع هكذا ذهنيات”، يؤكد البعريني، ويبدي أسفه لأن الفريق الرئاسي يتباهى بمقولة “بعدكن ما بتعرفوا ميشال عون”، مشدداً على حرص الجميع على موقع الرئاسة ورئيسها وقيمته وكرامته، لكن على الرئيس أيضاً ان يحفظ كرامة الناس المنتفضة والتي تأن جوعاً.

ويرفض وضع ملف التشكيل في جعبة فرنسا أو روسيا او السعودية، مؤكداً أن مشكلة العرقلة داخلية، يتحمل مسؤوليتها التيار الوطني الحر الذي لا يرى إلا بمنظار واحد، بينما الجميع متضرر من الأزمة.​

شاهد أيضاً

وجه كتاب توصيات لوزارة التربية

مطر: “فلنخفف على طلاب المدارس الرسمية” تجاوبا” مع طلاب المدارس الرسمية في صرختهم حيال الامتحانات …