العدوان الإسرائيلي المتكرر على سورية وتخطيطه السوقي

الكاتبة رنا العفيف

بينما كانت سورية بشكل خاص والمنطقة بشكل عام تشهد تغيرات إقليمية ودولية تشيد بفتح إحداث مسار جديد يصب لمصلحة سورية وباقي دول الجوار، كنا قد شاهدنا حراك روسي يسعى لضم ثلاث دول مؤثرة في مسارات الأزمة السورية من خلال لقاء الدوحة والذي هو بمبادرة روسية يأتي ذلك ضمن قراءة لإعادة تموضع جديد لكل الدول العربية بعيدا عن مصالح الإطماع التركية والصهيونية في المنطقة .

طبعا هذا الحراك الروسي أتى لدعم حشد عربي يؤيد الموقف السوري بعد ما تكرست قناعة الدول العربية بأن الرئيس السوري بشار الأسد باق بغض النظر عن الصرف السياسي وكل شيء بحسب ماجاء في لقاء الدوحة المثمر بنجاح العملية السياسية كخطوة أولى في برنامج الحل السياسي لحل الأزمة السورية الذي امتعضت منه إسرائيل واستفزتها بشكل مغايير لترد على هذا النجاح بطريقة سافرة عدوانية متخطية كل البروتوكولات الدولية الاستراتيجية العسكرية بتنفيذ ضربات صاروخية على سورية مستهدفة مواقع عسكرية تابعة للجيش السوري أقتصرت على المادية فقط .

هذا العدوان المتكرر تخط كل المعايير السياسية لأهداف تسعى إلى.

أولا: فشل لقاء المبادرة الروسية والذي يعتبر انتصار سياسي لسورية قبل انطلاق الانتخابات الرئاسة السورية بما أن هناك شهر حاسم وحساس مفصلي ينتظره جميع السوريون .

ثانيا : رسالة استفزاز عسكري مزدوج موجه لروسيا وحzب الله ذات طابع سوقي بقيادة أمريكية غير معبر لا سياسيا ولا عسكرية من قبل الحليفين الروسي وحzب الله الذي جمعهتم اللحمة السياسية والدبلوماسية لبذل جهود مكثفة بشأن سورية تجهيرا لنظرية الكلاب تنبح والقافية تسير متمثل بتصريح من الكرملين يدعو الدول العربية والغرب الابتعاد عن سياسة عزل سورية استئناف الحوار معتبرا الأسد رئيسا شرعيا لسوريا ويبذل جهودا للحل وفق المسار السياسي .وهذا ما أثار جنون العدو .

وبتصوراتي للقادم من الأيام قد يستمر الجنون الإسرائيلي على سورية بما أن هناك انفتحاح سياسي اخر غير معلن قد يربك إسرائيل التي خسرت رهاناتها على سورية بما أنها تعيش حالة عقدة حرب ٧٣ التي دكت عمق الصهيونية وأطاحت بها ليكون لها مقومات تستفيد من خبرات سورية القتالية لتقوية منظومة الجيش الصغير الذكي الإسرائيلي .والله اعلم .