دولار الشنطة

حسن أحمد خليل ،تجمع استعادة الدولة

يتساءل بعض الخبراء عن سبب عدم فلتان سعر صرف الليرة بالرغم من شبه الانهيار، وبالرغم من عدم وجود “درجة توازن (Equilibrium level) للعملة تحدد السعر، وبالرغم من اليقين ان البنك المركزي ليس فقط لا اصول نقدية بالدولار لديه، وان كان هناك ما تبقى، فهو للمودعين. كذلك لا أحد يعلم عن المصير الفعلي للذهب، الذي كما الودائع لا يفصح عن واقعه، ويسود الصمت كل الطبقة السياسية، نعم كلها، حول هذا الأمر، مع العلم ان المجلس النيابي اقر سنة ٨٨ قانوناً يمنع منعاً باتاً التصرف به. أقصى ما قد يصرح أحدهم، كما حصل مع الودائع ان الحاكم يقول كذا وكذا.
منذ يومين قال صحافي قريب جداو من الحاكم ان الكتلة النقدية بالليرة تخطت ٢٤٤ الف مليار ليرة، وماكينة الطبع مستمرة.
اذن ما الذي يضع سقفاً لسعر الليرة في ضوء كل المعطيات التي تبرهن انها لم تعد تساوي قيمة الورقة المطبوعة عليها.
والاجابة هو ان البنك المركزي والمنظومة تطبع ليرات كما تشاء لتغطي حاجتها من الدولارات المتبقية مع الناس تحت السرير او في الخزائن. وان الليرة مستمرة ان تكون عملة تداول واستهلاك، وبالتالي سيكون عليها طلب للحاجة اليومية بقدر الادخار بالدولار المخبئ في البيوت. وهنا يلعب المتلاعبون لعبتهم اليومية.
بعد نفاذ دولارات البيوت، وبما ان الدولار لم يعد متوفراً عند المركزي الا بالقطارة، الذي هو اصلاً ما تبقى من ودائع الابرياء، ستصبح العملة الفعلية للتداول دولار الشنطة. وقد لا تعود الليرة مقبولة للتداول، لانها بعد ٩٣ كانت وماً زالت وهماً على وهم.
بكلام آخر، وبدون تسوية اقليمية او جهد دولي لتعويم لبنان، سيعيش اللبنانيون على الدولارات المتنقلة بالشنط وما يرسله المغتربين والمنتشرين لاهلهم.
عندها كان الله في عون من ليس له اقرباء في الخارج.

المهم، شو اخبار المفاوضات حول الداخلية والعدل، والوزير الدرزي الثاني؟ وشو اخبار طبع ليرات وهمية لرشوة جندي او موظف مقهور ب٩٠ دولار لكل منهم. نعم ٩٠ دولار. او طبع ليرات سلفة لاستيراد باخرة فيول، ستتحول ليراتها الى دولارات في السوق السوداء ايضاً؟
ثم يسال الناس عن سعر الليرة.
ايها الشعب العنيد. لست عنيداً ولا أعرف من العناد الا سذاجته، ويصبح العناد كما كل مرة قهراً.
وما زال هناك من يؤمن ان حكومة من الاحزاب التي افلست الجميع ستحل الأمور. اي سذاجة هذه، كي لا يقال غباء، او استغباء.
هل تذكرون ستالين الذي نتف ريش دجاجة ثم عاد يرمي لها القمح فتبعته….