نسمة من الجولان

بقلم خالد سويد

يازائر الدارَ رسما .. والدارُ بدت قفرُ
تنعق الغربان فيها … وتغيَّبَ السِحْرُ

تاهت بنا الأقدار …. ومالت للرحيل
لو طرقتم الأبواب …. بدت لكم قبر

وأرواح ترفض الرحيل ،يجول ظلها
حول بقايا الدار … والقبور لها قصر

دونكم كفر حارب .. عروس تجملت
شامخة في الرجال عامرة اهلها كثر

تفوح منها .. رائحة النرجس محملة
بالطيب تين وزيتون ..أعناب وصبر

يعز علينا ياحبيبي .. أن تبيد الديار
خلت من ساكنيها ….. وتوارى الأثر

حتى صياح الديك..قد تغيب فجرا
ودواوين أبي لصحبه.. يحلو السهر

بكت ساكنيها ..قد أضحت ذكريات
ضيوف الحي عادوا.. في غلٍ وقهر

حتى الحجارة لم تسلم .. من حاقد
نبشوا القبور مآلهم إذ راقت لهم تبر

لاتعتبي بنيتي ،فيك نسمة الجولان
تنحني سلاما لمثلك … تحية وقدر

لا تعتبي بنيتي .. ثرى الجولان لك
بساط وسندس للصلاة فرض ووتر

حركتِ أشجاني ..حنيني وأشواقي
فيها طفولتي.. تلاوة القرآن والذكر

منها رضعت وفيها حبوت ،ومشيت
هي عشقي .. ياليتها ،الكفن والقبر

اليوم غدا الجولان غريباً ،لا يعرفني
قد كان بسمة المحيا.. العين والنظر

تبا لزمن … سادت به فلول الرجس
واضحى الجولان ….. سبية تؤتمر

في الشتات تبعثر الأحبة .. نازحين
هيهات للديار عودة فيها سكن وقبر

أخشى عليك جولان من سوءذاكرة
لأجيال بعدنا .. ساءت حولها الفِكَرُ

هي الجولان..جميلة لاشيئ يشبهها
فرقد ،سورية ..والنجوم حولها كثر

لاتعتبوا علي..لو ذكرتها في صلاتي
فرب العرش..بارك بالشام عزٌ ونصرُ

ثرى الجولان عشق جرى في وريدي
تعانق روحي دهراً لو طال بي العمر