شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده في مجموعته الكاملةً


توثيق ابنته الشاعرة ميراي

إنّ فكرة إصدار المجموعة الكاملة لشاعر الكورة الخضراء كانت حلماً بركانيّاً قد استوطن طفولتها وحياتهاوخيالها منذ الصغر فأزهرت أحلاماً ورديّة لا تحصى ولم تعد تقوى على حملها في داخلها؛ وكي تستطيع أن تجسّدها وتستولد مجددا من غياهب الزمن هذا الرجل، أباها، الذي انسابت الكلمات ومعاجم اللغة لملكة إبداعه طيّعة ليّنة، “قرّرت أن تطير”؛ هي الّتي خسرته وهي في ربيع طفولتها وهو في كهولة حياته لأنّه قرّر الزواج وبناء عائلة في عمر متأخّر جدّاً.

شرعت ميراي شحاده الحداد على تحقيق حلمها في العام 2016؛ فأبصرت مجموعة “شاعر الكورة الخضراء” النورفي أوائل صيف 2020، رغم الظروف القاهرة للكورونا وللوضع الإقتصادي في لبنان؛ وهي تقعُ في خمسة مجلّدات إلى السادس وهو التمهيد الذي يتضمن مقدّمة ودراسة قيّمة للأديبة ابتسام غنيمه تضي فيها على هذا الشاعر العبقري المثقّف الذي كان يرنو إلى تحقيق قوله: “ستدفنني أيدي المنون بتربتي / ويبعثني شعري فأحيا اللياليا”. 

وتضمّن التمهيد فهارس منوّعة مفيدة شملتْ الفهرس العامّ والكامل للمجموعات الخمس مع فهرس التّمهيد و فهرسًا مفصَّلًا للقصائد شملتْ كلّ أبيات القصيدة على حدة، مع مطلعها وقافيتها ورويّها وعدد أبياتها وأرقام صفحات مواضعها… وفهرسًا خاصًّا بالأعلام. ومن أرشيف العائلة، أغنته بفهرس للصّور الخاصّة والمتنوّعة للحضور، وبمعرض منوّع للأوسمة والدّروع التّقديريّة، ولشهاداته العليا، ولهويّته الشّخصيّة، وكتبه ومقالاته المنشورة له أو عنه، في جرائد زمانه ومجلّاته. ونماذج مخطوطة لما كان يخطّه قلمه المرهف، ولبعض مضامين النّدوات والمهرجانات التي أقيمت له تكريمًا أو تأبينًا.

ووزّعت آثاره الكاملة في خمسة أجزاء تضمّنت الكتب والدواوين التالية: النشوة الصرعى، القوافي الضائعة، أرزنا، أغاني الرجاء، الكوخ الأخضر، بثينة وجميل، ذكرى الصبا، صدى المعجزة، عام شاعر، النّبي داود، الموسيقى والفنّ، ليالي القاووش، الأزهار الخالدة، كوسبا الباكية، إلى…، التربية والحياة، إلى طلّاب البكالوريا.

نشير هنا إلى «لَيالِي القاوُوش» الذي هو سِجِلٌّ حَيٌّ لِخَمسَةَ عَشَرَ يَومًا قَضاها الشَّاعِرُ في مَذَلَّةِ السِّجنِ، وجِنايَتُهُ الوَحِيدَةُ أَوجَزَها بِالآتِي: «ذَنْبِي الخطِيرُ، وخَطِيئَتِي العُظْمَى، أَنَّنِي ما عَبَدتُ العِجْلَ الذَّهَبِيَّ، وما سَجَدتُ لِلأَصنام!».

ولأنّ هذه القصّة تجسّد واقعاً أليماً ما زلنا نعاني منه من سنة 1962 حتى اليوم، قرّرت ميراي طبعها ونشرها في كتاب خاص صدر جديداً عن منشورات منتدى شاعر الكورة الخضراء، وقدّم له د.مصطفى الحلوة مستهلّاً كلمته: من “ليالي قاووش” عبد الله شحاده 1962إلى “ليالي قاووش” اللّبنانيّين 2020.

كما أرفقت كريمته ميراي المجموعة بـ” CD” يتضمن قصائد مسجلة قديمًا بصوته و ب”مفكّرة عام شاعر” العام 1942، التي تخصّ كلّ يوم فيها بقول مأثور للوالد الراحل الذي كان أليفَ الحكمة وربيبَ الفكر ما يُلامسُ الفلسفة الصافية.

وكل هذه الإصدارات، حملت توقيع منتدى شاعر الكورة الخضراء الثقافي الذي أسسته ابنته لتخليد اسم والدها؛ ومن أبرز أهدافه ،  إصدار ونشر الدّراسات والأبحاث الأدبيّة والنقديّة التّي تسلّط الضوء على نتاج شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده، و تشجيع الإبداعات في اللّغة العربيّة في جميع المجالات وخاصّة الإبداع الشّبابي في الأدب والشّعر والرواية والمساهمة في تفعيل التّراث الثّقافي.

والكتب الصادرة حتى اليوم عن المنتدى منذ تأسيسه:• المجموعة الكاملة لشاعر الكورة الخضراء• ليالي القاووش لشاعر الكورة الخضراء• “…والعمر شراع مسافر” للدكتور جان توما• “جردة حساب في مجموعة الكاملة لشاعر الكورة الخضراء” للعلّامة الدكتور ياسين الأيّوبي• عندما يعصوصف الوصال للدكتور ياسين الأيّوبي

وفي انتظار المزيد من ثريات الأدب والشعر التي تحمل أنوار عبدالله شحاده.

شاعر الكورة الخضراء(1910-1985) 
أبصر عبد الله إيليا شحاده النّور في بلدة كوسبا –الكورة، شماليّ لبنان.
تلقّى علومه الأولى في مدارس كوسبا ثمّ تابعها في المدرسة الوطنيّة علم –داريّا (المعروفة بالعلميّة)، وأتمّ المرحلة الثّانويّة في كلّيّة التّربية والتّعليم، طرابلس. والتحق كذلك بجامعة القدّيس يوسف في بيروت، معهد الآداب الشّرقيّة، ونال شهادة في الدّروس العليا في تاريخ الأدب العربيّ الكلاسيكيّ وشهادة في أركان المجتمع العربيّ وشهادة ثالثة في تاريخ الشّرق الأدنى وحضارته ورابعة في فقه اللّغة العربيّة ودبلوم دراسات شرقيّة في هذه الفروع جميعًا.
حاز شهادة دكتوراه وشهادة بروفسور في الآداب العربيّة من جامعة سانت أندروز الكنسيّة المسكونيّة في بريطانيا.
مارس التّعليم في العديد من المدارس في مختلف المناطق اللّبنانيّة، وكان مديرًا لعدد منها (المزرعة بيروت، بشري، البترون،أميون). كما شغل وظيفة مفتّش تربويّ في وزارة التّربية الوطنيّة والفنون الجميلة، الأونسكو. 
نال العديد من الشّهادات والأوسمة والميداليّات تقديرًا لعطاءاته.
كان من أبرز مؤسّسي و أعضاء “الرابطة الأدبية الشّماليّة”. أحيا العديد من الاحتفالات الأدبيّة والاجتماعيّة، ونشر عددًا من قصائده في جرائد ومجلّات مختلفة نذكر منها: “المستقبل” و”الرّقيب” و”صدى الشّمال”و”الأفكار” وغيرها الكثير
تزوّج من إميلي العيناتي وله منها ميراي وإيليّا وربيع ورندلى.
أُسّس منتدى ثقافي يحمل اسمه وجُمعت آثاره الكاملة في خمسة أجزاءسنة 2020: النشوة الصرعى، القوافي الضائعة، أرزنا، أغاني الرجاء، الكوخ الأخضر، بثينة وجميل، ذكرى الصبا، صدى المعجزة، عام شاعر، النّبي داود، الموسيقى والفنّ، ليالي القاووش، الأزهار الخالدة، كوسبا الباكية، إلى، التربية والحياة، إلى طلّاب البكالوريا.

شاهد أيضاً

جهاز أمن مطار رفيق الحريري في بيروت يوقف طائرة تحمل عبارة “تل أبيب”

المديرية العامة للطيران المدني في لبنان تطلب من طائرة تابعة للخطوط الجوية الأثيوبية إزالة عبارة …