الالتزام بالوقاية إلى أن يظهر العلاج الناجع للكورونا

✍ بقلم د. جمال شهاب المحسن *

في أزمة كورونا وآثارها العامة: كم نحن بمسيس الحاجة لأصحاب الاختصاص الجدّيين ( إن بحثنا عنهم سنجدهم ينتظروننا ليعطونا أجملَ إبداعاتهم .. ) حتى لا يختلط الحابل بالنابل!!!!! … وخصوصاً في مرحلة اللقاحات لوباء الكورونا اللعين الذي انتشر كالنار في الهشيم في جميع أنحاء العالم …
إن بعض اللقاحات المطوّرة حديثًا ضد فيروس كورونا تعتمد على الرنا المرسال (mRNA) الكود الجيني لبروتينات فيروسية معيّنة أو أجزاء منها تُدار في شكل مرنا الخاص بها ، ويدخل في الخلايا البشرية ، التي تُنتج بروتينات الفيروس ، وتقدّمُها على سطح الخلية ، فيتعرّف الجهاز المناعي على البروتين المضاد ويتفاعل ، فتنتج أجسامًا مضادة من المفترض أن تكون مناسبة وموجّهة ضد الفيروس بحيث تنشّط الخلايا المناعية.

يوفر mRNA للقاح فقط المعلومات الجينية الضرورية ؛ ويتم تكسيرها بسرعة في الخلية ، وبالتالي يتبادر إلى الذهن سؤال : إلى أي مدى يتم دمجها في الجينوم البشري، نظرًا لتركيبها الكيميائي المختلف، خصوصاً أن بعض الباحثين والأطباء في هذ المجال يقولون: إنه لا يمكن دمج الحمض النووي الريبي أحادي السلسلة في DNA مزدوج الشريطة…. وبذلك تتلاحق الأسئلة التالية: هل هذة حقيقة مثبتة!! وهل يوجد ضمانات لعدم تخربها في الخلايا الحيّة أو انها ستساهم في تحوّل جيني في البشرية قاطبة ؟!!!

أن الشيفرة الوراثية هي الرمز الذي يستخدمه الجسم لتحويل التعليمات الموجودة في الـ DNA والذي يُعتبر المادة الأساسية للحياة. ويُشار إليه عادة باستخدام «الكودونات» الموجودة في الـ mRNA، إذ إن الـ mRNA هو المرسال الذي يحمل المعلومات من الحمض النووي إلى موقع تخليق البروتين. ويُبنى كل شيء في الخلايا اعتمادًا على أسس الشيفرة الوراثية ، إذ تُخزّن معلوماتنا الوراثية (المعلومات التي تنتقل من الوالدين إلى الطفل) على هيئة DNA ، ثم يُستخدم هذا الحمض النووي لبناء الحمض النووي الريبوزي RNA، والبروتينات، ومن ثمّ الخلايا والأنسجة والأعضاء ، ومن هنا نستطيع القول : إن الشيطان يقبع في التفاصيل ! …

وأشارت المعلومات الواردة من بعض الدول الغربية إلى أن هناك صراعاً شديداً يصل الى درجة تضارب الأراء بشأن اللقاحات المطروحة التي تثير تساؤلات كثيرة بشأنها وتعزّز المخاوف عند الأصحّاء، فعدد كبير من الكوادر الطبيّة التي تعرضت للاصابة بالفايروس في الأشهر الماضية لا تجد النجاعة المطلوبة من هذه اللقاحات بسبب الأعراض الجانبية التي ستظهر بعد زمنٍ من التلقيح .

لقد كان بالامكان المساعدة وبقوة بعد المشاورة مع المستشفى الجامعي الألماني Universitätsklinikum des Saarlandes في مدينة هومبورغ بالتعاون مع طبيب أسرة من خلال التدابير التالية التي من شأنها الحد من فعالية وخطورة هذا الفايروس اللعين بالاعتماد على نباتات طبيعية ومتواجدة في متناول الأيدي وهي عبارة عن البصل الأحمر والثوم بشكل رئيسي جداً ونبتة الجينكو التي تساعد بدورها على تعزيز التروية الدموية بشكل كبير جداً وفعّال، علماً أن دراسات مازالت قيد المراجعة العلمية، أجراها باحثون صينيون ، توضح أن الفايروس يهاجم الهيموجلوبين الموجود في خلايا الدم الحمراء، من خلال سلسلة من الإجراءات الخلوية التي تجعل خلايا الدم الحمراء عاجزة في نهاية المطاف عن نقل الأوكسجين إلى الرئتين، وفقًا لمنصة “ChemRxiv” للأبحاث العلمية.
ما هي آلية عمل الهيموجلوبين؟ لنفهم كيف يؤثر فيروس كورونا على خلايا الدم، يوجد داخل خلايا الدم الحمراء جزيء يسمى الهيموجلوبين، الذي يتكون من 4 جزئيات فرعية: بيتا 2، ألفا 2، كل وحدة فرعية لها هيم مربوط بالحديد، ومجموعات الهيم، وكل مجموعة من مجموعات الهيم عبارة عن “حلقة” جزيئية تُعرف بـ”بورفيرين” التي تحمل أيون الحديد، وهي أيونات “FE” تساعد على نقل الأكسجين في مجرى الدم، وعادًة ما تلتقط خلايا الدم الحمراء الأوكسجين من الرئتين لتوصيله إلى خلايا الجسم المختلفة، وبذلك تكون خلايا الدم الحمراء عبارة عن حاملات للأوكسجين. خطوات فيروس كورونا داخل الجسم حسب الدراسة التي أجراها باحثان من الصين، وهما: الدكتور “وين تشونغ ليو” من جامعة سيتشوان والدكتور “هوالان لي” من جامعة ييبين، أن الحمض النووري الريبي لفيروس كورونا يرمز إلى عدد من البروتينات غير الهيكلية التي يتم إنشاؤها أثناء عملية التكرار، هذه البروتينات ليست جزءً من تكوين الفيروس نفسه، إلا أنها تساهم في تسهيل المسار الخلوي لبقاء كورونا داخل جسم الإنسان.وكشف النتائج أن بعض هذه البروتينات تساعد على تقليل مقادر الهيموجلوبين في الدم، وإزالة أيونات الحديد من مجموعات الهيم واستبدالها، ما يجعل خلايا الدم الحمراء غير قادرة على نقل الأكسجين إلى الرئة وبقية الأعضاء الأخرى.ويوضح علماء الفيروسات بعد ظهور العديد من الحالات، التي قل لديها مقدار الهيموجلوبين في الدم، أن هناك خطوات يتبعها الفيروس داخل الجسم، أولًا يرتبط بالبورفيرين، الذي يهاجم الهيم على سلسلة بيتا 1 من الهيموجلوبين، ما يزيل الحديد في الهيم، تكون نتائج هذه الخطوات هي انخفاض مقدار الهيموجلوبين وتفكك الأكسجين، وتراكم ثاني أكسيد الكربون.اقرأ أيضًا كيف يؤثر فيروس كورونا على الهيموجلوبين؟نشرت مجلة “Hematology transfusion and cell therapy” العلمية، نتائج 4 دراسات منفردة، لباحثين من جامعة فيرونا الإيطالية، أجريت على اختبارات الدم لمرضى كوفيد 19، في حالات متوسطة وحرجة، وكشفت نتائج الدراسات عن عدم وجود تجانس في متوسط قيم الهيموجلوبين بين المرضى، تأثًرًا بشدة مرض كوفيد 19، حيث يكون مقادر الهيموجلوبين أقل بكثير عند الأعراض الشديدة بفيروس كورونا، والمتوسط هو من 7.1 جرام/ديسلتر: 5.9 جرام/ديسلتر، في حين أن الهيموجلوبين الطبيعي 13.5:17.5 جرام/ديسلتر.

وبالاضافة الى الدراسة الصينية هناك دراسة ألمانية حديثة تشير الى السبب الأساسي والرئيسي هو خلل في نظام الكريات الحمراء وارتفاع نسبة تشكّل الخثرات الذي افضى إلى كافة الأعراض الجانبية الخطرة والتي تمثلت بسكتات قلبية ومشاكل رئوية ، بالاضافة الى تأثير واضح على الدماغ بشكل عام وهذا يُعزى لقلة التروية الدموية ونقص الأكسجة التي بدورها تقوم بشكل رئيسي في العمليات الحيوية كافة …
ونعود الى لبنان عطفاً على مقالات كتبتها سابقاً حول هذه الجائحة الخطيرة ولا سيما حول النقاشات الجادة والحادّة في الغرب حول اللقاحات والصراعات والمنافسات العالمية بشأنها ، لا يزال التساؤل مطروحا ومشروعاً عن الترويج للقاح “فايزر” الأميركي الذي اعتُمد في لبنان ؟!!!

وهنا نسأل لماذا تغييب نحو 48 لقاحاً في مرحلة التجارب السريرية على البشر في دول مختلفة ، 11 منها فقط وصلت إلى المرحلة الأخيرة قبل الحصول على موافقة السلطات المعنية ، في وقتٍ تشكك فيه دوائر طبية عالمية بكل ما يُنشر من إيجابيات عن اللقاحات داعيةً إلى الالتزام بالوقاية إلى أن يظهر العلاج الناجع …

  • إعلامي وباحث في علم الإجتماع السياسي

شاهد أيضاً

أفرام: “اقتراح قانون مع زملاء لتأمين تغطية صحية واستشفائية فعلية ولائقة للأجراء من خلال إتاحة خيار التأمين الخاص”

كتب رئيس المجلس التنفيذي لـ”مشروع وطن الإنسان” النائب نعمة افرام على منصة “أكس”: “نظراً للآثار …