التعاون السوري الايراني /علاقات أستراتيجية البلدان

✍️بقلم الكاتبة رنا العفيف

العلاقات السورية الإيرانية ليست وليدة اللحظة بل أرست على يد القائد المؤسس رضوان الله عليه حافظ الأسد والمرشد الأعلى للثورة الإيرانية الخميني عام 1979 أي بعد الثورة الإسلامية وبعد أنتصار الثورة وبعد طرد السفارة الصهيونية وإحلال محلها سفارة فلسطين ومن هنا بدأ العربان بالتوجه بالعداء نحو إيران .. ناهيك عن اللجان والأجتماعات بالبحرين لنقل البندقية من مواجهة الكيان الصهيوني إلى مواجهة إيران ..

لذا إيران كان لها نصيب كبير بالعداء السياسي لأنها تقف إلى جانب شقيقتها سورية وكانت الداعم الأول لها في وجه الهيمنة الصهيونية .. فاختلطت دماء الكثيرين من الشهداء الإيرانيين مع دماء السوريين .. لتكون زيارة وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد إلى طهران زيارة عالية المستوى تحمل دلالات كبيرة بالمعنى السياسي والأقتصادي وغيرها

ويذكر أن أول زيارة للدكتور فيصل الى خارج البلد وهي طهران إذا ماهي الرسالة التي يحملها وزير الخارجية السوري الجديد الى الجمهورية الإسلامية الإيرانية.؟..

أولا” .. العلاقات الثنائية بين البلدين هي جوهر القضية الأستراتيجية وأصبحت واضحة المعالم للجميع إذ ترقى العلاقات الاقتصادية إلى مستوى العلاقات السياسية في شتى المجالات لكلا الجانبين “معا”.

ثانيا” : المعنى الحقيقي لهذة الزيارة هي أن كل من سوريا وإيران متوجهين إلى اتجاه الحقيقية في مواجهة الإرهاب والارهابيين .. ورأينا ذلك في موقف سوريا الداعم لإيران فيما يجري في قره باغ من صراع أرمينيا وتركيا وهذا لا يحتاج إلى دراسة مشبعة بالقراءة التحليلية ..لأن هناك قاعدة متينة مشبعة بتعزيز العلاقات لترتقى إلى أعلى المستويات وأكثر .

كما تأتي هذة الزيارة ضمن إطار الخارطة الدولية الجديدة في ظل إدارة أمريكية جديدة بقيادة جو بايدن الذي هو الوجه الاخر لدونالد الترامب والذي سيستلم الحكم ب 20/1/2021

وذلك يتطلب جهود سياسية ظافرة من الطرفين بأن هناك العديد من الجوانب المشتركة بين البلدين السوري والإيراني . لرسم طريق سياسي جديد بناءا” على المستجدات السياسة الجديدة التي تحكم مسار العلاقات السياسة بالمعنى الحرفي للكلمة وما بدو في فلك الساحة الإقليمية .

وكلنا نعلم بأن إيران كانت الداعم الأول بالرغم من العقوبات الأمريكية عليها لم تتخلى يوما عن سورية كما روسيا أيضا” في دعم البنى التحتية بتقديم خطوط مأتمنة لأكثر من خمس مليار دولار في إصلاح الكثير من المواقع الأقتصادية وخاصة الكهرباء وغيرها قادمة .. كما كان لها دور بارز في مؤتمر اللاجئين السوريين والتي أكدت على دعمها على أنها سيبذلون قصارى جهدها لعودة المهجرين . ومؤتمر أستنا الذي كان لها دور فعال أيضا للقضاء على داعش وداعميها .

أيضا” هذا الجانب كان واضحا” للجمهورية الإسلامية الإيرانية بالمحافل الدولية ؛وهذا كان نقطة ثبات أستراتيجية في العلاقات مابين البلدين لتعزيز روابط العيش المشترك والتاريخ المشترك والمصير ووحدة الأراضي لتحقيق الأمن والاستقرار .

لذا جاءت زيارة الدكتور فيصل مقداد بمثابة رسالة هامة عالية المستوى الأستراتيجي ليكون هناك مباحثات جديدة ستطرح قريبا على طاولة المفاوضات وأولها وقف الأعتداءات التركية وارغام أردوغان على إخلاء المنطقة من الإرهاب ..

والأيام القادمة سنشهد تداعيات التعاون المشترك بين البلدين بما أنها توسعت دائرة التبادلات التجارية الخارجية والصادرات والمستوردات وهذة هي لغة الحقائق والوقائع الذي يمتعض منها أعداء كلا البلدين ..

لذا سيتم هناك بناء سوري في إيران وبيت إيراني في سوريا لتكون معادلة العيش المشترك واضحة للجميع بأن الشعب السوري يأكل ويلبس ويشرب ما تأكله وتلبسه إيران .. وفق هذة الزيارة المعتبرة .. والله أعلم

شاهد أيضاً

توصيات المبادرة التربوية التي أطلقها المكتب التربوي في حركة أمل:” لعدم سلخ الجنوب تربويًا عن باقي المناطق اللبنانية”

مصطفى الحمود النائب بيضون: “لتكن البوصلة التربوية الجنوبية هي معيار مقاربة الامتحانات الرسمية” استكمالًا للإجتماعات …