“النحلة والفراشة”

عباس وهبي


كانت الفراشةُ تطيرُ حالمةً من زهرةٍ إلى زهرة وكان بجانبها نحلةٌ تعملُ كلّ الوقت ، بينما الفراشةُ تشتمّ الهواء العليل ، فقالت لها النحلة : إنّها الفرصة المؤاتية للبذل و كسب القوت قبل أن يأتي سلطان القهر والجوع ، فردّت الفراشة : هذا هراء فالحقل مليء بالزهر والخيرات، وأنا سلطانةُ نفسي الحالمة و لا شأن لي بأحد ، فالحيادُ صديقي ، والحياةُ قبلةُ زمنٍ وردية … و لِمَ هذا الهلع ؟! فردّت النحلة : من لا يستغلّ الوقت والفرصة الملائمة مُجاهداً فإنّه سيندم لأنّ هناك من لن يتركك وشأنك ، بل سيستعبدك ، فهل تعلمين ما معنى الاستبداد ؟! فردّت الفراشةبسخرية : ومن لا يستمتع بالنسيم العليل فهو يفقد أجمل فرصة ، لا بل لذّة الحياة ، أنا سوف أطير وأبتعد من كلّ الأخطار ! و لمْ تلبث العاصفة أن هبّت بعنفٍ ، تتقدمّها زخّات المطر و زمجرة الرعود ، وراح الضوء يهرع هارباً وراء الغيم الذي بدا كالمارد السماوي الأسود ، وتناثرت زهرات الحقل بلا هوادة… فهرعت الاثنتان كلّ إلى مأواه ، فالنحلةُ حملت جناها إلى قفيرها ، بينما الفراشةُ قد وصلت بلا جناحٍ خالية الوفاض يقضّ مضجعها الأنين !

06/12/2020

شاهد أيضاً

“عامل”: تضرر مراكزنا بالقصف الاسرائيلي لن يثنينا عن واجبنا لتعزيز صمود أهلنا

*مهنا: نرفض انتهاك الاتفاقيات والشرائع الدولية وازدواجية المعايير في التعامل مع الارتكابات الاسرائيلية* بيروت، 17 …