جبل البوح

بقلم: المحامية هيام جعفر

فوق صنوبرات جبل البوح ..
وامواج الشاطىء المتكسرة …
والوعد الذي ابرم والحياة التي اقسم بها …
والضجر الذي استطال دهراً بلا انقطاع ..
.اجتذبتني دون مقدمات ..
كسرت الوهم الى الابد …
فكرة الوجع معك لم تعد جافة …
تساقطت عليها دموع الخريف ..
.وانا مسكونة بالعودة الى شتائك …
اتوق الى نهايات القصص التي بدأت قرأتها….
يسكنني شغف مزج لوحاتي من جديد ….
.رغم يقيني بجهلي مبادىء الرسم …..
غير اني ابدع بصهر الالوان …..
بتتبع الاحلام في العيون ….
برسم الاخيلة وهي تجوب السماء …..
بفهم موسيقى اوحد النسور …..
وهو يعزف نشيده ….
ويتلو رسالته والكل يتطلع اليه من خلف القضبان ..
والصراخ يتعالى من فوق القمم …..
والجميع يجبر على الاكل من قمح العصيان ..
.كلماته تخفي اسرارا ذهبية في العادة يصعب إيجادها …
.تشفي القلب من مئة داء وخوف …..
تدعوك الى تذوق السماء كما لو كانت نبيذا ..
تهديك طريق تحرير الحواس…..
وتطهير الارادة ودفن الخوف ……
فخلف هذا الجدار يحفرون نقوشا ..
يضرمون آهات النار………
ينسجون غطاء الليل ……
اخيلة يتدربون على لعبة الصبر …
وفن الانتظار ..اما انا فكعادتي ..قطعت الليل..
بحثت عن اشياءك القديمة ..لاخبئها ومن ثم ارميها في البحر ..ها هي قبعتك القديمة ..ساهديها لاسماك الماء ..
لا تحدق في هكذا فقد اخبرتك انها وشوشات احلامي
انفاس الليل التي تحترق .. زيت المصباح المتجمد ..
استحالت الالوان كلها وتوحدت بلون النسر الاسود…. بلون الحزن الاسود …..
وانت لا زلت تحدق بي ….
كف عن لومي …..
ساختفي من الكآبة والوهن …..
دعني ارتمي بين ذراعيك …..
اترك الحرية لاصابعك لتشبك عشب رأسي …..
اسقني من مائك وعسلك …….
حدثني عن جمال الفجر في بلدنا …..
اخبرني عن سهاد مدينتنا ……
.اخبرني ان طوفاناً مر من هنا ….!!!!!