من يتقدم صفوف الإسعاف والإنقاذ…بعد رحيلك يا سمير كنيعو”

كتب المسؤول الإعلامي في “أتحاد قوى الشعب العامل”، مقالًا عن المناضل الناصري والعروبي، قائد “الدفاع المدني الشعبي”، سمير كنيعو ، بعد رحيله الى جوار ربه ، بعد معاناة من المرض وجاء
فيه :” في العام ١٩٨٥ تعرفت إلى سمير كنيعو في بيروت…كان يقود دورة تدريب على أعمال الدفاع المدني والإسعاف الأولي في هيئة الإسعاف الشعبي…..ومنذ ذلك التاريخ لم يترجل هذا الفارس عن صهوة جواد التضحية والعطاء حتى أسقطه الموت صباح هذا اليوم الأليم…

في كل مكان من بيروت ومعظم مناطق لبنان كانت بصمات سمير الإسعافية والإنقاذية والإغاثية من أكبر البصمات وأهم البصمات وأجلّ البصمات…. الحرب الأهلية بكل مراحلها شاهد، التفجيرات الاجرامية واخرها تفجير مرفأ بيروت

شاهد، العدوان والاعتداءات الصهيونية شاهد، الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية شاهد، دورات الدفاع المدني والإسعاف الأولي شاهد، حملات الإغاثة والسقاية لفك حصار عن مناطق في بيروت او الاهتمام بمهجري الحرب او مهجري العدوان الصهيوني شاهد، تلبية نداءات الاغاثة والاستغاثة ونقل المصابين والمرضى

شاهد، حملات الأزرق الكبير لتنظيف الشاطئ اللبناني شاهد، اطفاء الحرائق شاهد…. عند كل حدث يتطلب عمليات إنقاذ كان يصل اولاً سمير كنيعو بسيارات الإسعاف مع إخوانه في الدفاع المدني الشعبي…كان مقداماً شجاعاً لا يهاب قصف او قنص او تفجير او تفجيرات…كانت الشجاعة تغار منه، وبالرغم من كل ذلك كان التواضع ديدنه، وطيبة القلب ونقاء الروح عنوانه..

كان سمير كنيعو من أولئك الرجال الذين اختصهم الله سبحانه وتعالى لقضاء حوائج الناس، حبّب الخير اليه وحبّبه إلى الخير…ومن اهم صفاته انه لم يكن يميز في عملياته الإنقاذية بين منطقة واخرى او بين انسان وانسان.

اذا نطقت يوماً تلك الأماكن التي كانت لسمير كنيعو فيها جولات، ستروي سيرة هذا البطل من لبنان…واذا قُدّر لأحد أن يكتب كتاباً عن مسيرة العمل الإنساني الإنقاذي في لبنان، فإن اسم قائد الدفاع المدني الشعبي سمير كنيعو سيحتل عدداً كبيراً من صفحات هذا الكتاب.
هنيئاً لما قدّمته في هذه الفانية يا اخ سمير، هو زادك في دار الخلود والبقاء.. وهو وسام عزة على جبينك ومصدر فخار في تاريخ لبنان.. قلوبنا تبكي ألماً والعيون، لكننا مؤمنون وسنبقى…انه قضاء الله وقدره…رحلت جسدا، هذا صحيح، لكن روحك لن ترحل..وذكراك لن تضمحل. رحمك الله ايها البطل من بلادي وأسكنك فسيح جنانه..

إنّا لله وانا اليه راجعون..”