من فوّض الدول الاجنبية والاقليمية أن تقرر عنا مصيرنا؟


د. ليون سيوفي 

مواطن لبنان

كيف يسمح لنفسه هذا أو ذاك أن يتنقل بين الدول وعارضاً خدماته وهو تحت رحمة أحذيتها لتعطيه منصباً داخل وطنه؟
كيف يسمح لنفسه رئيس حكومة أن يشحذ على ظهر شعبه ونحن نملك كل ما نحتاجه من نمو لإنقاذ وطننا دون شفقتهم علينا …
متى سنشاهد رجلاً سياسياً لبنانياً لا يتأمل من دولة ثانية دعمه داخل وطنه بل شعب لبنان هو الذي يأتي به رئيساً للبلاد ؟
متى سترفع الحصانة عن النواب وعن أي شخص يعمل في الحقل العام ويحاكم على فساده وتقصيره ..؟
كان الشعب اللبناني رافضاً الاستعمار منذ أيام الحكم العثماني جملةً وتفصيلاً، حيث واجه الاتراك بثورات شعبية عديدة منها ثورة طانيوس شاهين وثورة يوسف بيك كرم عندما كان العثماني يدعم العائلات الاقطاعية آنذاك..إلى ثورة أو بالاحرى أزمة لبنان عام 1958 السياسية بسبب توترات سياسية ودينية في البلد.
من منكم لا يتذكر الثورة المسلحة على الغرباء وحكم الوصايات المختلفة على لبنان؟
من منا لا يتذكر آخر الثورات وهي “ثورة الواتس اب ” وكيف أشعلت ضريبة على تطبيق “الواتس أب” عندما عزمت الحكومة فرض رسم مالي على الاتصالات المجانية عبر تطبيقات المراسلة الإلكترونية في لبنان وكيف احتج المواطنون، الذين ملأوا الشوارع من شمال البلاد إلى جنوبها، حتى في البقاع شرقاً، وطالبوا بإسقاط النظام السياسي كاملاً.
بحجة ستة دولارات أغلق المتظاهرون الطرقات في مختلف المناطق، وأحرقوا الإطارات، احتجاجاً على فرض ضرائب جديدة، وسوء الأوضاع الاقتصادية وأجبر الوزير على التراجع عن فرض رسم 20 سنتا عن كل يوم استخدام خدمة “الواتس أب”، بعد تظاهرات عمت المناطق اللبنانية كافة.
أين هم اليوم بعد كل هذا الفقر والسرقات والفساد السياسي والنظام الوحشي الذي سرق أموال الوطن والمودعين وارتفاع سعر صرف الدولار وفرض الكثير من الضرائب على هذا الشعب البسيط تحت ما يسمى بمشاريع وقوانين؟
إنّ الحراك ” الذي سماه البعض بالثورة فشل في خلق تنظيم وهيكلية واضحة له وإفراز أصوات مؤثرة تتحدث باسمه..
لكني أشهد أن الحراك شهد زخماً في نقاش قضايا عدة من العلمانية وحقوق الانسان وخاصة حقوق المرأة .. وساهم بتعرف اللبناني على الآخر خارج الرؤى الطائفية مع تحسن الوضع فيما بينهم إلا أن الجدران لم تُهدم بالكامل..
هل سيشهد الوطن حراكاً على السياسيين وينقلب مناصروهم عليهم بعد هذا الفساد والغلاء والجوع من أجل أن نعيش في وطن حر ومستقل وبكرامة، ونعلن استقلال الوطن عن هذه الطبقة الوحشية الذي لطالما ناديت به..
“العصيان المدني” لو اتفقنا عليه سيكون هو الحل .. هل أنت أهل لهذا الحل؟؟
أم تعودت على الجوع والذل والدّوس على كرامتك؟
سكوتك هو مرضك ، ومن يعش في خوف وظلم لن يكون حراً أبداً.
مصيبتك ليست في ظلم الظالمين بل سكوتك عن صمت المظلومين دون الدفاع عنهم ..

شاهد أيضاً

أفرام: “اقتراح قانون مع زملاء لتأمين تغطية صحية واستشفائية فعلية ولائقة للأجراء من خلال إتاحة خيار التأمين الخاص”

كتب رئيس المجلس التنفيذي لـ”مشروع وطن الإنسان” النائب نعمة افرام على منصة “أكس”: “نظراً للآثار …