وزير التربية والتعليم العالي استضافته ” جمعية متخرجي المقاصد الإسلامية” في مقرها في بيروت

شربجي: “نريد رئيس محترمًا للدستور واتفاق الطائف ومغلبا” المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية “

…:” لتشكيل حكومة إنقاذية تعيد لبنان ألى عمقه العربي ومركزه الحضاري “

الحلبي :” العملية التربوية لا تستقيم الا بتطوير آليات التعليم ومنها المناهج التربوية “

…:” المدرسة الخاصة ركن أساسي في التعليم ومصممين على حماية التعليم وتأمين مقومات الصمود له “

 

استضافت جمعية “متخرجي المقاصد الإسلامية “في بيروت، في مقرها في الصنائع، وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال القاضي عباس الحلبي، الذي تحدث عن القطاع التربوي في ظل التحديات التي تعصف بالبلاد.

حضر الندوة كل من: الوزير السابق الدكتور خالد قباني، رئيس جامعة بيروت العربية الدكتور عمرو جلال العدوي، رئيس الجامعة الاميركية الدكتور فضلو خوري، ممثلا بالدكتورة كرما الحسن، رئيس جامعة الحريري الدكتور مكرم سويدان، رئيس جامعة البلمند الياس وراق ممثلًا بالدكتور ايلي كرم، رئيس جامعة المقاصد الخيرية الإسلامية ،الدكتور حسان غزيري، رئيس جامعة الآداب والعلوم والتكنولوجيا ،الدكتور مطانيوس الحلبي ممثلًا بالدكتور محمد حمزة، رئيس الجامعة العالمية الدكتور أحمد شاتيلا، رئيس تحرير صحيفة “اللواء” صلاح سلام، أمين عام المجلس الشرعي الإسلامي القاضي خضر زنهور، مدير عام وزارة المهجرين المهندس أحمد محمود، رئيس المركز الإسلامي – عائشة بكار المهندس علي نور الدين عساف ، الطبيب الجراح الدكتور احمد دباغ، القنصل محمد الجوزو، الرئيس السابق لهيئة الرقابة على المصارف سمير حمود، القاضي غالب محمصاني، القاضي عمر الناطور، اللواء ابراهيم بصبوص ، رئيس جمعية رعاية اطفال المسلمين المحامي عصام بعدراني، أمين سر المنتدى الاسلامي فتحي صبيح، رئيس ملتقى بيروت الدكتور فوزي زيدان، الدكتور صبحي أبو شاهين، المحامي صائب مطرجي، العميد خالد جارودي، مدير التعليم الثانوي في وزارة التربية خالد فايد، الدكتورة سهير منصور،وحشد من مدراء المدارس الخاصة والرسمية ،وفاعليات بيروتية وخريجون مقاصديون وأعضاء من الهيئتين الإدارية والاستشارية للجمعية.

شربجي

بداية، تحدث رئيس الجمعية المهندس الدكتور محمد مازن شربجي، مرحبًا بالوزير الحلبي في الجمعية. وقال:”في ظلّ الوضعِ المعيشيّ والاقتصاديّ والماليّ المتهاوي، لا يمكُنِنَا إلّا أن نُعرِّج على قضايا القِطَاع التّربويّ والتعليمي الذي يُعدّ المحور الاساسي لتنشئة أجيال المُستقبَل، وبالتّالي مُستقبل لُبنان.

 

كثيرةٌ هي التحدّيات، بل الصعاب التي تُهدّد قطاع التربية والتعليم من مرحلة الرّوضة إلى الدّراسات العُليا الجامعيّة. فمن الكهرباء المقطوعة، والاتصالات التي صارت عالية الكلفة رغم تدني كفاءتها وسرعتها, الى المناهج التي باتَ قسمٌ منها بعيدًا عن المعايير العالميّة والاختصاصات الحديثة،، هذا عدا عن الأوضاع الماليّة الصّعبة للهيئة التعليميّة والمؤسّسات التعليميّة، الصّغيرة منها والكبيرة وأهالي الطلبة الذين زادت معاناتهم نتيجة الاقساط المرتفعة، والتي لا تتناسب مع مداخيلهم ،مما أدى إلى تسرب كبير من الكفاءات التعلمية، فضلًا عن التسرب الطلابي

كلّ هذه المواضيع وغيرها، ستكون محور لقائنا مع معالي وزير التّربية والتعليم العالي، الدكتور عبّاس الحلبي، بين أهله في جمعيّة مُتخرّجي المقاصد الإسلاميّة في بيروت”.

وأضاف شربجي :”يُؤلمُنا، كما يُؤلمُكم يا معالي الوزير الحلبي ،ما حصَل في طرابلس، فمن المُؤسِف أن يُودِعَ الأبُ والأم ابنتهم لتتلقّى تعليمها، فتعودُ إلى المنزل ِ جُثّة هامدة محمولة على الاكتاف. اننا نعلم كم آلمتكم هذه المُصيبة، إذ سارعتُم إلى فتحِ تحقيقٍ لمعرفة حقيقة ما حصل، ونحن نأمل منكم يا معالي الوزيرالحلبي أن يكونَ هذا التحقيقُ سريعاً وشفّافاً، ويُؤدّي إلى محاسبةٍ جدّية لمن كان سبباً في حرمان أهلٍ من ابنتهم”.

وتابع شربجي :”انطلاقًا من خلفيّتنا المقاصديّة، التي نفتخر بالتخرج من كلياتها فالمقاصد صرحٍ تعليميٍّ وتربويٍّ من أعرَق المؤسسات التعليمية ليسَ فقط في لبنان، بل في المنطقة العربيّة، يُقلقنا ما يُواجهه القطاع التربوي بأسره ، فقد تحول لبنان من منارة الفكر والثقافة ومن مدرسةٍ وجامعةٍ وملتقى المُثقّفين في الشّرقِ إلى كيانٍ لا يُشبهُ حقيقته، نريدُ من معاليكم أن تنتشلوه من الحضيض ليعودَ كما كان، بل وأفضل مما كان بإذن الله.مع تاكيدنا على ضرورة تعزيز التعليم الرسمي باسرع وقت ممكن”.

وأوضح شربجي :”نعلَم كم هو الحِمل ثقيل، وكم يؤثّر شغور موقع الرّئاسة الأولى على انتظام العمل المؤسّساتيّ، ومن هنا نُجدّد دعوتنا كما دائماً، إلى ضرورة انتخابِ رئيسٍ جديدٍ للبلاد بأسرع وقتٍ مُمكن، يكون مُحتَرِماً للدّستور واتفاقِ الطّائف، ومُغلّباً للمصلحة الوطنيّة على المصالح الشّخصيّة والعائليّة والطّائفيّة الضّيّقة. يليه تشكيل حكومةٍ إنقاذيّة تضع نصبَ عينها إعادة لبنان إلى عُمقه العربي ومركزه الحضاري لتُنقِذُ اللبنانيين، من براثن الفتن و الإفلاس والفساد.
كما نُكرّر إدانتنا للتفجير الإرهابيّ الذي استهدَف الآمنين في مدينة اسطنبول، فنحن دائماً نرفضُ وننبذُ الإرهاب بكلّ صوره وخلفياته، ونؤمن بالحوار والتلاقي لحل جميع الخلافات” .

وختم شربجي :”سنستمِعُ إلى حديثكم معالي الوزير الحلبي، وكُلّنا أملٌ أن يلي هذه الكلمة نقاشٌ بنّاء مع الحاضرين من أكاديميين وتربويين واختصاصيين. ونرجو من الحضور الكِرام ترك النّقاش والأسئلة إلى ما بعد كلمة معالي الوزير الحلبي، حرصاً على انتظام النّدوة وأهدافها. ونجدد الترحيب بكم، والكلمة لكم معالي الوزير عبّاس الحلبي”

 

الحلبي.

بعدها، كانت كلمة الوزير الحلبي، الذي حيا الدور التاريخي لهذه المقاصِد ومتخرجيها، وهي تشكل فخرًا كبيرًا لنا لما فتحته من آفاق تعليمية، لأجيال تعاقبوا عليها ورؤساء لجمعية المتخرجين، حملوا راية هذا الصرح التربوي، مع عشرات آلاف المتخرجين الذين تبوؤوا مناصب عليا في الدولة اللبنانية، وأدوا ادوارا مهمة في تاريخ لبنان الحديث”.

واعتبر الحلبي : “أن بناء النظام التربوي الجديد وتأمين استقراره يتطلب إعادة تقويم ووضع معايير تعزز التربية على الديموقراطية، والاستفادة من تجارب الآخرين لتحديد المشكلات ومواجهة التحديات عبر خطط عمل تتضمن آليات وحلول في التصدي للأزمات”.

وقال الحلبي :”إن ما نشهده اليوم يعبر عن عمق الأزمة التي طالت الجميع. فأنا على قناعة أن التربية هي عمل جماعي وجهد مشترك بين مكوناتها كلها، وبين الأستاذ والإداري والموظف. التعاون هو الأساس لعبور المرحلة الصعبة. ومنذ أن تسلمت مهماتي في التربية واجهت مشكلات كبرى في القطاع، لكني قررت التصدي للوضع المرتبك والفوضى السائدة في التعليم الرسمي. وقد رأيت أن من مصلحة التربية أن نبعد عنها التأثير السياسي كي لا يبقى يشكل حجر عثرة في تطوير القطاع وحل مشاكله. وبينما نظرت إلى المشكلات بروح إيجابية إلا أني اكتشفت انها أكبر بكثير في بلد يشهد هجرة لنخبه، من اساتذة كفوئين وطلاب وشباب، وهو ما يفرغ قطاع التعليم الجامعي وما قبل الجامعي من كفاءاته ويؤدي إلى نزيف في العنصر الشبابي الذي يحتاجه لبنان”.

وأضاف الحلبي:”إن تصميمنا على حماية التعليم وتأمين مقومات صموده له ،اعتبارات تتعلق باستمرارية المدرسة وتعزيز جودة التعليم. وأن حجم المشكلات التي يعانيها القطاع التربوي كبيرة، فإذا كنا نسعى بكل إمكاناتنا لتأمين انطلاقة سليمة للسنة الدراسية، وتوفير كل مقوماتها ومتطلبات الأساتذة، وإعادة التوازن إلى العملية التربوية، إلا أننا نحتاج أيضا إلى الدعم والمساندة من المعنيين، ومن كل المكونات التربوية، فالمسؤولية عامة وعلى الجميع تحمل مسؤولياتهم في هذا المجال”.

واعتبر الحلبي “أن الهدف الرئيسي في هذه المرحلة الصعبة هو استمرارية التعليم ، رغم أن التعليم الرسمي يبقى في دائرة الخطر، بسبب السياسات التربوية المتعاقبة، وما تراكم من اهمال وقلة رعاية في حقبات سابقة، وكذلك التعليم الخاص يعاني من أزمات حرصنا على معالجتها، وتأمين مقومات استمراره مع تشديدنا على أن تبقى الأقساط المدرسية بالليرة اللبنانية، وفق ما ينص عليه القانون 515”.

وأكد الحلبي “أن المدرسة الخاصة ركن أساسي في التعليم، ويهمنا التأكيد على حمايتها أيضا إلى جانب التعليم الرسمي، فالقطاعان العام والخاص في التربية يكملان بعضهما البعض، وأي خلل في قطاع سينعكس حكما على الثاني ويتسبب في مشكلات نحن في غنى عنها”.

وقال الحلبي:”التربية تبقى دائما أمام تحدي الاستمرار. النوعية تقوم على قاعدة البحث العلمي من جهة وعلى المعارف الجديدة من جهة ثانية وأيضًا على ضمان الجودة. إن رؤيتنا للتربية تستهدف النهوض بالقطاع على قاعدة واضحة وعلى رسم مستقبل لبنان التربوي. فعلى الرغم من كل الازمات وما يحيط بنا، حافظنا على السنة الدراسية، وتعاونا مع الجهات المانحة التي ساهمت في دعمنا وتوفير ما أمكن من مساعدات لنا. وأعني برؤيتنا للسياسة التربوية أيضًا ،أن نوفر فرصًا متساوية لجميع الأولاد في القطاعين الرسمي والخاص، من دون تمييز بين المتعلمين، وتأخذ في الاعتبار من خلال الخطة الخمسية للتربية الفئات المهمشة والفقيرة، وتفرد حيزًا للتلامذة من ذوي الحاجات الخاصة، وتفتح أمامهم إمكانات الحصول على التعليم”.

وأردف الحلبي : “أن العملية التربوية لا تستقيم إلا بمواكبة الجديد وتطوير آليات التعليم، لذا نعمل أيضا على تطوير المناهج التربوية ونعول على مواكبة التحديث في التربية بكل شفافية، ووضع طرائق تعليم جديدة في كل مراحل التعليم. لقد أنجزنا المسودة الخامسة للإطار الوطني اللبناني لمنهاج التعليم ما قبل الجامعي ونحن على أبواب أن نفتتح مسارا جديدا في المناهج ومرحلة طموحة في التطوير منطلقين من الخطة الخمسية للتربية التي تلحظ تطوير المناهج والتحول الرقمي. وهو نتاج عمل دؤوب في المركز التربوي للبحوث والإنماء ومديريات التربية والقيمين والمؤلفين والمنسقين وأعضاء لجنة الصياغة، استمر أشهرًا عدة وأنجز هذا الإطار الجامع الذي يرتكز على قواعد علمية حديثة”.

وختم الحلبي “ان دور الدولة في رعاية التربية للوصول الى مستوى علمي مرموق. فلبنان كان عنده رواد في التربية والتعليم، وعلينا أن نستعيد موقعه التعليمي ودوره المتميز. في بلدنا، ممارسات التعليم مترسخة وتاريخية ونحن نحتاج الى نقاشات معمقة من معنيين في الشأن التربوي وأصحاب القرار وتضافر جهود الجميع لوضع الخطط وإعداد الدراسات والتقويم، من أجل الانقاذ والاصلاح والتطوير. ويبقى الرهان دائما على أجيالنا التي تصطف في مقاعد الدراسة، أن تحمل الراية في التعليم وتستعيد دور لبنان التعليمي والثقافي وتنتشله من أزماته وتفتح آفاقا للحداثة”.

 

 

مُداخلات وحوارات ،

وفي الختام دار حوار ونقاشات بين الوزيرالحلبي والحاضرين من أكاديميين وتربويين وأهالي طلاب، تناولت هواجس المؤسسات التعليمية والطلاب وذويهم، حيث استمع الوزير الحلبي للحاضرين، وتبادل معهم وجهات النظر وآليات الحلول للمشاكل، التي تواجه القطاع التربوي بشكل عام”.

 

 

شاهد أيضاً

كَـانــوا وَكــنَّـا

بقلم محمود زعيتر .. العراق ألا يَكـفـيـكَ أنَّ الـعَـيـنَ وَسـنَـى وَحُزني مِـن غِنَى قَارُونَ أغنَى …