الأرض تتكلم “عربي” والسيد المسيح أيضا .. (المشرق واليقين الآتي)

 

نارام سرجون

كثيرا ماتمايلنا على أغنية سيد مكاوي القديمة (الارض بتتكلم عربي) .. التي غناها قبل أن يلحن نشيد السلام ونشيد كامب ديفيد التي بدأت فيها الارض تتكلم عبري .. وهكذا عندما تنحل القيم الوطنية في الأمة فانها تتكلم لغة عدوها .. كما يحدث في الخليج العربي المحتل الذي صار خليجا انكليزيا فحتى العرب هناك صاروا يدلعون لغتهم العربية بالانكليزية تيمنا بالسيد الامريكي والثقافة التي تسحقهم وتسحق شخصيتهم .. وكما صارت التيارات الاسلامية الاخوانية تنطق بالتركية والعثمانية والانكليزية من أجل ان تبني خلافة اسلامية على المنهج الامريكي والتركي الناتوي .. ولذلك تجدون ان القرآن نفسه قد تغير في منطقهم .. وتغير محتواه .. وصار القرآن والسنة الشريفة لايختلفان عن سنة الناتو وكل ما يستخرج من البيت النبوي الشريف ينسجم بشكل عجيب مع بيانات صاردة عن البيت الأبيض حتى صرنا لانفرق بين البيت الابيض والبيت الحرام .. وانحاز الصحابة الى البيت الابيض والبنتاغون في جهاده وفتوحاته .. وهذا سببه اننا في الشرق صرنا لاندافع عن العقيدة بل عن الخلافة والسلطة والدنيا .. ولذلك تمت اهانة الاسلام بالحاقه بمنهج العنف والدم والجريمة وتولاه شيوخ لايعرفون عن الاسلام الا بيت المال وقصر الخليفة .. وهؤلاء هم الذين جعلوا القرآن انكليزيا والسيدة عائشة تتحدث بالفرنسية ومعاوية جنديا صغيرا من جنود الناتو وهو الملك الذي زرع المسلمين في كل الارض ..

وهكذا عندما يكون القائمون على الدين صغارا فان الدين يصغر ويضمر ويهزل ويصبح ارجوحة المهرجين والقتلة والانتهازيين .. ويصغر الخلفاء ويغيب الانبياء وربما يقتلون ..

اذا اردت ان تنطق الارض لغتك فعليك ان تعلّم الارض انك لاتبيع دينك ولا تبيع لغتك ولا عقيدتك ولا نبيك ولا قيمك الروحية ولو من أجل كل هذا الكوكب .. وعندها فان الانبياء تتبع لغتك لأنك انت المخلص لدينك ولقلبك ولربك ولست مباليا بالدنيا ومجاملاتها وعروشها وتيجانها ..
ولذلك فانني كلما استمعت أو قرأت ما يقوله ويكتبه الاب الياس زحلاوي وهو يهز الكنائس الغربية ويلومها دون رحمة على تنكرها للمسيح ولتعاليمه ولقيمه الانسانية العظيمة عبر امعانها في تجاهل الحق في هذا الشرق وانحيازها للظلم والجريمة فانني أعتبر انه قام بتعريب الانجيل أي ان الانجيل صار يتكلم العربية .. وأن السيد المسيح يلقي دروسه بالعربية .. لأن اللغة التي تحمل الهم وتحمل المهمة وتحمل الهمة هي التي ستكون لغة الحوار ولغة التواصل بين أي نبي وبين زمانه ورجاله ..

الأب الياس زحلاوي في كلمته في مؤتمر “العطشانة – لبنان” الذي أقيم يومي 4-5/ تشرين الثاني .. كان يجعلنا نحس أن السيد المسيح الذي لثغ بالآرامية صار يعظنا بالعربية لأن اللغة التي صارت تقارع الاستبداد والترهل الأخلاقي الغربي ونفاقه هي لغة الاب الياس زحلاوي .. فاللغة التي لاتجامل واللغة التي تقاوم واللغة التي تصبح مثل السوط ضد الصيارفة هي اللغة التي سينحاز لها أي نبي يريد تبليغ الرسالة الالهية ..

ولذلك فان القرآن نزل عربيا لأن من حمل الهم وحمل الهمة وحمل المهمة كانوا عربا .. ولو حمله الأراميون لنزل آراميا .. والانجيل الذي حملته الارامية دون ان تحميه من اعتداء الأشرار ستبحث عن لغة قوية تحميه من التفسير الذي يصنعه المنافقون والانتهازيون والصيارفة والتجار ..
وعندما يختار كاهن عربي ان يدافع عن قيم الانجيل وقيم عيسى العظيمة ضد الطغيان الغربي بلغة عربية فان السيد المسيح سيصفق له وسيتكلم العربية في عظاته ورسائله لمن حوله عندما تصبح هي لغة المخلصين والانقياء والمسيحيين الحقيقيين .. لا مسيحيي الصهيونية الغربية .. فلا يبقى من المسيحية شيء اذا لم تقل الحق ولم تدافع عن الانسان وابن الانسان وتطرد الصيارفة من الارض .. مهما رفع الغرب من صلبان .. فالصليب الحقيقي ترفعه الكلمات الحرة .. ولغة الانجيل هي لغة الحق الشجاع الذي ينزف على الصليب ولايقبل ان يقول الا الحقيقة .. والانجيل يرتفع فوق أكتاف الكلمات التي جذورها في القلب وفروعها بجوار عرش الرب ..  ويرفعها الاحرار في قلوبهم وايمانهم ومحبتهم المطلقة للرب يسوع ..

شاهد أيضاً

قاووق من كفررمان : الردّ الإسرائيلي مهزلة تاريخيّة

مصطفى الحمود أكد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق إنّ الردّ الإيراني …