اين حرش العيد؟!!

رفيق نصرالله

عندما كنا اطفالا .. وكان بيتنا على مقربة من حرش بيروت .. كنا نلهو تحت الصنوبر. وننظر للسماء فلا نراها وكنا نعتقد ان تاج الصنوبر يكاد يلاصق السماء .. كانت بيوتنا متواضعه غير مدعيه تلامس الارض..تحيطها شرفات تعودنا ان يحرسها الحبق …
عندما يجيء الشتاء كنت اهرول نحو الحرش لتتساقط حيات المطر وكانها تعزف موسيقى ..
صار الحرش حرش العيد اسموه حرش العيد .. وكنا نرى في اراجيح العيد انها اجمل العاب العالم .. لم نكن ندرك ان احلامنا متواضعه لهذا الحد .. وان ثمة مقاول سيأتي يوما ليقطع الصنوبر.. وان الحرش لن يبقى ملعبنا ..
امر قرب الحرش الان .. اكاد ان اسمع صراخنا .. لكننا لم نعد نحن .. تفرق الصبيه ثمة من رحل وثمة من غادر وثمة من بقي جارا
لم تعد هذه الصنوبرات خيمتنا وحرش عيدنا …
ربما لم نعد نحن نحن ….