أحمد موسى
كواليس – _برعاية نائب الأمين العام لحركة النضال اللبناني العربي طارق الداوود، جرى لقاء مصالحة بين آل كريدي من بلدة بقعسم في سوريا وآل خميس من بلدة عيحا بعد الحادث الأليم الذي وقع منذ قرابة الشهر وأدى إلى وفاة المأسوف على شبابه بشار الكريدي._
شارك في اللقاء الأمين العام لحركة النضال اللبناني العربي فيصل الداوود، بحضور مشايخ من بلدة عرنة في سوريا يتقدمهم الشيخ أبو نبيه سليمان كبول والشيخ أبو عبدالله سليمان مسعود، وفد من مشايخ ووجهاء بلدة عيحا تقدمه الشيخ أبو محمد صالح شقير والشيخ أبو وسيم داوود حمص والشيخ أبو أمين حسن كاسب، وفد من مشايخ وأهالي بلدة قلعة جندل تقدمه الشيخ أبو حافظ أسد معمّر، مشايخ وأهالي بلدة بقعسم في سوريا، عضو مجلس الشعب السوري محمد بخيت، عضو القيادة القطرية في حزب البعث العربي الإشتراكي د.عادل أبو خليف، وحشد من أهالي بلدات الإقليم والجوار.
الداوود
وكانت كلمة لنائب الأمين العام لحركة النضال اللبناني العربي طارق الداوود بإسم أهالي عيحا وآل خميس قال فيها:
إن ما يجمعنا هو التاريخ الواحد، والجغرافيا المتصلة والمصير المشترك، فضلا عن الجامع الأساسي وهو العقيدة والمسلك التوحيدي الذي يجمع ولا يفرّق، ويوحّد ولا يشتّت، وأنتم ونحن حريصون على التمسّك بحباله وإحياء قيَمِهِ.
إنَّ للقدَرِ، أيها السادة الاكارم، فِعلُهُ الذي لا يُردُّ إلا بمشيئةِ الله تعالى، وقَدَرُنا أن نكونَ وحدة متماسكة ومتكاتفة في السرّاءِ والضرّاء، متعاونة متضامنة لدَرءِ الأخطارِ من أيّ جهة أتت ولأيِّ سبب كان.
إنَّ المصيرَ الواحد والإنتماءَ الواحد يحتِّمُ علينا التسامُحَ والصَفح، والتصالحَ والتعاطُف، لاسيما في أصعبَ الظروفِ وأخطرِها وأكثرِها ألما ومعاناة.
أنتم أيها الإخوة في بقعسم، وخاصة آل كريدي وعائلة الفقيد، قد أظهَرتُم نُبلا وكرامة وكِبَرا في أخلاقِكُم ومَناقِبِكُم الإنسانية الاجتماعية، وفي التزامِكُم التوحيديّ والأخلاقي.
إنَّ هذه الأمور غيرَ مُستَغرَبَة فيكم، لما تتمتّعونَ بهِ من قِيَم مشهودٌ لكم فيها، ويُجاريكُم في هذهِ الصِفاتِ الحميدة.
أهلُنا في بلدةِ عيحا ولا سيّما آل خميس الكرام.
إنَّ اجتماعَنا اليوم ما هو إلّا لإعلانِ انتمائِنا جميعا إلى القِيَمِ المعروفيةِ الجليلة، وإلى العاداتِ والتقاليدَ العريقة التي سارعليها أهلُنا مِن قَبلِنا، وليسَ لنا إلّا أن نُراعيها ونحترِمَها ونعمَلَ بها حفاظا عليها، وحِفظا لما أورَثَنا إياه سَلَفُنا الصالح. إنَّ خُطوَتَكُم المباركة، أيها الإخوةُ الأكارم، المكلَّلَة بالتسامُحِ والصفح، وبالصُلح والتصالُح، إنما تدُلُّ عن نُبل وحُسنِ سَريرَة، ورِفعَةِ شأن وقوّةِ إيمان، وأنتم على ذلكَ مشكورينَ ومحمودين.
أيها الإخوةُ الأفاضِل جميعا ،
لكم تعازيَّ الحارّة وتعازي عموم أهالي عيحا، طالبينَ الرحمةَ لفقيدِكُم وحُسنَ العزاءَ لكُم، والصبرَ الجميلَ على مُصابِنا جميعا. فالخِسارةُ واحدة على العائلتين، آل كريدي وآل خميس، وعلى البلدَتين بقعسم وعيحا، ولا يُمكِن تعويضُها إلّا بالتِزامِ الإيمانِ والتمَسُّكِ بمبادِئِ العقيدةِ التوحيديّة.
وأخيرا ، بإسمي وبإسم أهالي عيحا عامة، وبصورة خاصة آل خميس، أشكرُكُم بكلِّ امتنان لموقفِكُم النبيل، الذي يُعَبِّرُ عن أصالَتِكُم الإنسانيةِ والتوحيديّة، راجيا من الله تعالى أن يُبعِدَ عنكُم وعنا الخطل وساعةَ التخلّي، ويُجَنِّبَنا جميعا كلَّ مكروه.
كلُّ الشكرِ والإمتنان للشقيقة سوريا بقيادة الرئيس بشّار الأسد، وللقيادة الأمنية على التسهيلات لوصولِنا إلى هنا. ولا يسَعُني إلا أن أشكُرَ سماحةَ الشيخِ الفاضل أبو نبيل سليمان كبّول والشيخ أبوعبدالله سليمان مسعود على جهودِهِم ومساعيهِم لإنجازِ هذا اليوم المبارك.
عوّضَ الله بسلامَتِكُم جميعا وعظَّمَ أجرَكُم، وإنّا لله وإنّا إليهِ راجعون، والسلامُ عليكُم”.
داوود
وكانت كلمة للشيخ أبو وسيم داوود حمص شكر فيها الداوود والشيخين كبول ومسعود على مساعيهم لإتمام هذا الصلح المبارك ونبل وأخلاق مشايخ وأهالي بقعسم وكل من سعى وعمل لإتمام هذا اللقاء المبارك.
أبو خليف
بدوره شدد عضو القيادة القطرية في حزب البعث العربي الإشتراكي د.عادل أبو خليف على “أهمية العلاقات التي تجمع أهلنا في لبنان وسوريا والمواقف البطولية والوطنية على مر التاريخ، وثمَّن مواقف أهل وادي التيم في لبنان إلى جانب سوريا وأهلها، وبارك إتمام هذا اللقاء الذي يعبر عن وحدة تضامن ومحبة وتسامح بين الشعبين السوري واللبناني”.
الكريدي
وأثنى الشيخ ذياب الكريدي بكلمة له بإسم عائلة آل كريدي على حسن النوايا ومساعي المشايخ والخيرين بالحفاظ على العلاقات الأخوية والروابط التي تجمع الموحدين الدروز في لبنان وسوريا.
كما كانت كلمة لسعدو الكريدي تحدث فيها بإسم أهالي بلدة بقعسم، وشدد على ضرورة الإبتعاد عن الخلافات والمشاكل والتشبث بعادات وتقاليد أهالينا والسعي دوماً لعمل الخير وتقريب النفوس من بعضها البعض.
وإستكمل الداوود والوفد المرافق جولات في بلدات قلعة جندل وعرنة.