قلبي الطّفل يا طير مستنّيك

حسن عليّ شرارة

بطفولتي.. عَرْبَشِتْ عَ شجرة بالوعر.. وشلتْ من العشّ عصفور زغير.. وكان عندي علبة بسكويت تنك عملتها قفص.. فتحت فيها شبابيك.. حطّيت بقلبها قشّ.. وشكّيت فيها قضبان. وصارت بيت للعصفور..
كنت طعميه الصّبح، وحطِّللو أكل يكفيه لإرجع من المدرسة، وكنت كبّ ميّ ع كفّي وشَرّبو..
أحيانْ كنتْ أنطر تَ يجوع، وروح صيّدلو حراقص وحشرات.. وكنت حطّو عالأرض بعيد عنّي.. ولوِّحْلو بإيدي وزقزقلو بتمّي.. كان يطير طيران لعندي، لأنّي كنت طعميه الحَبّ بكفّي.. وهيك تعوّد كلّ ما لوِّحلو بإيدي يركض لعندي..
ريّش وصار يطير بالدّار وبالجنينه.. بس وقت زقزقلو ولوِّحلو يرجع يغطّ ع كتفي..
ويوم من الإيّام طار وغطّ ع شجرة حدّ بيتنا، وغطّ جنبو عصفور، زقزقو مع بعضهن، وطارو سوا.. زقزقتْ للعصفور.. حاول يرجع، زقزقولو هوّي.. تركني وراح، ظلّيت من فترة لفترة إسمعو عمّ يزقزق بالجنينة، زقزقلو يقرِّب شوي ويروح.. وبعدين اختفى.. وبعدني لهلق عم دوّر عليه!
قلبي الطّفل يا طير مستنّيك*تا ترجع وكفّي معك سيري
خلّيك عندي بالقفص مأسور*أَسْرَكْ معي أفضل إلك بكتير
ما تكون عايش حرّ مع غيري
حسن عليّ شرارة