وداعا عبد القادر (يرحمك الله) يا قلم طرابلس الحر

 

بقلم أخيك الشيخ مظهر الحموي

كم هو مؤلم وشاق أن ينقاد اليراع لأناملنا كي نسطر مشاعرنا وذكرياتنا الانية مع من نحب حيث تضطرم اللحظات المتأججة حبا وعرفانا ووفاء.
والأكثر إيلاما ومشقة وضنكا ، أن نطوع هذا اليراع لإستذكار سيرة عطرة لحبيب غادرنا، فننتزع من أفئدتنا شهقة الأسى والدمع العنيد، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ولكن ماذا في إستطاعة هذا القلم أن ينتضي ويمتشق منتصبا لينفث معنا زفرات حرى ملتهبة نحو رفيق الدرب والتقوى أخي وصديقي وزميلي الاستاذ عبد القادر الأسمر ( أبو ماجد ) رحمه الله.
عذرا يا إخوتي ، فقد أربد المداد وأبى أن يسيل ، وذلك شفقة منه عليّ ولكي أهدئ من روعي ، وأخلد الى بعض السكينة والوقار ، فمهما كان الأمر جلل إلا أن الإيمان بقضاء الله أكبر وأجل .
لكن الفؤاد ينفطر يا أحبتي على من كان لي طوال عدة عقود رحلة عمر إلتصقت بوجداني ، واخوة وزمالة ما إنداحت من مخيلتي ، فظللت أحيا بها وأحيا معها وهي التي ما غادرتني لأنها أسيرة كياني.
وتنداح في ذاكرتي صورة الصابر عبد القادر الذي استشهد ولده ماجد ( رحمه الله ) الذي كان في سلاح الهندسة وهو يفكك عبوة ناسفة من مخلفات العدو الإسرائيلي كنا نبكي عليه وكان عبد القادر بصمته وتأمله كأنه يعلمنا دروسا في الصبر والتسليم بقضاء الله.
ولأستذكر أيضا وقفات من تاريخ الراحل الناصع بالعصامية حيث كان يشهد له القلم بالسيادة والريادة وكان صداعا بالحق صاحب الكلمة الجريئة ونظافة الكف وشغف العبادة وحبه للناس وحبهم له.
وعفوا إن لم اضف العديد من الألقاب التي إستحقها فقيدنا الكبير الراحل وهي كلها أوسمة فخار إكتسبها بعصامية وصبر وجهاد .
ومزايا تحلى بها عن جدارة دون زيف أو تكلف .. ولكل خصلة منها ميدان حافل بالمعاناة والإخلاص توسلهما راحلنا الحبيب بدأب وهمة حتى إرتقى إليها ففخرت به ونعمت.
ويحار المرء من أين يبدأ، وعن ماذا يتحدث وأي مزية يتناول وأنت تعلم ما يمكن أن تعانيه من كمد وحسرة كلما حاولت أن تستذكر سجلا حافلا باطيب الذكريات واجمل اللحظات وامتع الاوقات ، فترتد مخيلتك
زاهدة بهذه الدنيا الدنية التي لا تدعك تهنأ مع احبتك إلا لماما.
لقد تركنا ابو ماجد ورحل الى الرفيق الأعلى أرحم الراحمين وبقيت وحدي ألملم طيف إبتسامته من هنا ، وجلجلة ضحكته من هناك ، وملامح صورة لإنسان يحب طرابلس وأهلها ويحمل هموم المسلمين ، مقطب الجبين متهدج الصوت ، يهز رأسه محوقلا لما وصلت الامور إليه.. فتعتريك سحابة من المشاعر المضطربة
– تسليم بقضاء الله ..
– تدعو له بأن يرحمه الله ويسكنه فسيح جنانه
– ثم تدعو الله ان يلهمك مع اهله الصبر والسلوان
– تغتبط انه قد إرتاح من ضنك الداء والدواء
– ثم تألم لأنين أهله وإخوته ومحبيه وتلامذته برحيله وفقدانه
وتستشعر أن فلذة من روحك إقتطعت وهيهات هيهات أن تبرأ من ألمك
رحمك الله يا عبد القادر وقد شاء الله ان تغادرنا في أفضل أيام الإسبوع في يوم الجمعة فكان الوداع هدارا لأن الكل بكى عبد القادر
وماذا اقول فيك اكثر أبا ماجد فقد قصرت في تعداد مآثرك ومزاياك
فأسأل الله أن يتغمدك بواسع رحمته ورضوانه ، ويسكنك فسيح جنانه ويلهم اهلك وذويك الصبر والسلوان
ولن نقول وداعا بل الى اللقاء لأن روحك باقية معنا
اخوك الشيخ مظهر الحموي

شاهد أيضاً

أفرام: “اقتراح قانون مع زملاء لتأمين تغطية صحية واستشفائية فعلية ولائقة للأجراء من خلال إتاحة خيار التأمين الخاص”

كتب رئيس المجلس التنفيذي لـ”مشروع وطن الإنسان” النائب نعمة افرام على منصة “أكس”: “نظراً للآثار …