*سقوط الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة*

*موالدي لـ”كواليس” : الهيمنة الأميركية لم تعد حالة حتمية بل أصبح وجودها غير مبرر ومكلف مع تنامي وتعاضد محور المقاومة*

*متابعة – أحمد موسى*

*الكثيرُ من التحدياتِ متربصٌ بكلِّ المنطقة، خاصة وان المتغيرات الدراماتيكية داخل الإدارة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط بدءا من أفغانستان مرورا بسحب بطاريات الباريوت من السعودية سيصيب الوجود الأميركي سقطة في الرحيل عن المنطقة، من العراق وسوريا وغيرها، فما هي القراءة الإستراتيجية لتلك التطورات وفق الناشط السياسي “محمود موالدي” لمجلة “كواليس”.*

وتابع موالدي، إذا كانت الإستراتيجية تعبر عن خطط طويلة المدى وفكرة موحدة الأركان تعمل على تحقيق مصالح محددة ذا مهارة عالية وإستخدام ذكي لكل العوامل السياسية والعسكرية وحتى وفرة أو نقص الموارد، فإن سقوطها يعتبر فشل إستراتيجي ينتج عنه إنهيار لمنظومة سياسية برمتها، لقد فقدت الولايات المتحدة الأمريكية أهم عوامل ضامنة لنجاح إستراتيجيتها في المنطقة والتي كانت تبني بها منذ عقود وحققت مكتسبات باهرة، إلا أنها قد فقدت التعامل مع الأحداث الغير مدرجة بطريقة إستراتيجية بل تعاملت معها بردات فعل مزدوجة، لقد غاب عن أمريكا التعامل مع التطورات بحس القيادة فكانت المحرك السياسي النائم في أمجاد انتصارات هوليوودية فارغة، شابت حركتها السياسية الركاكة دون التسارع، ليبزغ عصر سياسي جديد يحمل أقطاب جدد بشكل متنوع وعابر للأيديولوجيات الغابرة، فالكل محكوم بالنفوذ والمصلحة، فمنذ الحرب على سورية بدأ الحراك الإستراتيجي لقطب العالم المصطنع بالتكشف مرورا بتغيير أدواته والاستعانة ب”الحركات الراديكالية” في مصر وتونس ثم استمرار الحلب المالي من ممالك ودول الماعز العربي وفوعات الإرتجال السياسي ماسمي ب”صفقة القرن” وصولا للحالة اللبنانية وشموله الحظر العدواني على دول محور المقاومة ومواربتها المرتبكة في أفغانستان ثم كسر الحظر بقرار القدرة لسيد المقاومة وتعاضد المحور كان إنعكاسا هاما لسقوط الإستراتيجية الأمريكية، لم يعد الإيماء الأمريكي قدرا، ولا هيمنتها حالة حتمية، بل أصبح وجودها بحد ذاته في المنطقة وهذا برأي الباحثين الأمريكيين غير مبرر ومكلف، لكن الجهد التراكمي الموصوف لدول محور المقاومة وما حققته المقاومة الإسلامية في لبنان كيف سيصرف في ميدان السياسة ؟؟؟،.
من هنا تكمن الحاجة لإشتباك اجتماعي حقيقي يعمل على توضيح مسار الصراع والعمل على تمكين الجبهة الداخلية، إن دوافع الغرب المستعمر تحسب بحسب غياب القدرة والتمكين، واستحضار القدرة بحاجة لعوامل عديدة منها اليقين بالقضية وأحقيتها مربوطا بالحسابات السياسية الصحيحة والجهوزية التامة لكل متوقع وغير متوقع ثم الإبداع في فن القيادة وممارسة نهج العادلين.. و”سيبقى القرار مقاومة”.

شاهد أيضاً

غزة وحراك الجامعات الامريكية. الشعوب تتحد وتنهض لوأد العالم الانجلو ساكسوني.

ميخائيل عوض تطورت تشكيلات الوحدات الاجتماعية للبشرية ارتقاء من الجماعات البدائية في المشاعيات الى العائلات …