عدنان أبو دلة يتحدث إلى “كواليس” عن هموم 7 بلدات في قضاء صور:

نعيش الإنتداب الصيداوي في ملف مفتي صور والشيخ الحبال من خارج المنطقة

نطالب بوزارة خاصة للأراضي المحتلة من قبل العدو الإسرائيلي

 

كتب محمد خليل السباعي:

متواضع إلى أبعد الحدود، يحمل في جعبته، هموم سبع بلدات، متواجدة جغرافياً في قضاء صور، تشكل بلدة يارين عاصمتهم، لكونها الأكثر عدداً، سني الهوى، لبناني الإنتماء، قلباً وقالباً عروبي، ناصري، مقاوم أصيل، ولا يخفي ذلك أبداً، لأنه عفوي في كلامه، يقول كلمة الحق، ولو على رؤوس الأشهاد، أسس جمعية “مجلس أعيان ائتلاف الخير”، لبلدات يارين، مروحين، البستان، الظهيرة، الزلوطية، أم التوت، ويشكل عدد ناخبي أبناء الطائفة السنية الكريمة، حوالي 20 ألف ناخب، ويقترع منهم ما بين 60 إلى 70%، في الإنتخابات النيابية والبلدية والإختيارية، وتأسست الجمعية عام 31/3/2012، تحت علم وخبر رقم 529، وسُجِّل أسماء أعضاء الهيئة الإدارية الجديدة لها، في المديرية العامة للشؤون السياسية واللاجئين، تحت رقم 1191/4، تاريخ 11/1/2021.

عدنان أبو دلة، يتحدث إلى “كواليس”.

 

المقصود في هذا الكلام، رئيس جمعية مجلس أعيان إئتلاف الخير” وممثل الجمعيهتجاه الحكومة السيد عدنان أبو دلة، الذي تحدث إلى كواليس فقال: “إن الجمعية خيرية ذات منفعة عامة، ولا تتوخى الربح، تعنى بشؤون أبناء بلدات قضاء صور عامةً، ولكن بوجه خاص بلدات يارين، مروحين، الضهيرة، الزلوطية، البستان، وإم التوت، الواقعة على الشريط الحدودي لفلسطين المحتلة. وتقوم الجمعية بعدة نشاطات خيرية وإجتماعية على هذا الصعيد، ومن ضمنها إحياء مناسبة يوم الشهيد في بلدة يارين، حيث قامت بتكريم شهداء مجزرة ٢ تموز ١٩٧٧، والتي قام بها العدو الصهيوني وعملائه، مستهدفين أهالي بلدة يارين العزل، بالإضافة إلى تكريم معلمي الأجيال، الذين تقاعدوا من المدارس الرسمية في بلدة يارين، في احتفال مركزي حيث وزعت الدروع التكريمية عليهم،لبلوغهم السن التقاعدي.

أضاف أبو دلة: “ومن منطلق الحفاظ على ديمومة الواقع الجغرافي لبلدة يارين، تم إصدار فيلم وثائقي بانوراميك، تضمن تصوير المباني التراثية والطرقات الرئيسية والفرعية ومداخل البلدة، بهدف تذكير الأجيال بأرض الأجداد التي ورثوها عنهم،وتاريخهم الذي سيتناقله الأبناء ليصل إلى الأحفاد، للمحافظة على إرثهم وحقهم وتراثهم الوطني، كما بهدف تذكيرهم بالشهداء والجرحى، الذين قدموا الغالي والنفيس، تحت عنوان “لأبي ولأمي ليارين الأم”.

تابع أبو دلة: “وأقيم في البلدة إحتفال مركزي، بمناسبة الإسراء والمعراج، وعيد التحرير من الإحتلال الصهيوني، برعاية دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث شارك فيه مفتي صور الشيخ مدرار الحبال،ومفتي صور الجعفري القاضي حسن عبدالله، المطران شكر الله نبيل الحاج،بالإضافة إلى شخصيات فكرية وثقافية وأدبية وعلمية وأكاديمية. كما نُظمت ندوة فكرية تحت عنوان “الحسين في الفكر الإنسانيشارك فيها رجال دين مسلمين ومسيحيين، وفاعليات وشخصيات حزبية ونقابية وتربوية وأكاديمية وجامعية، وأكدت الكلمات على اعتبار شهادة الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام، في واقعة كربلاء، تشكل مساحة فسيحة للتلاقي والوحدة بين جميع اللبنانيين خاصة والمسلمين عامة، وقد فتح سجل ذهبي خاص بالجمعية، حيث وقع العديد من الشخصيات عليه، ومنهم رئيس المنطقة التربوية في الجنوب باسم عباس، الأب وليم نخلة ممثلا راعي أبرشية صور وتوابعها للروم الملكيين الكاثوليك المطران ميخائيل أبرص، الشيخ بسام أبو شقير، ممثلاً جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية”  وسواهم.

جزء من الأراضي لبلدة يارين المحتلة من العدو الإسرائيلي.

 

تابع أبو دلة: “ولقد كُرِّمت الكتيبة الفرنسية، العاملة ضمن قوات الطوارئ الدولية، (اليونيفل) بفعل تقديماتها للبلدة،حيث زودت المدرسة الرسمية في بلدة يارين،بمولّد كهربائي خاص، في احتفال أقيم بهذا الخصوص. ومن منطلق ترسيخ المواطن بأرضه ومفهوم الحفاظ على الأرض، وزعت العديد من أشجار الصنوبر المثمر والخرنوب واللوز وسواها، على أهالي بلدة يارين وطلاب المدارس الرسمية، حيث تمت زراعتها أمام منازلهم، كي لا ينسوا ارتباطهمبأرضهم الحالية، وأيضاً بأرضهم المحتلةمن قبل العدو الإسرائيلي، داخل فلسطين المحتلة، الذي ضم أجزاءً كبيرة من البلدة،والتي تقدر بآلاف الدونمات.

أضاف أبو دلة: “وفي هذا السياق، أبرزتوثائق ومستندات تثبت ملكية هذه الأراضي، التابعة لبلدة يارين، منذ أيام الإنتداب الفرنسي، ومنها يعود لعائلة أبو دلة،وتحديداً المنطقة المسماة (وادي أبو محمد) الذي هو جدي، عربين، النواقير، خربة إدميت، صنوع العسل وخربة كاركارا، وقدمتُملف بخصوصهم إلى الجهات المعنية، قبلعشرون عاماً في وزارة الخارجية والمغتربين،برقم ٣١A بتاريخ      ٧/٤/٢٠٠٠، لمطالبة المحافل الدولية والعربية باسترجاع الحقوقالطبيعية المشروعة لأبناء بلدة يارين، ولكن “لا تندهي ما في حدا. في المقابل تم تشكيل لجنة للمالكين في العام ١٩٥٦، برئاسة علي بك سلام، ونائب نقيب المحامين في حينه في بيروت دعيبس المر، بهدف إطلاق حملة وطنية، تطالب باسترداد الأراضي المحتلة،ومن هنا ندعو إلى تشكيل محكمة عقارية دولية، وإلزام الأمم المتحدة للعدو الإسرائيلي،بالتعويض عن كافة الأضرار التي لحقت بالأراضي وأصحابها، من الناحية المعنوية والمادية، إحتلال الأرض منذ العام ١٩٤٨، من قبل العدو الإسرائيلي، الذي استولى على عقاراتهم عنوةً، وضمها للداخل المحتل في فلسطين المحتلة“.

أوضح أبو دلة: “ونطالب الدولة اللبنانية متابعة هذا الموضوع، مع أهالي المنطقة،والحصول على مستندات التملك، من أجل تثبيت حقوقهم الطبيعية المشروعة، لدى الأمم المتحدة والمطالبة بها، ولا بد من إنشاء وزارة خاصة على غرار وزارة المهجرين، للمطالبة بتلك الأراضي المحتلة من قبل العدو الإسرائيلي”.

أضاف أبو دلة: “وإن معاناة أهل المنطقة،لم تنتهي عند هذا الحد، بفعل العدوان الإسرائيلي على بلدة يارين، واحتلاله لأراضي شاسعة منها، لكن بتاريخ ٢١/٩/١٩٣٩ ونشر بالجريدة الرسمية بتاريخ ٧/١٢/١٩٣٩، عندما فرض الإنتداب الفرنسي،زراعة التبغ على أهالي المنطقة، بمرسوم موقّع من الرئيس الراحل إميل إده، وأمين سر الدولة عمر بيهم، وتم بالجدول الملحق بالمرسوم تحديد أسماء القرى والبلدات،التي عليها تسليم محصول التبغ إلى المحافظ أو قائمقام المنطقة، وتعتبر هذه الزراعة بمثابة حكم مؤبد بالأشغال الشاقة،على المواطنين بسبب انتمائهم القومي العربي، ورفضهم المطلق للإحتلال الفرنسي،وإنشاء دولة لبنان الكبير في العام ١٩٢٠.

أوضح أبو دلة: “وتابعت الدولة اللبنانية،دور الإنتداب الفرنسي لناحية الإعتماد على هذه الزراعة الشاقة، بغير مردود مادي كافٍ،بالإضافة إلى حرمان المزارع، من الضمان الصحي والشيخوخة، واستلام إدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية الريجي،المحصول بأسعار متدنية جداً، ولا تكفي قوت المزارع وعائلته، كأنما فرض عليهم هذا الأمر منذ الولاده وحتى الممات، دون مساعدة الأهالي على إيجاد زراعات بديلة، تفيد المزارع والاقتصاد الوطني عامةً، لخصوبة الأرض وتكيفها الطبيعي مع الكثير من الزراعات المفيدة.

أضاف أبو دلة: “وما نزال نقدم المساعدات العينية، من مواد غذائية وطبية، لسكان بلدة يارين، إستناداً لجداول منقحة للعائلات المحتاجة، وللعائلات السورية المقيمين فيها،والمسجلين لدى اللجنة الإجتماعية التابعةللجمعية، وتمت مواكبة جائحة كورونا،حيث أنشأت لجنة خاصة قامت بتوعية أهالي البلدة والجوار، بمخاطر فيروس كورونا، وقدمت المعقمات واللوازم الوقائية الشخصية، بالإضافة إلى التواصل مع عدة جهات وسفارات عربية وأجنبية، لتأمين أسرة ومكنات أوكسجين للمراكز الصحية العاملة في البلدات السبعة، ولقد ساهم عدد من الأصدقاء والمتبرعين، بتأمين الأدوية لكبار السن، وحصل تعاون مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وعليه نشكرالسيد فهد القناص، لاهتمامه بهذا الملفالإنساني والخيري والإجتماعي”.

الإنتداب الصيداوي

رداً على سؤال حول عدم تعيين مفتيلمدينة صور ومنطقتها من أبنائها، قال أبو دلة: إن مدينة صور عريقة وأصيلة ومتجذرة مع البلدات السبعة، ذات الوجود من أبناء الطائفة السنية الكريمة، منذ سنين طويلة، ولا خوف عليها، لأن طائر الفينيق انطلق منها نحو العالم، وهي مدينة الكرامة والمقاومة، والإمام المغيب موسى الصدر، الذي كان إمام الفقراء والمحرومين، وما أحوجنا اليوم إلى وجوده بيننا، ففي الليلة الظلماء نفتقد الإمام موسى الصدر“.

تابع أبو دلة: “ونقول لماذا ندور في حلقة مفرغة، وهل يعقل أن يبقى منصب مفتي صور ومنطقته من خارجها، وفي المرحلة السابقة كان الشيخ الراحل محمد صلاح دالي بلطة، وحالياً الشيخ مدرار الحبال،وكلاهما من مدينة صيدا، فلذلك قلنا بأننا نعيش في زمن الإنتداب الصيداوي، في ملف المفتي السني الشرعي لمدينة صور ومنطقتها، رغم وجود شخصيات دينية وكفوءة وذات رصيد فكري وعلمي، لتتبوء هذا المنصب الديني، وكما يقول المثل أهل مكة أدرى بشعابها. وعليه جرت مراجعات عدة مع مفتي الجمهورية السابق الدكتور الشيخ محمد رشيد قباني، وقام في حينه،وفد كبير من الفعاليات البلدية والمخاتير والجمعيات الأهلية، وأطياف من المجتمع المدني، وأبناء المنطقة من أصحاب المهن الحرة، بعقد لقاء موسع في بهو دار الفتوى،مع المفتي قباني، مطالبين بضرورة وجود مفتي أصيل لمدينة صور ومنطقتها، من أبنائها العلماء والمشايخ الأجلاء، ولقد طلب المفتي قباني، التريث في إنجاز هذا الملف،رغم تأكيده على حق أبناء المنطقة، بأن يستلم أحد مشايخها هذا المنصب الديني، وإن تصحيح هذا الخلل الفادح، يكون بتكريس الوحدة بين أبناء الطائفة السنية الكريمة.

ختم أبو دلة: “وتم توجيه خطاب بنفس الخصوص، إلى المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان، شُرح فيه الوضع العام لدار إفتاء صور، كون الشيخ مدرار الحبال، قد تم تعيينه بصفة مؤقتة وقد تم تزويده بلائحة رسمية، موقعة من رؤساء البلديات والمخاتيروالجمعيات ومشايخ مدينة صور ومنطقتها، إلا أنه لم يتجاوب أبداً، أو يكترث لهذا الموضوع، ممدداً الوصاية الصيداوية على هذا الملف، ولا أدري ما إذا كان المطلوب، هو الوصول إلى لغة الشارع للحصول على حقوقنا المشروعة والطبيعية، كما حصل فيمدينة طرابلس.

شاهد أيضاً

لا تثق

بقلم فايز ابو عباس. / الخيام لا تثق بمن بنى القصور .. قلاعا وغدا … …