الحزنُ جميلٌ جدًّا والليلُ عديمُ الطّعمِ بدون هموم!

🙏🌹🌺🌼💐🌸🌷💐🎋

حسن عليّ شرارة💝

تيتّمت المرحومة والدتي وهي طفلة، وتغرّبت عن أهلها وهي صبيّة، وكانت تقضي الوقت حزينةً ساهمة، وكنت أساعدها في مشاغل البيت، في الخبز، والغسيل، وإشعال النّار للطّبخ، وكان بدائيّا على الموقدة قدّام المنزل؛ فترسلني لأجمع لها الحطب والعيدان والقشابير من البريّة، والماء من عين الضّيعة، وطالما كنت أسمع غناءها الحزين الموشّح ببعض الدّموع، وأنا ألزّ تحت الموقدة، وهي تنوح، وتَحْدي:
يا حـاديَ العـيس سـلّـم لـي عـلى إمّـي
واحكي لها ما جرى، واشكي لها همّي
لم أكن أفهم كلماتِها، ولكن عدوى الحزن كانت تجتاحني، وهي تغنّي الفراقيّات هذه. وبصراحة عشقت ذلك الحزن الشّفيف، والشّجن الرّهيف، الخالي من العتب والنّقمة، والمحفوف بالرّجاء، وصرت أبحث عنه، وأفتقده.
وحين ذهبت إلى العراق رحت أستمع إلى ألوانٍ من الغناء العراقيّ، وإذ بروح أمّي تنبثق منها.
مضى أكثر من نصف قرن على تلك الذّكريات، ومازلت أغالب دمعي حين أسمع (عليمن يا قلُب تعتب عليمن)..
فيعود لي العراق وقد ارتدى ملامح أمّي الحزينة..
مو حزن لكن حزين:
يا حزن ياريت أعرفك
كنت اسوّيلك حديقة ياسمين
وممشى من كاشي الفرح
قدّام بيتك!
يا حزن يا ريت أعرفك
وين تسكن
كنت أقول لك لا تجيني
وتمشي كلّ هاي المسافة
آنه وحدي كان اجيتك
يا حزن وحياة حزنك ما عرفتك
كنّك مغيّر مشيتك
حاطّ ريحة رخيصة كلِّش
يا رخيص شكًد بكيتك!
****
فيا ربّ..
أرجع اللّحن عراقيًّا
وإن كــان حزييين.
طابت ليلتكم

 

شاهد أيضاً

ضاهر:” تمنى على الأحزاب المسيحيّة الأساسيّة وقف السجالات العدائية “

تمنّى النائب ميشال ضاهر على “الأحزاب المسيحيّة الأساسيّة”، وقف “السجالات العدائيّة في ما بينها، وإيلاء …