الديمقراطية لعبة حلوة أم كذبة أحلى

د. سلمان صبيحة


” الديمقراطية الإلكترونية.”
يعتبر مصطلح “الديمقراطية ” من أكثر المصطلحات المثيرة للجدل
و يقول البعض أن هذا المصطلح ربما يكون الأكثر تداولاً في العالم ،.حيث حظي “بتطبيل وتزمير ” العديد من الفلاسفة والمفكرين والسياسين وغيرهم ونشأت لأجل هذا المفهوم مدارس ومذاهب جدلية وتيارات متنوعة لدراسة هذه الظاهرة الخلافية العميقة والمستمرة منذ ظهور هذا المفهوم و حتى تاريخه وبناءً عليه ظهرت تسميات لأنواع و أشكال مختلفة من الديمقراطيات أهمها :

  • الديمقراطية الليبرالية – الديمقراطية الشعبية – المركزية الديمقراطية – الديمقراطية المركزية ….وغيرها من التسميات ، حتى ذهب البعض أبعد من ذلك و أطلق عليها اسم ” ديمقراطية الديكتاتورية أو الديمقراطية القمعية او ديكتاتورية الديمقراطية أو ديمقراطية الأفاعي أو ديمقراطية الوحوش و ديمقراطية النعاج….إلخ.”.وكذلك تغلغلت كلمة الديمقراطية حتى دخلت ضمن التقسيمات الفكرية والإجتماعية و السياسية و الإقتصادية المتعددة وكلٌّ فهم هذا المصطلح على هواه حتى ظهرت مفاهيم عجيبة غريبة مثل : أنا أو لا أحد – من ليس معي فهو ضدي – أنت قل ماتريد وأنا سأفعل ما أريد ….إلخ.
    في مرحلة الحرب الإرهابية العالمية التي شُنّت على سورية ظهر مفهوم
    ” الديمقراطية الإرهابية ” الذي أجاز استخدام ديمقراطية الذبح و القتل و التقطيع وأعطى مشغلي الإرهابيين في سورية للقتلة حرية خيار قتل الناس المدنيين العُزَّل بسكين أو بساطور أو رميهم من فوق الأسطح أو الشرفات أو حرقهم بالفرن أو بنار عادية أو بقطع الرؤوس أو بإطلاق النار عليهم …كانت الديمقراطية الإرهابية تُمارَس بأبشع صورها عبر اغتصاب النساء والفتيات و بَقْرِ بطون الحوامل و ذبحِ الجنين و تعليق الرؤوس على مداخل المدن والبلدات لإرهاب الناس و كسر إنسانيتهم.
    في الغرب الإمبريالي أسموها ” اللعبة الديمقراطية “و كأنها كرة قدم و الجميع يلحق بها ويركلها ليُسجل الأهداف على الخصوم. ديمقراطية أمريكا تعتمد على إعطاء الدول الأخرى والشعوب حق إختيار كيفة القتل والموت .
    لقد ظهر العديد من معارضي الديمقراطية الغربية قائلين : لا نريد الديمقراطية كونها حكم الغوغاء حيث يمكن لواحد وخمسين في المئة من الشعب إستلاب حقوق 49%
    نابليون بونابرت قال:
    ويلٌ للعالم حين تصبح بربرية الديمقراطية الأميريكية سيدة العالم.
    رنيه ديكارت صرح بأن الشيء المقرف في الديمقراطية أن تضطر لسماع الأحمق ، أما جورج برناردشو قال : الديمقراطية لا تصلح لمجتمع جاهل لأن أغلبيةً من الحمير ستحدد مصيرك.
    أما الآن إذا نظرنا للديمقراطية بشكلها التقليدي ومفهومها السطحي من مرحلة العبودية البدائية المتخلفة و استغلال قوة و عضلات الإنسان بشكل ديمقراطي بقوة ” السوط ” لبناء رفاهية مالكي العبيد و الأسياد إلى المرحلة الحالية التي يمكن تسميتها مرحلة العبودية المتطورة لعقل و دماغ الإنسان و استخدام الذكاء الصناعي لعصر دماغ الإنسان لأقصى درجة ممكنة عبر جلدهم بوسائل إلكترونية و تقنيات متطورة عبر فراخات تكنلوجية على مدار الساعة لتحويل البشر الى دمى آلية “روبوت” يتم تحريكها عبر الريموت كونترول ضمن غرفة شيطانية مظلمة سوداء تقود العالم بالخفاء عبر شرائح إلكترونية أو لقاحات إلكترونية تجعلك تختار كل شيء بشكل ديمقراطي ممنهج بحت وفق تطبيق خاص لكلِّ فرد أو مجموعة ليشكل ما بات يُعرف بنظام القطيع الرقمي إذا صاح السيد ” مالك العبيد الجديد ” القابع في الظلام “ماع ” رد الجميع بشكل ديمقراطي بحت وبصوت واحد “ماععععع ” ، هذا النظام بإعتقاد بعض المحللين سيكون باكورة عمل أجهزة الإستخبارات الإمبريالية الأميريكية و الصهيونية السرية المشتركة و مراكز أبحاثها ومختبراتها المشبوهة لقيادة العالم من خلال نظام إلكتروني افتراضي “ديمقراطي متوحش” ، يكون شعاره في المرحلة القادمة : خُلِق ليفترس ديمقراطياً .
    بعد كل هذا هل الديمقراطية لعبة حلوة أم كذبة أحلى ؟؟؟
    بالتأكيد لكلٍّ منّا قناعته في هذا الموضوع … لكن من المؤكد وكما يعتبر البعض أنه لا وجود للديمقراطية المثالية على أرض الواقع في أي مكان ولن يكون لها وجود مطلقا”… الديمقراطية بتجرد هي كلمة حلوة لايجوز إعطاؤها إلّا لمن يعرف تماماً معناها و يكون جديراً بها و يقدر قيمتها و يعرف متى و كيف يستخدمها…لكن يبقى السؤال المطروح منذ الأزل والذي حير العلماء والمفكرين والفلاسفة
    وهو : الديمقراطية لمن ؟.
    د.سلمان صبيحة.
    19/7/2021.

شاهد أيضاً

صدمة لراغبي الحج بتأشيرة الزيارة| قرار رسمي من المملكة السعودية يبدد أحلام الآلاف

ياسمين القصاص يسعي كثير من المواطنين الراغبين فى الحج إلي تحضير أوراقهم للاستعداد للسفر لأداء …