“تيه”

بقلم ريم الشعار


الآن..
أُغمضُ عينيَّ كي أراك
أمدُّ يديّ لِكَوْنِك المحدّب
أُطبقُ على قلبك بكلتا يَدَيّ، أُرسل هذا النّبض المشحون، هو بعض روحي..
الآن أَشربُ عينيك، كما يليق لنوافذ الرّوح أن تُحتسى..
الآن.. سترتسم غيمة لؤلؤية مترامية الحواف حولك..
وسأسكب كل الجاذبية التي استدعيت في بالون جسدك.
الآن.. سيهتز ماؤك ليطفوَ وجهي بنفسجاً على مُحيّاك ينسكب اسمي في عُصبونات ذاكرتك..
ستسأل نفسك: من أين أتيت.. وقد أُغلقت كل المعابر؟!!
عشتار أنا، هل نسيت؟.
أحمل إليك من العلياء كؤوس خمرتي المعتّقة سنيناً طوالاً في خوابي المعبد..
الآن.. سأهبك الخلود في قلبي.. تحضّر
سأفتح لك خباياه التي لم تتعرف..
طقسي المرنم.. خلاخل الوقت..
قصائد عبادات قديمة.
أنا المولودة المكررة، كل نُسُجٍ لشمس
لا تفترتنجب عشتار مشتهاة لمن يستحق، لا لمن يرغب.
ادنُ، قدرك هذا الاحتراق
ادنُ، قدرك هذا الاختراق.
تجرّدْ..
لُج في قدسيّتي
أنا المنذورةُ لأشبهك
أنا التي وهبتني السماء إليك
سأشبهك لكني لن أكون ظلك..
لِدني سيدي في مقام التجلي.. أنا لك..
لِدني لألدك من ضعفي.. أنت هنا العبد..
لِدني لأُبَرعِم منك كلّ حينٍ قصيدة، شَعرها طويل
تبدو كصوان لكنها في العمق ذاتك..
اسمها من اسمك كل الأسماء العليّة..
سأنكمش لأكون حبة لوز صغيرة تخاتلك على غصن يابس..
أنا التي كنت زهرةً وخبّأتني من العيون..
مدّ يديك
اقطفني.. من غصنيَ المنتظر..
اقطفني.. لأُجفّف دمع النُسُغِ المُنسلّ في خشبيّتي..
ها أنا الآن أتوسّد كفّك..
أُمرّغ خَدِّيَ بباطن راحتيك.
هذه المرة لم نتأخر
كنا حيث يجب
الفراغ بيننا لم يعد فراغاً..
ذاب الزمان ذاب المكان..
لم يعد مُهماً أن أرتّب ياقة قميصك الناصع بأصابعي وأقول لك: أه كم يليق بك هذا اللون يا لون روحي المحبب..
لم يعد كافياً أن ألتقيك بليل عاصف بالبروق، تلتمع عينانا تحت المطر، فأتلاشى بين شفاهك كسفين ليس لها رُبّ.
لم يعد لائقاً بعد كل هذا الوصل.. أن أطالبك بإفراغ وقتك لفراغي.
يدي ويدك في التراب..
دورةَ تحلل وانعتاق..
شكراً شكراً يا أمنا..
قُيِّدَ لنا أن نحتضن أنفسنا، فنجدها طازجةً كإله أخضر..
نطبطب على أرواحنا، فتسير بنا عبر الزمن خيولاً وأيائل..

شاهد أيضاً

الأب بوعبود التقى سفير دولة قطر

زار رئيس المعهد الفني الانطوني في بلدة الداكونة في قضاء المتن الشمالي ،الأب شربل بوعبود …