الحرب المضادة

المرجع المجدّد السيد محمد حسين فضل الله 

إعداد وتنسيق د. علي رفعت مهدي


في مرحلتنا المعاصرة في العالم كله يواجه الإسلام حرباً مضادة في أكثر من جانب من الجوانب ولاسيما أن الحرب السياسية اختلطت بالحرب الثقافية وبالحرب الأمنية والاقتصادية بحيث أن الخطة الاستكبارية في العالم عملت على أساس إسقاط الأصالة الإسلامية على المستوى الثقافي والسياسي حتى في داخل بلاد المسلمين .
فالمطلوب عندهم هو أن يبقى الإسلام إسلاماً يحوطه التخلف من كل جانب، ويخضع للمناهج التي يراد له أن يخضع لها . ولذلك فإننا نلاحظ أن الآخرين باتوا يتدخلون حتى في مناهج التربية لنكتب مناهج جديدة ونعمل بمناهج جديدة على مستوى ما يريدون ، مما يسهل لهم تنفيذ خططهم في السيطرة على العالم الإسلامي من خلال السيطرة على الذهنية الإسلامية . لأننا نعرف أنك إذا أردت السيطرة على أي مجتمع فعليك السيطرة على ذهنيته لأن الذهنية هي التي تُسيِّر المجتمع وهي التي تتصرف في مقدراته وهذه نظرية قرآنية أكدها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز في قوله تعالى : ﴿إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم﴾
غيّر نفسك تغير الواقع … غيِّر نفسك تغير التاريخ…
ولذلك فإنهم يعملون على تغيير الذهنية الإسلامية بحيث تنسجم مع الخطوط الفكرية الغربية من أجل إنشاء إنسان مسلم جديد مشوه الشخصية ، لا يمنحونه ما في الغرب من فضائل وإيجابيات ولا يبقون له أصالة الإسلام… ولذلك فالمطلوب هو إنسان مسلم يعيش سطحيات الأمور، وهوامش القضايا، ولا ينفذ إلى العمق ، يخدع بالكلمات ولا يفكر في الأسس …..
والحمد لله ربّ العالمين .
مكة المكرمة


18/1/2005

شاهد أيضاً

جهاز أمن مطار رفيق الحريري في بيروت يوقف طائرة تحمل عبارة “تل أبيب”

المديرية العامة للطيران المدني في لبنان تطلب من طائرة تابعة للخطوط الجوية الأثيوبية إزالة عبارة …