ادباء وشعراء

إعداد وحوار الشاعرة رانية مرعي

إبراهيم عيسى،كاتب و روائي لبناني من مواليد سيراليون 1984، اتم تعليمه الابتدائي في مدرسة راهبات العائلة المقدسة في بيت ملات ثم انتقل الى بيروت ليكمل مرحلة التعليم المتوسط و الثانوي، لينال بعدها شهادته الجامعية من جامعة الكفاءات في “تكنولوجيا المواد الغذائية المصنعة”، خلال دراسته الثانوية و الجامعية اشترك في عدة دورات و ورش لينال شهادة في التمثيل و المسرح، عمل مع فرقة كركلا العالمية و فرقة راجانا فيدا و فرقة الأمراء الاستعراضية، مما اتاح له الاشتراك في عدة مهرجانات عالمية في الكثير من الدول، اضافة الى العمل في مجال المسرح الاستعراضي و الفيديو كليبات، علّم الفلوكلور و المسرح في الكثير من المدارس اللبنانية كما اعطى دورات تدريبية في الفلوكلور في عدة دول عربية،


أصدر أولى رواياته عام 2014 بعنوان “الى اللقاء قاتلتي” طباعة دار الفارابي، ثم روايته الثانية” لي موعد مع القدر” طباعة دار الفارابي ايضا 2017، و روايته الأخيرة” أم بلا مولود” من اصدار مواهب أدبية.


قدم العديد من الأمسيات الشعرية في لبنان و الدول العربية بالتعاون مع الكثير من الموسيقيين اللبنانيين و العرب،شارك في كتابة عدة اعمال مسرحية، كما أعدّ و قدم برنامجه الاذاعي “أصوات من المجتمع” عبر ” صوت الشعب” 2015-2018.
يشارك الكاتب ابراهيم عيسى في العديد من الحلقات الحوارية الثقافية، و في جلسات نقدية أدبية، الى جانب تقديمه العديد من المناسبات الاجتماعية السياسية و الثقافية، كما له العديد من المقالات في الصحف الالكترونية.


كتاباته تحاكي الإنسانية يسلّط فيها الضوء على الأمراض الاجتماعية المتوارثة وذلك للعبور الى شمس الحقيقة الواحدة.

الكاتب إبراهيم عيسى:

مجتمعنا يخاف من الحقيقة الموجودة في الكتاب

-أعودُ معك إلى البدايات ، كيف اكتشفت موهبة الكتابة لديك؟

الحقيقة أنه منذ الصغر و أنا مهتم بالأدب و الثقافة و القراءة و مادة اللغة العربية كانت الأحب عندي من بين المواد التعليمية الأخرى و أتذكر جيدا أنه بعمر 12 سنة قرأت أول كتاب لي و هو النبي لجبران و منذ ذلك الوقت و هنالك شيء قد تغير الى أن كتبت أول قصيدة لي بعمر الرابعة عشر و بعدها كرّت السبحة و كنت أكتب و أخبىء ما أكتبه كنت أعتبر الكتابة أنها حالة خاصة تعنيني وحدي كجلسة لدى طبيب نفسي أبوح ما بداخلي للورقة التي تحفظ سري الى أن نشرت اول رواية لي ” الى اللقاء قاتلتي” حينها علمت أن كتاباتي ليست ملكي و يجب أن تبصر النور

  • تتراوح كتاباتك بين الشعر والنثر.
    لمَ ركّزت في الإصدار على الرواية وليس القصيدة ؟ هل لأنه كما يُقال جمهور الرواية أكبر أو انّ الفكرة التي تعالجها لا تنضج إلا نثرًا؟
  • الحقيقة هي أنني نفسي لا أستطيع تحديد علاقتي بالكتابة و بالتالي لا أستطيع الاجابة بوضوح عن السؤال لأنني أشعر بأن كلماتي هي ملك أحاسيسي و مشاعري فأنا “أكتب متى أشعر ” و “أكتب ماذا أشعر” اكتب فرحتي و حزني كآبتي و أملي و لكنني أعترف أن الرواية توصل الفكرة أوضح و أسرع و تعطي الكاتب مساحة واسعة ليعبر فيها عن أفكاره و آرائه خاصة اذا كان يعالج بروايته فكرة او قضية معينة فتكون كملعب واسع له يستطيع ان يحترف او يتفنن بكلماته قدر ما يريد.

-حدثنا عن روايتك الأخيرة ” أم بلا مولود ” والصدى الذي تركته بين القرّاء؟

  • هي كسابقاتها موضوع اجتماعي يعالج قضية نسوية تعنى بالمرأة و حق الوصاية على الأطفال عند الطوائف اذ يختلف حق الوصاية بين طائفة او مذهب و آخر و نتيجته او ترسابته النفسية و الاجتماعية لدى الأم و الطفل و روايتي هي امرأة من هذا المجتمع تعاني ما يعانيه هذا المجتمع من قضايا تدميه و تؤلمه، و الحمدالله أن صداها و انتشارها كان جيدا و لا سيما لدى القراء من الجنس اللطيف و هذا ما التمسته من خلال مراسلاتهم معي و هنا يجب ذكر أن الرواية من اصداري الخاص بالتعاون مع وكالة مواهب ادبية التى تعنى بالكتّاب و أعمالهم التي أسسها و يديرها الاديب دريد عودة

-مفردات الشاعر أو الكاتب تشير إلى القضية التي كرّس لها قلمه. ما هي قضيّة الكاتب ابراهيم عيسى؟

  • المجتمع بأكمله الانسان في هذا المجتمع اذا اردنا التوضيح أكثر، كما قلت لك سابقا أن رواياتي الثلاث ذات طابع اجتماعي كل رواية تتناول موضوعا اجتماعيا معيناً، و يهمني ما يعانيه الفرد او الانسان من ألم و وجع بسبب مشاكلنا الاجتماعية ان كانت طائفية سياسية او عقائدية،و لا يخفينّ على احد ان مجتمعنا متصدع الى حد الهشاشة و المرض فكيف لا يؤثر هذا الشيء فينا و في كتاباتنا؟
  • تفاعل الكاتب مع قضايا مجتمعه أمر طبيعي بل هو واجب برأيي لأنّه الأكثر قدرة على نقل أوجاع الناس.
    كيف تعاملت مع الكارثة التي حلّت بالعاصمة بيروت ؟ وهل رويت ظمأ غضبك بكلماتك؟
  • صحيح و لا سيما ان الكاتب عادة يكون مرهف الاحاسيس و رقيق المشاعر و لكنه انسان في النهاية مثله مثل باقي الناس فأنا أُصبت و تأذيت مثل بيروت و أبكي دائما حين أتذكر مشهد زوجتي و ابنتي ذات الايام الاربعة وقتها حين وقعتا على الأرض من جرّاء الانفجار لذلك لم استطع الكتابة كثيرا اذ يبيكني شعوري بأنني للحظة كدت أفقد أغلى ما أملك في الحياة لذلك أظن أنني ما زلت مصاباً و مدمياً،و لكن صدر لي بعض القصائد لبيروت في صحف و مجلّات مختلفة عسى و علّ أن نكون قد أوفينا بيروت و وجعها الحق
  • ” قل لي ماذا تقرأ ، أقل لك من أنت “
    هل أنت من الأشخاص الذين يختارون الكتاب حسب مؤلفه أو انّ المضمون هو بيت القصيد لأنّ الفكرة تعرّف عن صاحبها وليس العكس؟
  • لا أبدا أنا من القرّاء الذين يلاحقون الكلمة الجميلة و المبدعة و التي تمسني من الداخل اذ أنني افضل الرواية التي تشدني الى عالمها و تجعلني اعيشها و الكلمة التي تمس روحي من الداخل بغض النظر عن الكاتب و شهرته و للتنويه فقط ان هنالك كتابا رائعين و مبدعين و لكنهم ليسوا مشهورين لذلك أبحث دائما عن الكلمة المبدعة و ليس الكاتب المشهور
    و لكن دعينا نعترف أيضا أن هناك روائيين و كتاب و شعراء مبدعين و ابداعهم هو سبب شهرتهم
    ……….
  • على من يقع اللوم برأيك في عدم مواكبة الاصدارات الجديدة لكتاب وشعراء جدد ؟ هل هو تقصير بريء أم في مجتمع الكلمة هناك أيضًا احتكارات وتكتلات؟
  • مجتمعنا يخاف من الحقيقة الموجودة في الكتاب لذلك هو على خصام و معاداة معه، نخاف أن نكتشف الحقيقة الموجودة في الكتب الحقيقة الفكرية و الثقافية و الوجودية و نخاف ان تأخذنا هذه الحقيقة و تخرجنا من كنف الطائفة و الطائفية و المحسوبية السياسية فيفقدنا الزعيم بدوره و نفقد من يسيرنا، لأننا في الكتب نكتشف الحقيقة الأسمى، نكتشف الحرية و الثقافة و الفكر المنفتح و نطير الى فضاء المعرفة و هذا المجتمع لا يريدنا أحرار بل مقيدين بسلاسل التبعية العمياء، فمشكلتنا الاساسية هي مع عدم المطالعة و عدم وجود سوق فكري اذا صح التعبير لتصريف اعمال الكتاب و طبعا الى جانب المشاكل التي يعاني منها الكتاب في مجتمعنا مع دور النشر و التسويق و ما الى هنالك هذه المشاكل التي لا يعانيها الكاتب في المجتمع الغربي اذ هناك من يسهل له الطريق كي تصل افكاره الى المجتمع بعكسنا تماماً.
  • ما هي مشاريعك المستقبليّة وهل لديك إصدار جديد قريبًا؟
  • لدى الكاتب مشاريع دائمة و أعمال ورش لا تتوقف طالما هو يشعر فهو يكتب! طالما الفكر يعمل فالقلم بحالة تأهب دائم، الكلمة طيعة تخرج حين نريد و تزين الصفحات متى نشاء، لذلك كل يوم اكتب فيه هو مشروع لرواية او قصيدة جديدة و دائما هنالك جديد، عسى أن يوفقنا الله و يحب القرّاء كلماتنا و نكون عند حسن ظنهم و تطلعاتهم.

-أترك لك الختام بقصيدة تختارها لقرّاء كواليس

ختاما اود أن اشكرك على هذه المقابلة الجميلة و اود شكر مجلة كواليس لاهتمامه بالثقافة و الفكر دائما و أتمنى لكم التوفيق و النجاح الدائم و الشكر الأكبر لقرّاء كواليس الأعزاء الذين اهديهم مقطع من قصيدة :

“نسيان”


اريد النسيان
و أبحث عنك في نفس الآن
أبحث عن النسيان في أزقة الشوارع
في السيارات المارة
في صريخ أولاد الحي
و هم يلعبون….
في وجه فتاة عائدة من المدرسة
في يد طفل يشبك يد ابيه
في وجه المارة العابرين…
في سحابة شتوية حامل
تنتظر مخاضها الأخير
أبحث و أبحث و أبحث
فلا أجد سوى ملامح وجهك
هل أنت و النسيان مرتبطان
الى أجَلٍ غير مسمى؟
متى يلفظك من أنفاسه
أنا تعبت من التذكر
تعبت منك في ذكرياتي
فمتى تملّ منك الذاكرة؟

شاهد أيضاً

أسعار الجنارك تضرب في لبنان (صور)

مع بدء موسم الفواكه الموسمية التي تُعتبر صعبة المنال بالنسبة إلى البعض في لبنان كاللوز …