النبيه أعلن كُفرَه..



فاستلُّوا سيوفكم وإلى جبهات التحرير دُر.



كتب: مالك حلاوي.



لست هنا في وارد الدفاع عن دولة الرئيس نبيه برّي، فلديه عشرات الآلاف من المدافعين على امتداد الوطن وخارجه ولديه (وهذا الأهم) لسانٌ بسبع شفراتٍ من الفولاذ (كما يُقال) وباستطاعته أن يقصقص ألسنة السوء أينما وُجدت، خصوصًا ممن تاريخ ألسنتهم معروفة بأنها تصمت دهرًا وإن نطقت فلا تنطق إلا كُفرًا….



بالأمس قرأ دولة الرئيس ما أسماه اتفاق إطارٍ لترسيم الحدود مع “العدو الإسرائيلي الصهيوني الغاشم الإرهابي المحتل لفلسطين!!!”… لكنه لم يذكر من هذه الصفات سوى “إسرائيل” وبلا قوسين، فاستحق التكفير والهجمة الشعواء.. لكن ممن؟؟؟؟؟



من أوائل الذين دخلوا إسرائيل (بلا قوسين) وتدرَّبوا فيها هم أو آباؤهم أو أجدادهم، وما زالوا يقولون: “لو عاد بنا الزمن لقمنا بنفس الشيء ولحصلنا مجددًا على أسلحتنا من إسرائيل هذه لندرأ عنَّا شرَّ من؟؟؟؟”.. شرَّ فلسطين والفلسطينيين…. ألم يكن هذا تبريرهم يومها؟؟؟  أما اليوم فهم يتَّهمون النبيه بالتطبيع وبالكفر بفلسطين ومعه الثنائي وحلفاء الثنائي وفي رأس القائمة “حزب الله” حزب أكبر عدد من الشهداء فداءً للبنان ولفلسطين وللمنطقة بوجه “إسرائيل” والإرهاب التكفيري.

إن بعض الحلفاء وأنا منهم وخلال قراءة دولة الرئيس للاتفاق (اتفاق الإطار) كنت أسأل نفسي عن سرَّ تكرار كلمة “إسرائيل” بعيدًا عن أدبياتنا باعتبارها فلسطين المحتلة وباعتبار من يحكمها هو العدو الصهيوني… لكن وبعد لحظات من العودة إلى الذات لا أعلم ماذا قال كلٌّ منّأ لنفسه لكن من جهتي قلت بصوتٍ عالٍ:


هذه مسودة أُرسلت إلى رئيس الجمهورية لدراستها ووضع ملاحظاتها أو تعديلاتها للعمل عليها مع الأمريكيين في ترسيمالحدود مع دولةٍ لا تعترف بحدودنا.. ولا نعترف بوجودها… لكن هي ورقة رسمية سوف يجري العمل على إقرارها بالصيغة التي تُرضي الطرفين بتنازلات أو بلا تنازلات لا أعلم، ولكن هكذا ورقة لن تستقيم في حال جاء في نصها أنها اتفاقية بين دولة لبنان و: العدو الصهيوني، أو فلسطين المحتلة أو العدو الإسرائيلي الغاشم… هي ورقة رسمية والكلام على متنها لا بد أن يكون كلامًا رسميًّا لزوم اتفاقية لا تجري مع حليف أو صديق أو جار عادي، بل “اتفاقية مع العدو” ستحمل توقيعه، ليس لكونه صاحب الأرض، بل باعتباره المحتل الذي سيبقى على تعنته ما لم نقم بحرب تحرير تقتلعه من جذوره… هذا رأينا، وإن شئتم أن تكفِّرونا اليوم بناءً على هذه الورقة، فلنقل هذا ما كانت عليه مواقفنا التي تعلمونها ويعلمها العدو قبل الصديق ولكن خلاصة اليوم:



برأيكم هذا إعترافٌ منَّا بالخروج من معادلة المقاومة إلى معادلة التطبيع الجاري في المنطقة… حسنًا:

كفرنا وكفر النبيه، وأنتم لا يوجد ما يُلزمكم باللحاق بنا إلى الكفر والتطبيع مع العدو الصهيوني، من هنا نطلب منكم أن تستلُّوا سيوفكم: سيوفكم أسلحتكم بنادقكم مدافعكم وما شئتم… وإلى الجبهة دُر لتحرير ما تبقَّى من أرض لبنانيَّة، وإن شئتم لتحرير فلسطين حيث المسجد الأقصى وكنيسة القيامة… فهل تفعلون؟

المصدر: مجلة أمواج

شاهد أيضاً

ضاهر:” تمنى على الأحزاب المسيحيّة الأساسيّة وقف السجالات العدائية “

تمنّى النائب ميشال ضاهر على “الأحزاب المسيحيّة الأساسيّة”، وقف “السجالات العدائيّة في ما بينها، وإيلاء …