أدباء وشعراء

إعداد وحوار الشاعرة رانية مرعي

محمد جميل وهبه من لبنان، مواليد بيروت عام 1968، حاصل على بكالوريوس إدارة أعمال في بيروت، شارك في العديد من الأمسيات والتكريمات الخاصة والندوات الثقافية.
له دواوين شعرية مطبوعة وأخرى قيد الطباعة، نذكر منها “روح عارية، همسات قلب، أريج الشوق هادي الحروف “
وكتاب رؤى الروح الذي يتضمن الحكم والأمثال .

كتبت عنه العديد من المجلات والصحف المحلية والعربية وظهر في العديد من المقابلات الصحفية والإذاعية .

كلام الشاعر محمد وهبه يحاكي خلجات الروح فيأخذك معه إلى عالمه الشعري الخاص لتعيش في قصائده قصة الدهشة وملامح الألق.

الشاعر محمد وهبي: الحب يطهر القلوب والنفوس وحتى المواقف في كل الميادين

*الشاعر محمد وهبه متى كانت بدايتك؟ وكيف التقيت بالقصيدة؟



– في البداية أشكرك جزيل الشكر على إستضافتي وشهادتي مجروحة بك، حضرتك من القلائل الذين يكتبون بإحساس وصدق وجمال الكلمة.
كتاباتي كانت منذ الصغر كنت أعشق الكتابة، كنت اعتبرها تعويضًا عن صمتي لأنني لإنه كما تعرفين بإنه ليس كل ما يعرف يقال من هنا أصبحت الكتابة صديقي المقرب ومتنفسي الوحيد تقريبًا، لكن بقي ذلك في نطاق محدد جدًا لا يتعدى ذاتي ونفسي حتى إنني لم اكن ادون ما اكتب لأنني كنت اتعمد

أن يضيع الكلام ويرحل مع الريح والنسيم إلى أن التقيت القصيدة كما ذكرت حضرتك في سؤالك، كان ذلك منذ 10 سنوات تقريبًا وبدأت ادون ما أكتبه وكذلك أنشره على مواقع التواصل الاجتماعي وفي كل مكان وصدر لي الديوان الأول بعنوان: “روح عارية” عام 2015.



*هل أتعبتك يومًا قصيدة ولم تستطع إكمالها أو انّ قلم الشاعر يطوّع المفردات في خدمة فكرته؟



– حصلت معي في بدايتي لرغبتي في زيادة إنتاجي وكي اثبت لنفسي بأني قادر على الاستمرار في الكتابة والإنتاج.. لكن بعدها علمتُ بأن من الخطأ الإستمرار في قصيدة لا املك إحساس يمكنني من ولادتها، وبعد ذلك لا أقدم على قصيدة إلا اذا اردتها وارادتني.. من هنا تخطيت هذه المسألة وساعدني في ذلك إحساسي.

 

* هل يجوز برأيك أن نطلق على الشاعر لقب “مغامر”؟


– الشاعر هو في النهاية إنسان وهناك إنسان مغامر وإنسان غير مغامر والشاعر كذلك هناك شعراء مغامرون ومناضلون وأصحاب رسالة ومبدأ وهناك شعراء عكس ذلك تمامًا كما كل شيء في هذه الحياة هناك الشيء ونقيضه، في النهاية الناس تعرف وتشهد وتقيم وكذلك النفس والذات.



*هل الأمسيات الشعريّة الجماعيّة تنصف الشاعر أو تظلمه؟ وهل تساهم في تكريس موهبته؟


– سؤال جميل، جوابي يتوقف بحسب الشاعر نفسه وشخصيته وإمكانياته هذا من ناحية ومن ناحية ثانية من المهم معرفة من هم الشعراء الذين سوف يشاركونه الأمسية وفي النهاية بالتأكيد إذا كانت الأمسيات مكتملة هي مفيدة بنسبة كبيرة والأهم إنها ممتعة لعشاق احرف والشعر.

 
* لكلّ قضيّة شاعرٌ يقفُ في الصفوف الأماميّة للدفاع عنها
ما هي القضية التي جندت لها موهبتك الشعريّة؟



– صحيح وقد تكون قضية رئيسية تتفرع منها قضايا عديدة، أنا برأيي لا يجب على الشاعر أن يلتزم قضية وحيدة وحصرية، بل يجب عليه أن يتجند لمبادئ وعناوين مثل الوطن، الحب، الحق، الصدق، كلها عناوين تتفرع منها قضايا متعددة يجب أن نعمل من أجلها، على سبيل المثال لا الحصر لو تطرقنا لحقوق المرأة أو الطفل، أنا أعتبر نفسي في الصفوف الأمامية ومدافع شرس عن هذه الحقوق.. لكن بشكل عام أنا أعتبر نفسي شاعر الحب لسبب بسيط جداً لأن من يعرف الحب يبعد عن كل ما هو أذى وشر وباطل، الحب يطهر القلوب والنفوس وحتى المواقف في كل الميادين.



*على صفحات التواصل الاجتماعي، كيف تحمي نتاجك الأدبي والفكري في ظلّ السطو الذي يمارسه الكثير من الدخلاء؟



– في الواقع من الصعب حماية الملكية الفكرية أو الفنية وخصوصًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وسوف أكون معك صريح بما سأقوله.. من أخطر السطو هو السطو على الكلمة والإحساس لكن ولا مرة في حياتي حسبتها بهذا الشكل لإن الكلمة الصادرة من القلب لا بد أن تصل إلى القلب، أما من يسرق لن يحصل كلمته حتى لو كانت نفس الكلمة، من ناحية ثانية في هذا الزمن تسرق الأرواح والأوطان والأعمار وما من أحد لحمايتها مع الأسف فهل سنجد أحدًا يحمي منتوجنا الفكري؟



* دموع الشعراء تنهمرُ على الورق، وغضبه يتفجّرُ على الورق وكذلك فرحه
متى بكى قلم الشاعر محمد وهبه بحرقة؟



– بطبيعة الحال حين نكتب نتفاعل مع كتاباتنا من هنا كانت معظم عناوين دواويني تحمل هذا المعنى.. بكيت نعم أكثر من مرة وكان أخرها وقت وقوع انفجار المرافئ في بيروت ومازلت.

 

* هل القراءة بخير برأيك في هذا الزمن الغارق في تحدّيات شتى؟ وهل شراء الكتاب ما زال من أولويات القارئ العربي؟


– كي أكون صريحًا معك، القراءة لا ليست بخير وخصوصًا الكتب والأعمال الورقية لأسباب كثيرة وعديدة، منها الهم المعيشي ووجود وسائل تغطي وقت الفراغ وتبعد الناس عن الكتابة، اليوم معظم الناس تهتم بالشكل وليس المضمون، والكتابة هي تمعن ومضمون يجب أن نقرأه بحب وتمعن كي نستمتع به وهذا ما لا يحصل.. وحتى بعض الشعراء والكتاب لا يقرأون وسبب تعاطيهم بهذا المجال ليس الثقافة والعلم والمعرفة والشعر بقدر ما هو حب الظهور و”بريستيج”، لكن أنا طبعاً لا أتكلم عن جميع الشعراء ولا عن جميع القراء، هناك البعض ما زالوا يهتمون ويقرأون. أما بخصوص البند الأخير من السؤال مع الأسف ليس من أولويات القارئ العربي شراء الكتاب.



* ما هي مشاريعك المستقبلية؟ وماذا تحضّر؟


– في الواقع كانت عندي برامج ونشاطات عديدة لهذه السنة والسنة القادمة منها في لبنان ومنها هنا في الإمارات العربية، لكن بسبب الوضع الحالي في لبنان وكذلك فيروس كورونا في كل مكان سوف ننتظر حتى تنجلي الأمور كي ننطلق من جديد، بشكل عام تتركز نشاطاتي على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع التي تهتم بشؤون الثقافة والشعر، وكذلك من خلال ملتقى “هادي الحروف الأدبي” الذي يحمل إسمي الأدبي وهناك فقرات متعددة أقدمها أنا وزملائي في الإدارة وسوف نعمل على تطويرها في القريب، وكذلك على صفحتي الخاصة على الفيس بوك.. عندي ثلاثة دواوين تنتظر الطباعة وكتاب رابع هو أقوال وحكم.

* أترك لك الختام مع قصيدة تهديها لقراء كواليس


– شكرًا لك من كل قلبي على هذه الدعوة الكريمة وأتمنى لك ولبرنامجك كل النجاح والتوفيق..


القصيدة بعنوان:


كَلِمَاتُ الْحُبِّ قَوَاعِدُ اللُّغَةِ


أغوصُ
فِي بحورِ اللغةِ
وأوْزَانِهَا
أتسلَّقُ أشجارَهَا
وأغصَانَهَا
أرسمُهَا بشعورِي
ونبضَاتِي
غيرَ آبِهٍ بقواعدِهَا
وتشكيلِهَا
أجولُ بَيْنَ سطورِهَا
أزرعُ الوردَ
ناصبًا إِحْسَاسِي ملِكًا
ملِكًا عَلَىٰ أبياتِهَا
كلماتِي لحَبِيبَتِـي
أبلغُ إعرابٍ
فاعلٌ مرفوعٌ
علامةُ رفعِهِ
قُبُلاتِي وهمسَاتُهَا
تمردتْ حروفُ عِشْقِي
وهربَتْ
مِنْ سجونِ قواعدِ اللغةِ
وتعقيداتِهَا
نسجَتْ أبجديةَ الْحُب
لمحبوبَتِي
دَوَّنَتُ عمودَ النثرِ
فِي سجلَّاتِهَا
طارتْ فِي السَّمَاءِ
فوقَ السحابِ
غنَّتْ باسمِ الطيورِ
وتغريداتِهَا
لغتِي صامتةٌ
ظاهرةٌ مفضوحةٌ
تشاركُ البَحْرَ هدوءَهُ
بجلساتِهَا
تأنسُ حدائقَ الرَّبِيعِ
بنَسَمَاتِهَا
تمضِي مَعَ الْحُبِّ حصرًا
هِيَ لغةُ العشَّاقِ
بحدِّ ذاتِهَا

شاهد أيضاً

علامة عرض اوضاع لبنان والمنطقة مع سفير هنغاريا

استقبل رئيس لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين النائب الدكتور فادي فخري علامة سفير هنغاريا في لبنان …