هل ينتفض الشعب ويطالب الأمم المتحدة بفتح باب اللجوء، وليأخذ الغرباء والاشقاء لبنان وطنا بديلا.

بقلم ناجي أمهز

يبدو هذا هو الخيار الاخير امام الشعب اللبناني، اما ان تنتدبه الامم المتحدة، او يتم فتح باب اللجوء له، ولياخذ الغرباء والاشقاء،  لبنان وطنا بديلا لهم، حينها ترتاح المنطقة ويرتاح العدو الاسرائيلي وترتاح حتى دول الخليج من قضية تحرير فلسطين.

إذا كانت عشرات الجثث في البحر وملايين الفقراء على الطرقات، ولا يسمح بسؤال حكم البنك المركزي والبنوك ووزراء المالية والطبقة السياسية عن أموال الناس، وإفلاس الوطن، حتى وصلنا إلى حالة الانتحار الجماعية هذه، فماذا بقي من الدولة والأخلاق.

ماتت ملكة بريطانيا أعلنا الحداد أياما في لبنان، مات لبنان وشعب لبنان ومجد لبنان ومع ذلك لا تشعر بأن هناك أمر ما حصل، أي وطن هذا واي مسؤولو هؤلاء.

عندما يموت أهلنا في الشمال بأبشع صور الموت غرقا بسبب هروبهم من الضيقة المالية، بينما الشمال يعج بأصحاب المليارات، تدرك بكل بساطة أن هذا الشعب غير قابل للحياة والاستمرار، فالشعوب التي لا تتكافل فيما بينها لن تستمر، هذه سنن كونية.

وإذا كان الدين والعامل السياسي والاجتماعي عاجزا عن تحريك ضمائر المتمولين في الشمال لمساعدة أهاليهم وجيرانهم، ماذا بقي كي يحركهم لمساعدة هؤلاء.

وعندما يكون المتمولون والأغنياء مصابين بهذا الكم من القحط والبخل، إذا ما قيمة كل هذه الأموال.

لا تستغربوا ما اكتب ولا تستعجبون، فليجلس كل واحد منكم لدقائق مع نفسه ويتفكر بهذه المقدمة القصيرة، وهو يتخيل، كيف الأب يحمل ابنه معه إلى الموت هربا من موت الفقر وجحيم الوطن.

ان الطبقة السياسية واصحاب البنوك والاغنياء اليوم في لبنان، هم اناس يجلسون على شرفات قصورهم او في المطاعم يضحكون على هذا الشعب وهم يشاهدونه ذاهبا للانتحار، بل يتمنون لو كل الشعب يموت كي لا يزعجهم احد من الشعب اللبناني، واذا كان الفقر يؤدي الى الانتحار صدقوني سيكون كل عمل يقومون فيه يوصل الشعب الى الفقر، كي ينتحر.

حتما هذا المشهد عن لبنان وعن هذا الشعب الفقير المعتر، يجعلنا نبكي ونشعر بالغضب والحزن القهري، وأن ننتفض حتى نبرئ ذمتنا أمام الله، وامام انفسنا.

لا احد يخبرني أن فلان متدينا، وفلانا مؤمنا، فقد قال رسوله: من أصبح والدنيا أكبر همه فليس من الله في شيء ، ومن لم يتق الله فليس من الله في شيء ، ومن لم يهتم للمسلمين عامة فليس منهم

يعني الذي يملك المال ولا يساعد جاره أو أخاه، هو اصلا ليس انسان.

وبماذا تفيد دموع السياسيين وتعزيتهم بالاموات، وكما يقال وليفي لما يجيني وانا حي شو يفيدين بعد رد التراب.

ناهيكم عن الشعارات الوطنية، وفرقة الكذب عن العروبة، والعرب روح واحدة، أصلا لو كان العرب روحا واحدة لما قبل أغنياء العرب الذين يدفعون ثمن “كلسون”مطربة عشرة ملايين دولار أن يموت شعب بأكمله من أجل ربطة خبز.

مشهد الموت شمالا هو موت للعرب ولضمائرهم ولقيمهم، فالعربان الذين تخلوا تقريبا عن أقل أدوارهم الأخلاقية، والدينية، لم يعد لهم مكان أو وزن في العالم،

فالاستنتاج الذي أكتبه الآن، تأكدوا أن الغرب وصل إليه قبل عقود، فعلم الاجتماع، قادر بدقته، على استنتاج مسير ومصير الشعوب.

لذلك نجد الغرب لا يقيم للعرب أي وزن أو قيمة.

أما الدولة والزعماء والسياسيون اللبنانيون بماذا تخاطبهم الشعب يموت في البحر، وهم يبحثون عن تقسيم المحاصصات السياسية، يعني تشعر بتقزز عندما تريد أن تخاطب مثل هكذا مجموعة سياسية.

عندما تكون جثث شهداء الغربة من اجل لقمة العيش على الارض، وغالبية الاعلام جل همه ان يغطي عن فساد السياسيين، بان يلهي الشعب بما يجري في ايران، عن اي وطن نتحدث.

وأسفاه على شعب يسير خلف سياسيي أيديهم ملوثة بدماء هؤلاء الذين غرقوا بالبحر، والله كل سياسي اليوم في الحكم، سيعذبه الله هو وكل من معه ووراءه، بسبب هذا الموت البشع في عرض البحر.

شاهد أيضاً

ضاهر:” تمنى على الأحزاب المسيحيّة الأساسيّة وقف السجالات العدائية “

تمنّى النائب ميشال ضاهر على “الأحزاب المسيحيّة الأساسيّة”، وقف “السجالات العدائيّة في ما بينها، وإيلاء …