مؤشِّراتُ الفراغِ الطويلِ…!

الهام فريحة

عندما يُعلنُ رئيسُ مجلسِ النوابِ نبيه بري ان تراجعَ الاهتمامِ بتشكيلِ الحكومةِ لم يأتِ من فراغٍ،
وأن الاجتماعَ الاخيرَ بينَ الرئيسِ ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي كانَ من اسوأِ الاجتماعاتِ،
فهذا يعني نعياً لإمكانيةِ تشكيلِ حكومةٍ في المدى المنظورِ…
اما المدى غيرُ المنظورِ، فيدخلُ توقيتهُ في الاسابيعِ الاخيرةِ من تشرينِ الاولِ، اي نهايةَ عهدِ الرئيس عون..
فهلْ تنفعُ الوساطاتُ لتشكيلِ حكومةٍ في الربعِ الساعةِ الاخيرةِ قبلَ أيِّ فراغٍ، ام ندخلُ الى الفراغِ،
بحكومةِ تصريفِ اعمالٍ سيكونُ من الصَّعبِ التكهُّنُ بسيناريو التعاملِ معها، وأن كانَ رئيسُ التيارِ الوطنيِّ الحرِّ قد لمَّحَ الى هذا السيناريو…
لعلَّ الاخطرَ هو الفراغُ الطويلُ الذي ستذهبُ إليهِ البلادُ، وقد زادَ في وضوحِ هذهِ المؤشراتِ الكلامُ العالي السقفِ الذي اطلقهُ رئيسُ حزبِ القواتِ اللبنانيةِ د. سمير جعجع …
كلامٌ فيهِ إدانةٌ كاملةٌ للعهدِ ولسنواتهِ الستِ ولحلفائهِ، سرعانَ ما تكتَّلَ نوابُ “لبنانَ القوي” ليبدأوا بالتغريدِ دفاعاً عن عون.
كلامُ جعجع “الرئاسيُّ” يُوحي وكأنَ لا مرشحاً تنطبقُ عليهِ مواصفاتُ الرئيسِ الانقاذيِّ إلاَّ الذي دعا اليهِ “سمير جعجع”..
لكنَ الكلامَ وعلى مدى اهميتهِ وجرأتهِ وواقعيتهِ وحقيقتهِ،
زادَ في المشهدِ الانقساميِّ خصوصاً انهُ يأتي بعدَ يومٍ واحدٍ على مبادرةِ نوابِ “التغييرِ” .. فكمْ صارَ هناكَ مبادراتٌ ومواصفاتٌ ومعاييرُ؟
***
وهلْ صدَّقنا أننا وحدنا منْ يلعبُ بملفِّ الرئاسةِ في لبنانَ…
عملياً قد يُصبحُ لدينا ثلاثُ قوى تعطيليةٍ:
– كتلةُ نوابِ القواتِ مع بعضِ الحلفاءِ.
– كتلةُ نوابِ حزبِ الله وحركةِ امل مع حلفاءٍ.
– كتلةُ نوابِ التغييرِ مع مستقلينَ وحلفاءٍ.
ليبقى هناكَ كتلتا جبران باسيل واللقاءُ الديمقراطي (وليد جنبلاط)، فأينَ سيكونانِ؟
ما نراهُ انهُ مع تعدُّدِ المعاييرِ والمواصفاتِ والسقوفِ العاليةِ، ومع حجمِ الانقسامِ الحاصلِ،
فنحنُ سنذهبُ الى فراغٍ طويلٍ،
قد يُحتِّمُ بعدَ اشهرٍ إيصالَ مرجعياتٍ عسكريةٍ او قضائيةٍ او ماليةٍ الى الرئاسةِ الاولى،
تُمسكُ بأمنِ الانهيارِ الآتي، وتُعيدُ الاستقرارَ الذي سيهتزُّ وقد يكونُ قاتلاً…!