أدباء وشعراء

إعداد وحوار الشاعرة رانية مرعي


” إبن الريف الأصيل، إبن الجبال الشامخة الصمّاء، الحزن الأسمر الذي ينمو بدهشة في عيون العابرين .. “

الكاتب السعودي بدر العسيري


من مواليد جنوب المملكة السعودية، حائز على بكالوريوس هندسة التخطيط والتصميم العمراني من جامعة الملك سعود بالرياض .
كانت بدايته في العام ٢٠١٥ مع كتاب “مذكرات رجل خائف” الذي حقق رواجًا كبيرًا في الخليج العربي .

تتّسم كتاباته بمحاكاة الواقع ومعالجة المواضيع الاجتماعية، حرفه صادق يلامس قلوب القراء لأنه يتحدث عنهم بكل شفافية وهذا ما جعله في فترة قصيرة من الكتّاب المعروفين في منطقة الخليج .
أهم مؤلفاته :
– وهمّ بها
– مذكرات رجل خائف
– أنا وصوت غيابك
– ستينية القلب
– هزائم الوقت



*بدر العسيري، من أنت؟

بدرٌ بجانبيه، ثمّة من يراه مضيئًا وثمّة من يراه مظلمًا.


*لمَ هذا التقصير مع القارئ اللبناني ولم لا تصل الكتب من الخليج إلى المكتبات ومعرض الكتاب السنوي في لبنان؟

أجل، نحن نستشعر هذا التقصير مع القارىء اللبناني، لكنها لغة التسويق والمال هي من يحكم ساحة الأدب الآن. أرجو أن يتفهم القرّاء في البلدان الأخرى خارج حدود الخليج. بأن أغلبنا وخاصة الجيل الجديد من الكتّاب والكاتبات لم يحترفوا الكتابة بعد، لذا هم دائمًا تحت مظلة دور النشر والتي تقوم بعملية الترويج لهم وبالتالي يبحثون عن العوائد النفعية التي تصب في مصلحتهم أكثر، ربما بعض دور النشر بدأت تتفهم هذا الأمر وتحاول أن تزيد من شعبية قراءها كدار نشر وليس ككاتبٍ بعينه، وهذا الأمر بحاجة لبعض الوقت.

*تقول في كتابك “مذكرات رجل خائف” أن الكتابة هي نصف الهروب بقدم واحدة وعقل مشطور إلى جزأين .
من المستفيد من هذا الهروب الكاتب نفسه أم القارئ؟


يهرب الكاتب من نفسه، الكتابة تخرج بواطنك دونما تشعر ومها حاولت أن تبدي عكس ذلك فغالبًا هنالك من يعرف أنّك أنت الماثل في هذه الشخصية بطريقةٍ أو أخرى. على القارىء ألا يجدّ في البحث عن الكاتب وعليه أن يبحث عن نفسه بالمقابل بين تلك السطور وهذا يكفي.

*في مجتمع شرقي له قوانينه، ألم يكن عنوان كتابك “مذكرات رجل خائف” مجازفة؟

أعلم. لقد كان العنوان صادمًا، وحتى أكون صادقًا يجوز أنه سبب انتشاره في تلك الحقبة. اتذكر أن والدي هاتفني وقال لي: أعد كتابة العنوان إلى مذكرات رجلٌ شجاع. قمت حينها بشرح ما أعنيه فأدرك عمق المعنى وقال لي حينها طالما هذا ما ترمي إليه فلا بأس.

*الحب الذي يعطي الحياة كل معانيها السامية، لم ينجح بعد في تمتين العلاقات بين الرجل والمرأة .
هل العيب في كليهما أو هو المجتمع الذي أورثنا حتى في الحب تقاليده البالية؟


الحب لا علاقة له بكل ما يحدث بين الجنسين في شيء. اتسعت دائرة الحياة ومفاهيمها حتى الوقت أصبح ينصرف لشؤون أخرى متعددة للحد الذي يجعل الامساك ولو ببعض دقائقه أمرًا يشق على المرء. نحن فقط أخذنا شماعتين وقمنا بتعليق مبرراتنا عليهما الحب والحزن لقد أصبحا يتحملا أعباء تصرفاتنا. الحب موجود بيد أننا لم نعد نراه كما ينبغي وسط زحام هذه الحياة ومتطلباتها.
تقاليد المجتمع لم تكن يومًا لتقف في وجه الحب أو تسيء له، كل ما في الأمر أننا لا نعرف (كيف نحب)؟!

*ما رأي الكاتب بدر العسيري بالأقلام النسوية في الخليج العربي؟ وهل أنت من أنصار حق المرأة في كسر الصنميّة التي يعاملها بها المجتمع؟

سأجيب بوضوح وشفافية عالية… غالبها لا يرتقي لكونه مجرد محاولة أو فكرة عقيمة نبتت في أذهانهن بأن إصدار كتاب يعد “إنجاز” صوت الموهبة ضعيف عدا بعض الأقلام القليلة جدًا والتي تشعر بأنّك تتلذذ بمحبرة افكارهن. أحب جدًا أن تشارك المرأة في كل المجالات التي تجد من خلالها أنها ستقدّم ما يستحق للمجتمع في شتّى أنواع العلوم والمعرفة وميادين الحياة، لكني بالمقابل أكره جدًا أن تشارك من أجل المشاركة كحق خاصةً إن كان المجال معروف بذكوريته وليس استنقاص أو تقليل من شأنها لكن مثل تلك التصرفات هي من تفسد نظرة المجتمع لجنسها من جديد، وتفسد أيضًا نظرتنا حول غيرها ممن كنّ فعلًا يملكنّ استحقاق الظهور والمشاركة. أعرف أن كثير من قيود المجتمع العربي فرضت على المرأة الوقوف في طوابير متأخرة من الحياة قسرًا هذا لا يعني أنه عندما اتيحت المشاركة فهي لكل من هبّ ودب… ولا يعني أبدًا أن تكون المشاركة من أجل إثبات الوجود بلا قيمة، هكذا أحب وهكذا أرجو أن تكون النصف الآخر المهم جدًا من الحياة، ان لم يكن الأهم لتجدد الحياة.

* أيّ كتابٍ من كتبك يشبهك لدرجة أنك تعود إليه عندما تواجه نفسك؟


“مذكرات رجل خائف” أكثر كتاب عدت لقراءته.

* هل ما زال المشهد الثقافي بخير مع إنتشار وسائل التواصل الاجتماعي؟ وهل مستقبل الكتاب بخير؟

الكتاب يعيش أزهى حالاته في هذه الحقبة شكليًا. وهذا أمر مضحك. نعم، إنه يعيش حالة زهو وإنتشار عجيبة وإقبال كبير من القرّاء خاصةً في الوطن العربي والخليجي على وجه الخصوص ويؤسفني أن أقول بلا فائدة ويعود السبب لأمرين نوعية المحتوى ونوعية القرّاء. اتفق مع المسار الجديد للكتابة وأن ينهج هذا الجيل منهجه دون أن تسيطر عليهم الأبوة الأبداعية التي يفرضها الرعيل الأول على النشىء الجديد على ألاَّ تصبح كتاباتهم سطحية تفقدنا بهجة لإنتصار الكتب الورقية على الالكترونية.
سيكون بخير بإذن الله.

* الكلمة أخيرة لجمهورك اللبناني بفقرة تهديها إليه

أعتذر عن تقصيرنا،
أعتذر عن أشياء كثر
وعن هذا الحال …
وهذا المآل يا بيروت …
لكنها الحقائق الوجلة
التي أبت إلا أن تبقى حائرة
جائرة …
على هذا النحو من الحيرة والتيه.
أعتذرُ لكِ بيروت …
و يا أهل بيروت …
عن أمانينا التي أفسدها الطغاة
عن أسامينا التي شوّه معناها الخوف …
اعتذر نيابةً عن كل صوتٍ في بلادي
كان يهتف …
عاشت جليلة العرب …
عاشت بيروت..

شاهد أيضاً

طرابلس عاصمة للثقافة العربية

المرتضى اطلع من بيار عازار على الوضع الثقافي والانمائي لمنطقة كسروان بحث وزير الثقافة القاضي …