*الاحتلال سيتأهّب

 

: المُسيّرات رسالة نصر الله بأنّه لن يقف مكتوف الأيدي بمفاوضات ترسيم الحدود.. اعتراض المُسيّرات ممكِن.. التهديد الخطير صواريخ (ياخونت) والجيش أوهن من مواجهتها.. صاروخ مشابه أذّل إسرائيل وأربكها بضرب البارجة (أحي حانيت) بـ2006*

 زهير أندراوس:

في أعقاب هجوم المُسيّرات التابعة لحزب الله التي كانت في طريقها لحقل الغاز (كريش) بالبحر الأبيض المُتوسّط، وإعلان إسرائيل رسميًا اعتراضها وإسقاطها، نقل اليوم الأحد موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ عن مصادر أمنيّة وازنةٍ في دولة الاحتلال قولها إنّ الحادثة هي بمثابة رسالة من الأمين العّام لحزب الله، حسن نصر الله، ولذا يتعيَّن على الجيش الإسرائيليّ رفع درجة التأهب تحسبًا لتصعيدٍ، على حدّ تعبيرها.

وأكّد حزب الله السبت أنّه أطلق ثلاث طائرات مسيّرة باتجاه حقل غاز في البحر المتوسط بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه اعترض تلك الطائرات. وقال حزب الله في بيان مقتضب “قامت مجموعة الشهيدين جميل سكاف ومهدي ياغي بإطلاق ثلاث مسيرات غير مسلحة ومن أحجام مختلفة باتجاه المنطقة المتنازع عليها عند حقل (كريش) للقيام بمهام استطلاعية، وقد أنجزت المهمة المطلوبة وكذلك وصلت الرسالة”، من دون تقديم تفاصيل إضافية والإشارة إلى اعتراض إسرائيل الطائرات المسيرة.

وقال مصدرٌ أمنيٌّ إسرائيليٌّ إن إسرائيل أسقطت ثلاث طائرات مسيرة معادية غير مسلحة قادمة من لبنان السبت كانت تقترب من منصات الغاز في المنطقة الاقتصادية البحرية الإسرائيلية، مُضيفًا أنّ حزب الله اللبناني الذي تدعمه إيران هو الذي أطلق تلك الطائرات.

ونقل محلل الشؤون العسكريّة في موقع (WALLA)، أمير بوحبوط، عن مصادره المطلعة في تل أبيب قولها: “صحيح أنّه تمّ بنجاح اعتراض وإسقاط الطائرات بدون طيّار وهي في طريقها لحقل الغاز (كريش)، ولكن بالمُقابِل أوضحت المصادر عينها، أنّ المنظومة الأمنيّة الإسرائيليّة حصلت على نموذجٍ واضحٍ وجليٍّ حول قدرة حزب الله، وأنّه لن يتخّذ جانب الحياد خلال المفاوضات بين لبنان وإسرائيل على ترسيم الحدود المائيّة.

عُلاوةً على ذلك، شدّدّ المُحلِّل على أنّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ حاول تهدئة الوضع، ولكن استمرار التحديدات يُلزِم الجيش مُجددًا بإعادة تقييم سياسته في كلّ ما يتعلّق بالمجال المائيّ مع لبنان، كما قال، مُضيفًا بتساؤلٍ: منظومة صواريخ (باراك) تمكّنت أمس السبت في اجتياز التحدّي الأوّل لها، أيْ المُسيّرات التي أرسلها (حزب الله)، وتمّت العملية التي اعتُبرت سهلةً من قبل سلاح البحريّة الإسرائيليّ، تمّت بنجاحٍ لأنّ الطائرات بدون طيّارٍ تطير بسرعةٍ بطيئةٍ ولكن السؤال، هل هذه المنظومة قادرة على التعامل مع التهديد الحقيقيّ، والذي يتمثّل بصواريخ (ياخونت) المتطوّرة والمُتقدّمة، التي يمتلكها أيضًا حزب الله؟ تساءل المُحلّل وأبقى الجواب مفتوحًا.

المُحلل أضاف نقلاً عن مصادره العسكريّة والأمنيّة الخاصّة في تل أبيب، أنّ التهديد الحقيقيّ، الذي يقِف أمام هذه المنظومة الإسرائيليّة، (باراك)، التي تمّ تصنيعها بمشاركة من الهند، يتمثل في قدرتها على معالجة التهديد الأكبر والأخطر وهو صواريخ (ياخونت)، التي يمتلكها الجيش العربيّ السوريّ وأيضًا (حزب الله) اللبنانيّ، وهذه الصواريخ تنطلق بسرعةٍ كبيرةٍ جدًا، ولا تسمح لمُشغِّل المنظومة الإسرائيليّة الوقت لاتخاذ القرار والردّ عليها واعتراضها، على حدّ قول المصادر.

في السياق عينه، نقل الخبير العسكريّ الإسرائيليّ نير دفوري عن مصادره المطلعة في تل أبيب قولها إنّ صواريخ (ياخونت) تُشكّل أحد أكبر التهديدات على سفن سلاح البحريّة الإسرائيليّ، وخصوصًا من سوريّة ومن حزب الله.

وأوضح دفوري، وهو المراسل العسكريّ في القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ، أوضح أنّه في المنظومة الأمنيّة الإسرائيليّة يُشدّدّون على أن صواريخ (ياخونت) تُهدد سفن سلاح البحريّة الإسرائيليّ التي تُبحر في مياه البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى ذلك، فإنّها تُشكّل تهديدًا على منصّات التنقيب عن الغاز، الواقعة في ما أسمته المصادر بالمياه الاقتصاديّة الإسرائيليّة، ولفتت أيضًا إلى أنّه في حرب لبنان الثانية، صيف العام 2006، أصاب صاروخ موجّه مشابه لصاروخ (ياخونت) البارجة (أحي حانيت)، وأدّى إلى مقتل أربعة جنود.

شاهد أيضاً

جهاز أمن مطار رفيق الحريري في بيروت يوقف طائرة تحمل عبارة “تل أبيب”

المديرية العامة للطيران المدني في لبنان تطلب من طائرة تابعة للخطوط الجوية الأثيوبية إزالة عبارة …