أهلاً بأصحابِ المعالي

د.نزار دندش

أهلاً بأصحابِ المعالي
ولتحيا المقاماتُ
حَلَلْتُمْ أهلاً
ووطأتم سهلاً
في بلدٍ
شقيقٍ
نأتْ عنه الشقيقاتُ

باللهِ عليكمْ
هل أتيتُمْ
كي تَرْثوا شقيقاً
أهلُهُ
قد ماتوا
نأى الزمانُ بهِ
فنَأَتْ
عن عمرِهِ السنواتُ ؟

أردتموهُ غاويةً
فيما مضى
فَنَمَتْ
في حضنه
الغواياتُ
وتكاثرتْ
في رَحْمِهِ
السياساتُ

أم أتيتم كي تُصَلّوا
كي تُبْعَثَ
فيهِ الحياةُ ؟
شكراً لكم
فلبنانُ لم تعدْ
تحميهِ تعويذةٌ
ولا تشفيهِ
الصلواتُ !

لبنانُ
لم يعد لبنانَنا
ولا لبنانَكم
ولا لبنانَهم
أيتها السعاداتُ !
لبنانُ قد مضى
كما تمضي الحكاياتُ

لبنانُ مُصابٌ
في قلبِهِ
في زندِهِ
في ظهرِهِ
في حبِّهِ
لم تبقَ في عمره
الأعوامُ
بل تهربُ
من عمره الساعاتُ

لا تطعنوهُ
في صدرهِ
لا تطعنوه
في ظهرهِ
أهلُ الأصالةِ
أسلافُكم
قاماتُ

لا تُطعموهُ
فطعامُهُ
تأكلهُ وحوشٌ
ولا تعطوهُ مالاً
فالمالُ
تسرقه
المافياتُ

لبنانُ جريحٌ
وتحكمهُ
أبالِسَةٌ
تماسيح
وحيتانٌ
وحَيَّاتُ

لبنانُ تحكمهُ
بطاناتٌ
شعاراتٌ
مقاماتٌ
وتحكمهُ العداواتُ

لبنانُ
لم يعدْ يُخَلِّصُهُ
سوى ان نُبْعِدَ عنهُ
مافيةٌ
تحميها العصاباتُ
سوى ان نُبْعِدَ الأفعى
عن عُنْقِ شعبٍ
قد ضلّلَتْهُ
الرواياتُ
قد مزّقتهُ
الشعاراتُ