أدباء وشعراء

إعداد وحوار الشاعرة رانية مرعي

 

حسن ابراهيم رمضان مولود في الأوّل من شهر شباط فبراير عام ١٩٥٥.
عضو إتحاد الكُتّاب اللبنانيين
حائز على دكتوراة فخرية من المجلس الأعلى لدولة فلسطين .
ولدت في بلدة الشهداء صريفا – قضاء صور جنوب لبنان وتابعت دراستي الإبتدائية في مدرسة البلدة الرسمية ثم انتقلت الى مدينة صور حيث تابعت دراستي المتوسطة والثانوية ومن هناك انطلقت الى العاصمة بيروت حيث باشرت العمل وتابعت دراستي الجامعية فحصلت على إجازة في العلوم الإجتماعية عام 1979.

ناشط سياسي وإجتماعي منذ ريعان الشباب وكانت البداية عام 1967 حيث شاركت في مظاهرات طلابية تأييداً للثورة الفلسطينية ويومها أطلقت قوات الأمن اللبنانية الرصاص على المتظاهرين في مدينة صور فاستشهد صديقي وزميلي في الدراسة الشهيد أدوار غنيمة وكان لهذه الحادثة الأثر المباشر في خوض غمار السياسة من باب الرفض والمعارضة للسلطة التي يتربع على عرشها الإقطاع السياسي التقليدي في ذلك الوقت.

شاركت في أغلب النشاطات السياسية والثقافية ذات البعد الثوروي والنضالي.
أقمت العديد من الأمسيات الشِعرية والأدبية في أغلب المناطق اللبنانية. وشاركت في أكثر من مؤتمر تربوي وثقافي، وكتبت الكثير من المقالات والأبحاث في الصحف والمجلّات اللبنانية وحصلت على العديد من الجوائز والدروع التذكارية.
لا أؤمن بالطائفية والمذهبية والعنصرية أبداً.
عربيّ الإنتماء وقوميّ الهوية ومتضامن مع كل حركات التحرر في العالم..عنوان حياتي هو الإنسان.

هواياتي: الكتابة والمطالعة والرحلات الترفيهية والإستماع الى الموسيقى الهادئة.

مؤلفاتي:
-ديوان فردوس الزمان
-ديوان مفردات الحلم الواثب
-ديوان خلعت رداء الولاء
-ديوان نغم
-ديوان خوابي العشق
-إبحار في فكر الإمام السيد موسى الصدر (تحت الطبع)”أبحاث”

 

الشاعر حسن ابراهيم رمضان:

وما العنصرية إلا صدى لثقافة الجاهلية العمياء

 

 

*المؤمن بالحوار وباختلاف الرأي واحترام الاخر، أبدأ معك بكلمة جامعة توجهها إلى القرّاء.

لا بد لي أولاً من توجيه الشكر لمجلة كواليس على الاستضافة الكريمة فدمتم ذخراً للثقافة والأدب
وأقول للقراء الأحباء:

أ- كلّ ما أكتبه ليس بالضرورة أن يكون مواضيع شخصية بل هي محاكاة لواقع نعيشه وبالتالي من البديهي أن أكون بطل القصيدة
ب – أتمنى قراءة القصيدة قبل التعليق وليس العكس والشاعر يشعر بالسعادة عندما يلمس تفاعلاً مع منشوره من خلال تعليق يحلل النص.

 

*هل القصيدة الوطنية ما زالت رائجة في حين يعتبرها الكثيرون “قصيدة موسميّة”؟

القصيدة الوطنية حاضرة ولن تغيب سيما في لبنان وما أكثر العناوين ذات العلاقة بالوطن ابتداءً من التاريخ والجغرافيا مروراً بالمقاومة المستمرة حتى زوال الإحتلال وصولاً إلى السياسة والإقتصاد وغيرها من العناوين التي تعكس حالة الوطن. ولي الكثير من قصائد الغزل التي مرّرتُ بها إشارات ذات بُعد وطني.

 

*في زمن العنصرية البغيضة التي تتغلغل في مجتمعاتنا، هل حوكمت بتهمة الأسماء أو الانتماء إلى فكر ثائر مقاوم؟

وما العنصرية إلا صدى لثقافة الجاهلية العمياء وبالتالي كان من السهل التغلغل في عقول الناس وتشويه الفكر الإنساني والفكر المقاوم النقي.
إنّ دور المثقفين هو التصدي للعنصرية بكافة أصنافها الدينية والعشائرية والسياسية.

 

*المؤيّد للقضية الفلسطينية منذ البدايات، ما هي القصيدة الأجمل التي كتبتها في هذه الأرض المقدّسة -وكل كلام عن فلسطين جميل؟-

كتبتُ الكثير عن فلسطين وكلها جميلة من وجهة نظري طبعاً أذكر منها قصيدة (طمّاعةٌ فلسطين) وقصيدة (تقدَّمْ) وقصيدة (أحببتُ غزة مرتين).

 

أهديكم قصيدة ” طماعة فلسطين

 

دوّتْ كما الرّعدِ المجازرُ وصرخةُ الأشلاءْ
علا البكاءْ
يا عربيّاً :
لم تبكِ وحدكَ
بكتِ الدنيا
وبكتْ ملائكةُ السماءْ
إستبشرتْ أرواحهم؟
غاضبٌ أنتْ
ناقمٌ أنتْ
كرّمْتها فكُنتْ :
في الشارعٍ متظاهراً
مُتضامناً
هي رأتْ الكوفيّةَ على كتفيكْ
ورأتْ شُهُبَ نارٍ ينطلقُ من عينيكْ
مسكينةٌ أرواحهمْ
أشلاؤهمْ
ما عَرَفَتْ
وما قرأَتْ
همُّكَ حِفظُ ماءِ الوجهِ كي لا تهبُطَ اللعنةُ عليكْ
دمعُكَ يافطةُ خوفٍ لا أكثرَ في عينيكْ
مشهدُكَ الباكي
السبُّ والشّتمُ كلُّ ما لديكْ
التظاهرُ
التفاخرُ
حرقُ الأعلامِ
راياتُ النصرِ بالأصابعِ
الظهورُ على الشاشاتِ
كلُّ ما لديكْ
كأنّ شكوى كنيسةِ المهدِ وأقصى الإسراءِ ما وصلتْ إليكْ ؟
أنتَ ما سمعتَ الشكوى حقّاً
لأنكَ وضعتَ القطنَ في أُذُنيكْ
لو عرفتِ الأرواحُ والأشلاءُ حتماً ستبصقُ عليكْ

طمّاعةٌ أنتِ
وقحةٌ أنتِ يا فلسطين
سهرَ الفنّانونَ الليالي حتى الفجرِ لأجلِ عينيكِ
غنّوا الحُلمَ العربي لأجلِ عينيكِ
كأنّكِ ما قرأتِ قصائدَ البكّائينْ؟
كأنّكِ ما رأيتِ على الشاشاتِ المُثقّفينْ؟ وتحاليلَ المثقفينْ؟ وثِقلَ دم المثقفينْ؟
أما وصلتْكِ دموعنا؟ أما رأيتِ الملايينْ؟
سهرَ القادةُ طوالَ الليلِ لأجلِ عينيكِ
هجروا نساءهم في كلِ ليلةٍ حصلتْ فيها مجزرةٌ…لأجل عينيكِ
لوّثوا طهارةَ بيروت بمبادرةٍ تدلُّ العربيّ على كيف يموتْ لأجل عينيكِ ؟
هم ما أطلقوا علينا الرصاصَ يومَ تظاهرنا لأجل عينيكِ
قمعونا بالهراواتِ فقط
بخراطيمِ الماءِ الساخنِ فقط لأجل عينيكِ
كانوا رُحماءَ
أقفلوا في وجهنا الشوارعَ والأحياءَ لأجل عينيكِ
ما قطعوا العلاقاتْ
وما أقفلوا السفاراتْ
وما استعملوا سلاحَ النفطِ
بل صمتوا لأجلِ عينيكِ

طمّاعةٌ أنتِ يا فلسطين
سُوّيَتْ أكواخُ التّنَكِ ِبمن فيها مع الأرضِ في جينينْ
وتزيّنتْ بالسبقِ الصّحفيّ الشاشاتُ بصُورِ الأطفالِ المذبوحينْ
بالجثثِ المقطّعةِ والأشلاءْ
بالنساءِ الموتى والمُسِنّينْ
ما سكتَ الشارعُ العربيّ
أطلقَ كلاماً فارغاً في الهواءْ
هدّدَ
توعّدَ
الويلُ لمن يقومُ بمهمّةِ الدّفنِ غيرهُ
أوتنكرين؟
ألا تشبعين؟ طمّاعةٌ أنتِ يا فلسطينْ

***
كفاني تهكّماً وانتقاداتْ
ما فاتَ فاتْ
ومَنْ ماتَ ماتْ
وما زالَ العدوُّ لا يرضى وطناً لا يبداُ بالنيلِ وينتهي بالفراتْ
قُمْ من نومكَ أيها العربيّ
خُذْ قلماً
سجّلْ خيبتَكَ
إعترفْ بأنّكَ ما قرأتَ كتابَ الحُسينْ
وما سمعتَ بكتابِ بدرٍ وحُنينْ
إعترفْ بأنّكَ تنكّرتَ للمجاهدينْ
إعترفْ بأنّكَ كنتَ ساذجاً حين صدّقتَ التلفزةَ والصّحفَ والإذاعاتْ
إعترفْ بأنّكَ كنتَ تُصلّي من دون معرفةِ معنى الصّلاة
إعترفْ بأنّكَ كنتَ جباناً حتى ضاعتِ القدسُ
وضاعتْ فلسطينْ
أكتبْ:
إنّ التظاهرَ وحدهُ لا يكفي
إنّ الصّراخَ وحدهُ لا يكفي
إنّ حرقَ الأعلامِ وحدهُ لا يكفي
إنّ الغناءَ وحدهُ لا يكفي
إنّ الصّلاةَ والأدعيةَ وحدها لا تكفي
أكتبْ :
بغيرِ التضحياتْ
سيبقى العربُ عُراة
وسيذهبُ النيلُ والقدسُ والفراتْ

 

*أبحرت في فكر الإمام السيد موسى الصدر ولك كتاب قيد الطبع في هذا الموضوع .
ما أبرز ما لفتك في فكره الإنساني الوطني الذي جمع ولم يفرّق يومًا؟

الإمام الصدر موسوعة إنسانية بكل ما تعني الكلمة فكان الوطني المقاوم والوطني الساعي إلى وحدة لبنان واللبنانيين وكان منفتحاً على كلّ الأديان فاكتسب قلوبَ اللبنانيين بكل طوائفهم وله صولات وجولات في السعي إلى إطفاء حريق الحرب الأهلية في لبنان وإلى رفع الحرمان عن كل المحرومين في كل لبنان وأكثر ما شدّني أليه إبتعاده عن التعصب المذهبي والجهر بحقوق المرأة والتضامن معها ليكون لها دورٌ في الحياة السياسية.

 

*ما علاقة الشاعر حسن رمضان مع الغزل ؟ وهل يستهويك الغزل الجريء عندما تكتبه امرأة؟

الغزل عزفٌ تستهويه الروح البشرية ووجهته الأصلية هي المرأة لدرجة أطلق عليَّ القراء لقب ( شاعر المرأة ) ولو كان القصد من الغزل الجريء هو الإباحية فلستُ ممن تستهويهم هذه الطريقة في الكتابة وبالتالي ليس من اللائق أن نخدشَ حياء المرأة فحياؤها سرّ جمالها مع الإشارة إلى أنّ الغزل الجريء يُحبه الرجال أكثر من النساء.

 

*أنت عضو في إتحاد الكتاب اللبنانيين ، هل هذا الاتحاد يقوم بدور فاعل في مجال الثقافة أو أن المحسوبيات تكبّله كما أغلب النقابات والاتحادات في لبنان؟

مسكينٌ إتحاد الكتاب اللبنانيين لأنه بلا أجنحةٍ وبالتالي هو عاجز عن التحليق في سماء الثقافة ولذلك أسباب كثيرة أولها عدم تلقّي الدعم من وزارة الثقافة وغير القادرة أصلاً على تقديم الدعم فكل ميزانيتها لا تكفي رواتب الموظفين . وننتظر من الإتحاد خطواتٍ غير مستحيلة منها مثلاً إقامة وتنظيم مهرجانات ثقافية تعمّ كل لبنان.

 

*هل أنت راضٍ عن المشهد الشعري في لبنان؟ وما هي النصيحة التي توجهها من خبرتك الطويلة لمن يحملون أمانة الكلمة؟

المشهد الشِعري مُصابٌ بالبيروقراطية وبالفوضى الشعرية وقد ساهمت بعض المنتديات في تشويه الصورة سيما عبر وسائل التواصل الاجتماعي فأصبحت شهادات التكريم تُوزّع عشوائياً فيتساوى الشاعر والأديب مع القارئ الذي يهوى الشعر .
هذا من جهة ومن جهة أخرى نصيحتي إلى الشعراء أن يُقلّلوا من الصور الخيالية فيعودون إلى الواقع وكل قصيدة لا تحمل رسالة ما ، هي بلا قيمة فجميلٌ أن نحاكي واقعنا بكافة عناوينه ليكون الشعر إصلاحياً ومُجدِّداً ، فالشاعر طبيبٌ وحكيمٌ كما هو حبيبٌ وعشيق.

 

*أترك لك الختام مع قصيدة تهديها لقراء كواليس.

ومني إلى قرّاء كواليس:

فُرشاتي

ورميتُ فُرشاتي
لم أعدْ ماسحاً للجوخِ
ولم تَعُد صُوَرُكم مصابيحاً في طرقاتي
فأنتم لستمْ أنبياء
وأنتمْ لستمْ أولياء
ولستم تكبيرةَ الإحرامِ في صلواتي
رضيتُ بكم رُعاةً
قبِلْتُ أنْ أكونَ رأساً في قطيع
فما نأى الذئبُ عنّي
وما زالَ الخوفُ منّي
وما جاءني منكم ربيع
مزّقتُمْ هويّتي
فتعدّدَت هويّاتي
فجّرتُمْ دولتي
فتكاثرَت دُويلاتي
شوّهتُمْ ديانتي
فتناحرَت دياناتي
تافهاً كُنتُ
ماسِحاً للجوخِ كُنتُ
وكنتُ كما شئتم غبيّاً
لكنّي اهتدَيْتُ
تُبْتُ فرمَيْتُ
وعُدتُ كي أُلَمْلِمَ جُزيئاتي
ولأنَّ صلواتي السابقةَ لم تكُنْ مقبولةً
جدَّدتُ صلواتي
مسحتُ الغُبارَ عن الْكِتَابِ الذي قرأناهُ معاً
أيقظتُ كتاباتي
عُدتُ لأُقدّمَ لرفاقي إعتذاراتي
فأنا أخطأتُ يَوْمَ فوّضتُكم أمري يا قياداتي
وأخطأتُ يَوْمَ لم أعترض على دفنِ شعاراتي
أخطأتُ في حساباتي
لكنّي اهتدَيتُ
تُبتُ فرمَيتُ الولاءَ الكفيفَ وفُرشاتي
تُبتُ فعُدتُ صرخةَ المحرومين
وعُدْتُ أمَلَ المُعذّبين
وعُدتُ حُرّاً في صمتي وفي كلماتي
لا ما دعاني الكتابُ لأستبدلَ الزعماءَ بزعماء
ولا لأستبدلَ حذاءً كان فوق رأسي بحذاء
وما دعاني لأُتاجرَ بدماء الشهداء
ولا لأجعلَ وطني بقرةً لأجل ثروةً عمياء
إنَّ كتابي مُقدّسٌ
كاتبُهُ مُقدّسٌ
ولذا أعلنتها ثورةً عليكم وعلى ذاتي
طهّرتُ نفسي من الرِّجسِ ومن فُرشاتي
أعلنتُ على الثورةِ ثوراتي
وقد يكونُ الحسابُ عسيراً
راجعتُ حساباتي
هي ثورةُ قلمٍ حُرٍّ ولو خسرتُ حياتي

شاعر الأمل حسن رمضان

?تحية كواليس?

لا أخفي فرحي بنبض الثورة  تهدر في روح شاعر الأمل والحب  حسن رمضان فيعيدني للزمن الذهبي حيث كانت فلسطين التي يحاولون اليوم محوها عن خريطة القلب تحتل نسيمات الهواء الذي يمدنا بالحياة فننتعش كما أنا اليوم بعدما خنقنا الحقد  المنتشر في زمن بيع الضمائر بحفنةمن ذل.

ومن شدة إنفعالي وأنا أقرأ الحوار  كان يتبادر إلى ذهني سؤالاً فإذا الشاعرة المبدعة رانية تسبقني في طرحه فأضحك في سري وأزداد سعادة بهذا التواصل الروحي معها وبهذا التميز الذي يجعلها سباقة في حضورها الفاعل المؤثر والذي يترك عطراً لا ينسى.

ومع الشاعر حسن رمضان أردد “هي ثورةُ قلمٍ حُرٍّ ولو خسرتُ حياتي” هي ثورة على من باعنا وتاجر بنا   لقد “راجعت حساباتي” ولن أستبدل “حذاءً كان فوق رأسي بحذاء” خاصة والإنتخابات على الأبواب ونحتاج الكثير من الوعي والبصيرة.

لكما التحية للإضافات الغنية على حديقتنا الثقافية برعاية الحبيبة رانية التي تختار فتجيد الاختيار.?????????????????

فاطمة فقيه

 

شاهد أيضاً

كيك المثلثات..

​#المكونات 4 بيضات 1 كوب سكر 1 كوب زيت 1 ملعقة صغيرة من الحليب بودرة …