رسالة مؤلمة ارسلها لي صديقي المفكر الإنسان، قبل أن يكون طبيب ومحلل نفسي، الدكتور أحمد عياش.

بماذا ارد له، وكلامه يذكرنا ان نشكك بلبنانية اللبنانيين وعروبة العروبيين وإسلام ومسيحية النفاق. لماذا تدمر بلدنا، وشعبنا ما زال لصيق بزعيم منافق، لو كانت اي صفة من تلك الصفات صادقة.
ينصح بعض الصادقين ان لا نقسى على الناس في زمن انتخابات. فلتذهب الانتخابات آلى الجحيم آخذة معها كل الأغبياء والمنافقين.

اقراوا بهدوء.
حسن أحمد خليل ،تجمع استعادة الدولة

ياصديقي حسن،
ومن انا…الا تسل؟

بعد عمر طويل وبعد متابعة لنبض الناس ولمعترك الحياة وبعد تجارب اجتماعية وعائلية ومهنية وسياسية وبعد كتاب ودفتر وقلم وحاسوب ومنقوشة زعتر وحبتين زيتون سألت نفسي من أكون؟
من انا؟
ما عدت مقتنعا بلبنانيتي رغم محبتي للبنان وما عدت عربيا رغم حنيني المؤلم للعرب وللعروبة ولا ادّعي اني مسلم مؤمن حقيقي رغم اني من اشد المعجبين بقادة المسلمين التاريخيين ورغم اني ما استيقظت يوما ولا نمت الا وتشهدّت بلا اله الا الله وان محمدا رسول الله.
لا امزح مع أمني النفسيّ وانا اجبن بكثير من تحدي اية مقدسات.
إلا اني لا أجد اي فكرة قابلة ان تكون مقدّسة لدرجة ان اقاتل او ان اقتل او ان أختلف حولها مع اي آخر ما زال يؤمن انّه يمتلك الحقيقة وان ما تمليه عليه مشاعره هي احاسيس صادقة .
كل ما في الوجود من حولي اشبه بخدعة او بفخّ نصبته الطبيعة او لعبة الهية عابرة.
حتى التعب من اجل الانسانية ومن اجل الاخلاق لجهد سخيف اثبت عدم جدواه.
ليس هناك من عدالة مهما حاول القانون ان يقربها او ان يلمسها ،اما حكاية المساواة والاخوة وتوزيع الثروات فقد اصبحت على قناعة ان الانسان غير مؤهل لهذا المستوى الراقي من الافكار ومن الاجتهادات لأن الفرد سوسة المجتمع ولان الانا سوسة الانسان.
ما عدت اؤمن بالانسان ولا بالعقل التعيس الذي ما انتح الا مضادات للحياة وللانسانية ولو انه حاول في ازمنة ما ان يتحرّر وان يثبت مصداقيته الملائكية.
ربما الملائكة فكرة دينية بحته غير ملموسةفي الواقع.
السياسة ليست الا مكان لرمي قمامتنا النفسية ولتصريف كراهيتنا لبعضنا البعض اما الدين والعقيدة الحزبية فليسا الا مكان لتنفيس احقادنا ضد بعضنا البعض بلؤم وبدم وما المباريات الرياضية الا تجارب سريعة ومختصرة وشوق لحروب حقيقية بيننا لنتقاتل من اجل اي سبب تافه.
حبّ التقاتل والمشاجرة والعراك من ارثنا التاريخي الطبيعي في الغابة وفي الصحراء ومن زمن الصيد.
يوم كنا وما زلنا نصطاد بعضنا وتماما كما نفعل اليوم والبارحة وغدا.
كل الدبابير الالكترونية المدفوعة الثمن لاتؤلمني ان لسعتني عبر ادوات التواصل الاجتماعي او في الشارع.
أحيانا اخرج من صفة الانسان لابحث عنه فلا اجده في اي مكان فعن اي انسان نتحدث ونتكلّم .
الانسان لم يخلق بعد والعقل ليس الا محاولات عقلية.
وحده الموت ثابت وحقيقة ملموسة وما عداه ليس غير خدعة من الطبيعة او لعبة الهية ولا يصل لهذه النتيجة الا من تخطى الاكتئاب والسوداوية الى ما بعد مغزى الوجود و الحياة .
العمر زمن عابر متجسد فينا ليثبت لنا انه حقيقة والحقيقة الوحيدة التي نعرفها ان لا وجود للحقيقة.
#د_احمد_عياش.

شاهد أيضاً

د. أحمد عبد العزيز من أشهر أطباء العظام في مصر الحبيبة 🇪🇬 ترك عيادته وذهب إلى غزة

د. أحمد عبد العزيز من أشهر أطباء العظام في مصر الحبيبة 🇪🇬 حين اشتدت الحرب …