(معيب أن يبقى السارق مسؤولا” (2)

نضال عيسى

جميعنا يعرف أن مَن كان زعيما” للحرب أصبح زعيما” للسلم واستكمالا” لمقال امس نتابع..
هذا واقع الحال والتسوية التي وقعت في الطائف للخروج من الحرب والدخول في السلم وبناء الدولة وطي صفحة الحرب التي امتدت لما يقارب العقدين من عمر لبنان واتخذ القرار بالأعمار وبدأت الدول بضخ الأموال وبدأت السرقات معها وتعاظم ثروات مَن كان يتجول بألية عسكرية تحول إلى موكب فاخر من احدث السيارات المصفحة وعدد من المرافقين وانصرفوا إلى بناء القصور والفيلات بمسقط رأسهم واماكن سكنهم كيف لا وهو سوف يعود إلى قريته في نهاية الأسبوع ويريد استقبال أهل قريته والقرى المجاورة ليعوض الفقر الذي كان يعيشه وعدم اهتمام اهل قريته به فهو لم يكن معروفاً او لا يكترث له أحد فأصبح يملك الجاه والسلطة التي اكتسبها بالحرب وعلى دماء رفاق كانوا معه واليوم سوف يرتدي الفخامة والمواكبة والقصور وقد رمى السلاح وارتدى ربطة العنق.
عدة الشغل اكتملت؟ والمظاهر الفاخرة واضحة والأن حان دور العمل السياسي
سنوات وسنوات مرَت نفس الوجوه ونفس المناصب ولكن الديون والعجز هو ما تغير فقط. عشرون عاما” مضت ماذا فعلتم للبنان من اعمار سوى بيروت وبعض المناطق؟
مئتان وخمسون مليار دولار وصل إلى لبنان من هبات وقروض أين هي وماذا فعلتم بها واين اختفت؟
دبي التي كانت صحراء حولت إلى أرقى مدينة في العالم بمبلغ مئة مليار دولار وأصبح سواح العالم يقصدونها للتمتع بها ورؤية التطور فيها ونحن انفقنا مئتين وخمسون مليار دولار وتأتي الكهرباء (ساعة خلال الأربعة والعشرون ساعة)

لا مياه، ولا أدوية، ولا مستشفيات، ولا طبابة، ولا ضمان شيخوخة، ولا بنى تحتية فأين تلك المليارات واين المحاسبة

هل يملك احد الجرأة ويقول أين اختفت؟
والمضحك المبكي ان جميع مَن تعاقب على المسؤوليات من تسعينيات القرن الماضي إلى هذه اللحظة يجاهر بأتهام غيره بالسرقة وتحميله المسؤولية وهذا الغير يرد الأتهام بنفس الطريقة وبالنتيجة يتبين ان مَن سرق هذه المليارات هو المواطن والمسؤول هو البريء من هذا الفعل؟
كلنا يعلم المشكلة أين ولكن لا يوجد أحد يجرؤ ويتكلم ويقول لا ترموا الأتهامات على بعضكم البعض أيها الأطراف السياسية فجميعكم فاسدون ،سارقون ،ولا يمكن أن يبقى السارق مسؤولا” فهذا معيب يا مَن كنت لا تملك ثمن سيارة وأصبحت تسير بمواكب وتملك بدل المنزل قصورا” ومزارع وعقارات فهل تريدون اسماء ووثائق!! اخجلوا من وطن سرقتموه واخجلوا من مواطن يجوع وارحلوا بما جنيتم من خيرات هذا الوطن قبل أن يرموكم على قارعة طريق فالشعب على وشك الأنفجار أنتبهوا

نضال عيسى