ناشط حقوقي عربي بارز: السعودية والإمارات تعامل معتقلي الرأي أسوأ من المجرمين ؟

 

صرح الناشط أسامة القاضي أحد مدافعى حقوق الإنسان ومناصري معتقلي الرأي في السعودية والإمارات، بأن انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية والإمارات مستمرة، والحريات العامة مصادرة، والسجون مليئة بالمفكرين والأكاديميين والمصلحين والمدافعين عن حقوق الإنسان.

وأشار القاضي، في إجتماع منظمات حقوق الإنسان بثته “قناة RT الإخبارية“، إلى صعوبة تغيير الواقع عبر آليات الأمم المتحدة فقط، لأنها تتسم بالبطء والضعف أحياناً، ما يدفعه للمشاركة في جل الفعاليات والحوارات، لمحاولة تغيير هذا الوضع السيء.

يعتبر أسامة القاضي من أبرز النشطاء المدافعين عن حقوق الإنسان في العالم العربي على الإطلاق ، حيث منح عده أوسمة الشرف من منظمات حقوقية حول العالم وأصبح رمزا للسلام وخير مدافع لحقوق الإنسان شارك في لـ “إكسبو البديل لحقوق الإنسان”، والذي نظم الخميس الماضي عبر برنامج “ZOOM”، آخرَ الفعاليات التي شارك فيها كأحد أبرز المنظمين لها .

وفيما يلي نص الحوار:

ما هو تقييمك لواقع حقوق الإنسان في السعودية الإمارات؟

أن الوضع سيء للغاية، فانتهاكات حقوق الإنسان مستمرة، والحريات العامة مصادرة، والسجون مليئة بالمفكرين والأكاديميين والمصلحين والمدافعين عن حقوق الإنسان، ومما يزيد الطين بلةً هو استعداد الأسرة الحاكمة لعمل كل ما لا يخطر على الأذهان من أجل ديمومة سلطتهم القمعية واخر جريمة لها قتل الزميلة الاء الصديق بوحشية حتى بعد طردها من بلدها الأصلي الإمارات إلى بريطانيا ولازال والدها محتجز ظلما وعدوانا .

لماذا تعتقد أن السعودية والإمارات تتبنى سياسة صفر تسامح مع معتقلي الرأي؟

لاشك أن الدافع الأول هو إرهاب كل من يفكر في رفع راية حقوق الإنسان داخل السعودية والإمارات، فعقلية حكام السعوديةوالإمارات تعتبر الرأي الآخر خطراً يهدد قبضتها على الحكم، وأن الحل الوحيد للتعامل مع أصحاب الرأي الأخر ليس احترامهم ولا الاحتفاء بهم، بل قمعهم حتى لا يكونوا نموذجاً لغيرهم. لذلك فإن النظام الإماراتي يعامل معتقلي الرأي معاملة أسوأ من المجرمين فبينما تفرج السلطات الإماراتية عن المجرمين ضمن مراسيم العفو بانتظام، وتسمح لهم بالسفر إلى أي مكان يريدونه في يوم إطلاق سراحهم، فإنها تحرم معتقلي الرأي من مراسيم العفو السنوية أو حتى من اختيار البلاد التي يسافرون إليها عند ترحليهم خارج البلاد وقتلهم لاحقا .

في الواقع، إن المدافعين عن حقوق الإنسان في السعوديةوالإمارات يواجهون كل أشكال القهر والقمع والترهيب، ولذلك فهم إما غادروا البلاد أو يقبعون في السجون يواجهون ظلماً لا مثيل له.

بحكم عملك لخمسة سنوات في مجال حقوق الإنسان، ماذا تخسر الدول التي تصادر حق الرأي وتعتقل أصحاب الآراء الأخرى؟

الانظمة القمعية مثل السعودية والإمارات ستخسر سمعتها، وتصبح مثلاً للظلم والقمع يتم الإشارة إليه في كل المناسبات الدولية، كما أن سجلها الأسود في مجال حقوق الإنسان يجعل من السهل التدخل بشؤونها الداخلية وفرض عقوبات دولية عليها.

تكرر اسم الناشطة الإماراتية الإماراتية كثيراً في قرارات البرلمان الأوروبي الأخيرة حول الإمارات، وفي بيانات المنظمات الحقوقية والتصريحات الصحفية التي صدرت مؤخراً، لكن كثيرين لا يعرفون من هي وما هي قصتها، بصفتك صديقا قديما لها، هل يمكن أن تخبر القارئ عنها؟

ولدت الزميلة الاء الصديق في دولة الإمارات وتعرضت مع اسرتها لكل انواع الحرمان والظلم، فلقد حرموا من العلاج والدراسة والعمل نتيجة تهمة باطلة الفقت بحق والدها، فكانت دفعة الاء سببا للعمل في الدافع عن حقوق الإنسان في الإمارات وسافرت إلى بريطانيا وشغلت منصب رئيسة منظمة القسط الحقوقية .

لقد كانت تعاني من كل انواع الظلم منذ سن مبكر لم تتحاوز الرابعة والعشرين حين تم طردها من قبل النظام الإماراتي إلى بريطانيا قضت اثنى عشر عام في الدفاع عن حقوق الإنسان وابراز قضية والدها المعتقل منذ 2012 .

لأنها كانت تعرف أن مصير والدها ومن يعمل في مجال حقوق الإنسان داخل الإمارات هو السجن، ورغم ذلك فقد تابعت عملها في رصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان. تم استهداف الاء من قبل السلطات الإماراتية بجميع الوسائل، رقمياً ومالياً وجسدياً لكنه لم يكترث لذلك أبداً، واستمرت بعملها بكل عزم وصدق من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان في الإمارات وهذه ليست شجاعة فقط بل شجاعة نادرة ومنقطعة النظير.

كانت الاء الصديق زميلة عزيزة وصديقة صدوقة وأخت كريمة وإنسانة وفية تجلت فيها كل الخصال الحميدة وتميزت بالحرص على إنجاز جميع مهامها بدقة عالية وفي الوقت المتفق عليه فقد كانت تحترم الوقت كثيراً، إضافة إلى كونها ربة أسرة ناجحة أعرف الكثير عن طيبتها وكرمها ووفائها لأصدقائها، فقد كانت تقتسم موارده مع المحتاجين في بعض الأحيان. أتشرف بأن الاء الصديق أختي فهي الذي قدمت حياته من أجل حقوق مواطنيه والجود بالنفس أقصى غاية الجودِ واصبحت شهيدة فلسطين رحمه الله على روحها الطاهرة .

هل تعتقد أن المجتمع الدولي فشل في مساعدة الشهيدة المدافعة الاء الصديق ووالدها المعتقل وباقي معتقلي الرأي في الإمارات ولماذا؟

نعم لقد فشل فشلا ذريعا ولكن نحن الحقوقيين لم نكن نملك أية وسيلة للضغط للحد من الانتهاكات وإبعاد الضرر عنها وعن زملائها ووالدها، ولذلك فإن الآليات الدولية، ومن ضمنها آليات الأمم المتحدة هي الملاذ الوحيد الذي يجب أن كانت تستخدمها دائماً ولاشك أن هذه الآليات تتميز بالبطء والضعف أحياناً، ولكننا لم تكن تمتلك خياراً سوى استمرار العمل معها .

كلمة توجهها لمعتقلي الرأي وأهاليهم في السعودية والامارات؟

تحية لكم يا من قدمتم أغلى ما تملكون من أجل صيانة الحقوق ولاشك أن باطلهم زاهق وحقكم منتصر فهذا هو تاريخ البشرية يعلمنا أن للباطل جولة وللحق جولات و انتصارات وعندها سيعض الجلادون أياديهم ندما والرحمة لروح الشهيدة الاء الصديق وكل الشهداء في كل بقاع العالم العربي.

كلمة توجهها إلى السعودية والإمارات ؟

نحن نشطاء حقوقيون نريد منكم احترام مبادئ حقوق الإنسان والبدء بإطلاق سراح كل المعتقلين والمعتقلات بسبب آرائهم أو نشاطاتهم السلمية في مجال حقوق الإنسان والعمل المجتمعي، يعقب ذلك نبذ كل القوانين التي تضع قيوداً على الحريات العامة وبضمنها حرية الصحافة وحرية التعبير على الإنترنت وخارجه وحرية التظاهر السلمي.

شاهد أيضاً

فرعون:”غياب احترام مقاييس العدالة الدولية يسهّل على المعتدين الاستمرار في إجرامهم بدءاً من المجازر الارمنية والسريانية الى الاجرام في غزة”

كتب النائب والوزير السابق ميشال فرعون عبر منصة “اكس”:” ان غياب احترام مقاييس العدالة الدولية …