باسيل يوجّه ضربة للـ”الحياد”… ويُحرج بكركي

لا تمرّ تصريحات رئيس التيار “الوطني الحر” جبران باسيل مرور الكرام، بل تأخذ حيّزا كبيراً من النقاش في الأروقة السياسية وعبر وسائل الاعلام، وتفتح باباً واسعاً للجدل الشعبي على مواقع التواصل الاجتماعي إذ تشكل مادة دسمة للهجوم من بعض الخصوم والذي يقابله دعماً قوياً من قِبل مناصريه. ولعلّ آخر تصريحاته من “الديمان” بعد لقائه البطريرك الماروني بشارة الراعي وتبنّيه لمصطلح الحياد الذي أطلقته بكركي، أثار من حوله موجة من الانتقادات التي طاولته أيضاً من بعض مؤيديه من القاعدة الشعبية للتيار.

ووفق مصادر مطلعة، فإن باسيل استطاع توجيه رسالة واضحة الى مجتمعه المسيحي، محاولا أن يبدو متمايزا الى حدّ ما عن حليفه “حزب الله” وإظهار أنه غير معادٍ للصرح البطريركي ويعمل بشكل مستمر على تظهير تطابق رؤيته مع رؤية رئيس الجمهورية ميشال عون الذي استقبل الراعي في الايام الفائتة وناقش معه مسألة الحياد التي طرحها.

ولفتت المصادر الى أن باسيل لم يتخذ موقفاً واضحاً وعميقاً في السياسة من خطوة بكركي، اذ أحاطها بكثير من الألغام من خلال تسويقه لعبارة “الحياد الذي يحافظ على مصادر قوة لبنان“، ويعني بذلك “حزب الله” وسلاحه، وهكذا يكون باسيل قد حيّد الحزب بشكل كامل عن طرح “الحياد” داعياً، في إطار ضربه لمضمون فكرة “الحياد” وأهدافه وفق منطق بكركي، للحصول على ضمانات دولية تمنع اي اعتداء على لبنان وتفرض التصدي لأي تخطٍّ للقواعد الحيادية من قبل بعض الدول والحركات الارهابية، من بينها اسرائيل.

كل ذلك اوحى بأن باسيل سعى من خلال زيارته الى تقديم هدية لـ “بكركي” واعلانه من امام منبرها دعمه لخطاب الحياد، الا انه وجّه اليه ضربة سياسية أفرغته من مضمونه مطمئنا “حزب الله” بأنه لن يخطو في أي مسار من شأنه ان يؤدي الى استهداف سلاحه أو يعيد ساعة الزمن الى ما قبل العام 2006

واشارت المصادر الى أن باسيل خاض معركة صامتة وذكية الى جانب الحزب من دون أي مواجهة مع “بكركي”، مجنّباً نفسه الدخول شخصيا في مجابهة قد تنحرف عن طريق المصلحة الوطنية لتبدو في مكان ما جبهة شيعية – مسيحية.

كتب الآن سركيس في “نداء الوطن” باتت كرة ثلج الحياد التي أطلقها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي تتدحرج، ليس في الداخل فقط، بل في عواصم القرار العالمي أيضاً، خصوصاً مع دعوته أمس أن يكون جميع اللبنانيين في موقف واحد للوصول الى قرار من مجلس الامن والأمم المتحدة، بأن يكون للبنان نظام حيادي.


في الداخل، لا تزال السياسة اللبنانية تدور حول هذا العنوان الجديد الذي أطلقه سيّد الصرح، في حين أنه يتفاعل داخل الأوساط الشعبية بشكل كبير، ولولا الخوف من “كورونا” لكان الزحف الجماهيري إلى الديمان بالآلاف، لكن البطريركية لا تزال تدعو المواطنين إلى الإلتزام بالإجراءات الوقائية لمحاصرة هذا المرض الفتّاك وتفادي التجمّعات الكبيرة.

ويبقى الأساس مراقبة عمل حكومة الرئيس حسان دياب ومعرفة ما إذا كانت ستعمل وفق إقتراح البطريرك للحلّ، أو أنها ستكمل مسار عملها وفق ما تفرضه الأجندات الخاصة، في حين أن الموقف الأهم ليس من الحكومة بل من “حزب الله” أولاً والعهد و”التيار الوطني الحرّ” ثانياً.

شاهد أيضاً

أفرام: “اقتراح قانون مع زملاء لتأمين تغطية صحية واستشفائية فعلية ولائقة للأجراء من خلال إتاحة خيار التأمين الخاص”

كتب رئيس المجلس التنفيذي لـ”مشروع وطن الإنسان” النائب نعمة افرام على منصة “أكس”: “نظراً للآثار …