حركة أميركا في لبنان ومع حزب الله وما بعد تحرير مأرب!

بقلم // جهاد أيوب

لا تريد أميركاً حرباً أهلية في لبنان، بل ترغب بتزايد الأزمات السياسية والاجتماعية والطائفية، وفوضى خلاقة تسيطر عليها حسب الطلب والجريمة الدامية، لذلك هي لم تكن مقتنعة بجريمة القاتل سمير جعجع وزمر قواته في منطقة الطيونة، وسفيرتها في دولة عوكر المصنعة أمنياً لم ترد بحسم على طلبات البطريرك الراعي وجعجع من أجل تأمين الغطاء السياسي والأمني للجريمة، ولتتدخل في عدم التحقيق العسكري مع الفاعل!
أميركا ترغب وتعمل على نزاع داخلي شديد الخطورة، وهذا ما ينتظرنا مع أحداث أمنية متنقلة، ولكنها لا تشجع على الحرب الأهلية، لكونها تدرك إن وقعت ستتغير جغرافية لبنان كلياً، وقد تخسر هي زعامات ربتها ودربتها على طاعتها، وفي حال وقوع الحرب قد تخسر أميركا الكثير من زمرها وحضورها، صحيح أن اهتمامات أميركا خارج المنطقة، وهي تعيد تموضعها، ولكنها ترغب بترسيخ حضورها في لبنان، وستلجم كل من يعمل على الحرب الأهلية، وهذه الحرب جاهزة عند زمر لبنانية لم تتعلم من تجارب الماضي وفشل خياناتها وفيدرالياتها، وتجاراتها الوطنية، وتراكم خسارات محورها!
أميركا تدير العملاء داخل لبنان بطريقة مغايرة، وباختلاف كلي عن إدارة إسرائيل التي تفقد حضورها، والسعودية التي تفقد عقلها ووعيها، والإمارات (العائدة بعد غياب دام خمس سنوات، تعود لتزرع الفتنة بهدوء وعن طريق السياسة السنية، وتحديداً المتطرفين من زمر السعودية سابقاً)!
أميركا تخطط خارج الحرب بين الأفرقاء بل من خلال عدم حسم أي صراع، والإبقاء على الفوضى اجتماعياً واقتصادياً، ودورها كان واضحاً في كل الأزمات المعيشية التي عانى منها لبنان مؤخراً، بينما السعودية وإسرائيل يرغبان بإشعال الحرب الأهلية، وأن تسود كل المناطق اللبنانية معارك دامية والدخول في دوامة العنف، وتمزيق النسيج التوافقي الداخلي في الدولة والمجتمع مهما كلف الأمر، وهذا يندرج على المشهد العراقي ايضاً!
قد تتجه الأوضاع اللبنانية في القريب العاجل إلى الخروج عن السيطرة الأميركية، وتتضخم مطالب وتصورات حربية وأمنية، ومشاريع شيطانبة لحركة اسرائيل والسعودية في الداخل اللبناني، ومقارباتهما ستكون كما هي العادة انتهازية استثمارية استخفافية استعبادية لكل من يتعامل معهما على عكس حركة أميركا، والتي تترك مساحة لعبيدها ليتحركوا وليقدموا خدماتهم في الداخل، وأكثر هذه الخدمات مجانية دون طلب، بل حقداً على شركاء الوطن، ومن أجل مصالح زعامات فاسدة!
قد تتجه الأوضاع إلى فلتان أمني بطلب سعودي إسرائيلي بعد إعلان تحرير “مأرب” في اليمن مباشرة، وقد تسمح أميركا حدوث ذلك، ولكنها ستعاود لجم شياطين السعودية وأميركا بعد أن تصبح المواجهة مباشرة مع حزب الله، وهذا ما حاول السيد حسن نصرالله وقيادة الحزب إيصاله في كل خطاباتهما، وأميركا تدرك جيداً أبعاد تلك الخطابات، لكونها تتعامل مع حزب الله ككيان مسؤول وعاقل، لا يرتجل الرد ولا التصرف، يقيس الأمور بدقة، ويتعامل مع الخصوم والأعداء بحسابات دقيقة، ويسهل التعامل معه من قبل الدول، وينظم الصراع، وأيضاً ينظم الحلول والحسم!

شاهد أيضاً

وجه كتاب توصيات لوزارة التربية

مطر: “فلنخفف على طلاب المدارس الرسمية” تجاوبا” مع طلاب المدارس الرسمية في صرختهم حيال الامتحانات …