د. ليون سيوفي كاتب وباحث سياسي

ذكر الكثير من رجال الدين في عظتهم الأسبوعية أنّ لبنان قد انتهى بعد الأحداث التي شهدها الوطن والخلافات السياسية وشد العصب الطائفي خدمةً لمصالح الأسياد.
لبنان اليوم و أكثر من أي وقت مضى، يحتاج إلى وقفة جادّة للتفكير في مخاطر المرحلة الحالية، والاتفاق على حلول جذرية، وبرامج محدّدة للوصول إلى بر الامان ، والانتقال إلى مرحلة المدنية والديمقراطية الكاملة التي نادت بها القوى المنتفضة منذ ١٧ تشرين ..
هل نحن بحاجة لوثيقة دستورية جديدة تنقذنا من المؤامرات التي أُحيكت لنا؟
هل السيناريو الدولي والاقليمي هو بتسليم لبنان
لجبهة سياسية تفرض علينا مشروعها لفترة لا تقل عن خمسة وعشرون سنة قادمة؟
أم سيناريو الحرب الذي أصبح شبه جاهزٍ بعد فشل جميع المحاولات السياسية وما عليهم إلا والضغط على الزناد ..
أم سيناريو التطبيع الذي سبقتنا به بعض الدول العربية قبل أن يفرض علينا “سايس بيكو” جديد يقسّم المنطقة كما حصل منذ مئة عامٍ لكن اليوم دون السياسة الفرنسية ولا الانكليزية..
هل الحوار بين الأطراف المدنية والسياسية المعششة في كل دوائر الدولة والمسيطرة على جميع المرافق بأحزابها السياسية لتجاوز الأزمة الحالية، هو السيناريو الأفضل في حال توفّر الرغبة الحقيقية لدى طرفي المعادلة السياسية في إكمال مشروع الوطن والانتقال إلى الحكم المدني الديمقراطي كما يمكن أن يتحقق في حال تمّ التوافق عليه في الحراك الدبلوماسي والضغوطات الإقليمية والدولية على هذا المشروع؟
أم سيناريو آخر وهو بالاستيلاء الفعلي على السلطة عبر انقلاب عسكري كلاسيكي دون دماء ودون عنف ، يقود إلى إنهاء المرحلة السياسية الحالية الفاشلة التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه إلى بر الامان ، وتسلّم العسكر مقاليد الحكم.
هل ممكن أن يواجه هذا السيناريو صعوبات بتحقيقه، بعد الرفض الدولي، لأي انقلاب يمنح الجيش وحده السلطة والحكم.
ومع ذلك يبقى هذا السيناريو المنقذ والأسهل أن يسيطر الجيش لفترة من الزمن على البلاد يُتفق عليه مع جميع الأطراف وبعدها تسلم قيادة البلاد عبر الانتخابات الديمقراطية إلى من يملكون من الكفاءات ما يكفي لإنقاذ الوطن ..
وأخيراً وليس آخراً هناك سيناريو ” كلن يعني كان” ما بدأه المواطن بانتفاضة شعبية والتغيير بهذه الطبقة هل ستستمر بهذا المشروع مع الشرزمة والتفرقة وخرقها من قبل الأحزاب؟
فأي سيناريو تراه مناسباً للوطن يبقيك فيه لتعيش بكرامتك؟