《《 لماذا؟!》》

بقلم رداح عسكور

 

لماذا لا نرى من الحبر سوى لونه الأسود؟!
لماذا لا يستميل بصيرتنا قبل أبصارنا إلّا النصف الفارغ من الكأس؟!
لماذا نتجاهل البصيرة وهي منحة حبانا الله بها، وبها نهتدي؟!
لماذا نكيل التُّهم للّون الأسود
وهو سيّد الألوان؟
لماذا لا ندرك قيمة الأشياء بجوهرها، لا بشكلها؟!
هل ينفرد اللون الأبيض بالجمال؟ لماذا؟!
هل سيبقى اللون الأسود يترجم، حالة القهر والحزن والآلام؟لماذا؟!
ألم نسمع صوتاً يصدح، ويغني للمليحة في الخمار الأسود:
قل للمليحة في الخمار الأسود
ماذا فعلت بناسكٍ متعبّدِ؟!
وأقول: لولا ظلام الليل لما تميّز جمال ضوء القمر.
لماذا تنقاد نفوسنا غير مرّة إلى أن نحكم على الأشياء من ظاهرها؟!
كثيرة أسئلة الاستفسار؛ لكن علينا ألّا نأسر أنفسنا فيها.
حريٌّ بنا أن نجول في عالم النفس، عالم العقل الذي نروّضه بالتفاؤل، ونجعل البصر والبصيرة لا يشاهدان ولا يريان، ولا يلقيان البال إلّا على النصف المليء من الكأس، وأن نرقب ضوء القمر يتسلّل من بين غيوم كانون الدكن.
صباحكم نور يتّقد من جذوات القلوب المملوءة حبّاً، والعقول التي لا ترضى سجن الآلام والمآسي.

شاهد أيضاً

دبوس الذكاء الاصطناعي من شركة هيومان.. ثورة تقنية أم خدعة جديدة؟

تعتمد وظائف دبوس الذكاء الاصطناعي على واجهة تعمل باللمس والأوامر الصوتية   في عصر يسعى …